معرض رشيد كرامي في طرابلس على لائحة التراث العالمي

لبنان الكبير

قررت لجنة التراث العالمي في جلسة استثنائية عقدتها اليوم الاربعاء ادراج معرض رشيد كرامي الدولي الذي صممه المعماري البرازيلي العالمي اوسكار نيماير على لائحة التراث العالمي بصورة عاجلة واحالته مباشرة الى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر نظرا الى تراجع وضعه بسبب الاضرار التي لحقت به نتيجة الحرب والازمات المتتوالية.

وقد وافقت اللجنة المؤلفة من 21 عضوا بالإجماع على توصية المجلس العالمي للمعالم والمواقع (ايكوموس) بإدراج المعرض بناء للتقييم الذي اجراه للملف ولنتائج المهمة الميدانية التي قام بها، علما ان لبنان طلب في الملف الذي أعده النقيب المعماري جاد تابت، بأن يصار الى تسجيل المعرض بصورة عاجلة نظرا الى أوضاعه المتردية.

وشكرت المندوبة الدائمة للبنان لدى الاونسكو السفيرة سحر بعاصيري باسم لبنان واللبنانيين لجنة التراث رئيسة واعضاء على قرارها “الاعتراف بالقيمة العالمية المميزة لمعرض رشيد كرامي الدولي الذي صممه نيماير في ستينيات القرن العشرين”، وقالت لهم “ان قراركم يمس قلوب جميع اللبنانيين اليوم فيما لبنان يعاني عواقب قاسية لا سابق لها”. واضافت “اننا على ثقة بان قراركم يضع هذه التحفة المعمارية على الطريق الصحيح لإعادتها الى الحياة لكي تلعب دورها الأصلي الذي لم يتحقق ابدا بسبب الحرب وما تلاها من أزمات متلاحقة ادت الى تراجع مقلق جدا في أوضاع المعرض”.

واعتبرت ان التسجيل الطارئ لمعرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي والتراث العالمي المهدد بالخطر هو “شهادة بفرادة هذا التصميم الذي وضعه نيماير في المنطقة العربية واعتراف بالحاجة الملحة لحمايته”. كما انه “اعتراف بالدور الاساسي الذي اراده لبنان له. فقد صمم المعرض وشيّد في مدينة طرابلس في الشمال ليكون خطوة واضحة في خطة لإزالة التفاوت بين المناطق ولتعزيز التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. والأهم انه كان بمثابة تأكيد على حداثة لبنان وتحرره وانفتاحه”.

وإذ أكدت ان “هذا هو دور المعرض وهذا هو لبنان الذي نصر على التمسك به”، تمنت انه “بجهودنا وباستمرار دعم منظمة الاونسكو والدول الأعضاء، سنتمكن من تحقيق هذا الدور والحفاظ عليه”.

وكانت السفيرة بعاصيري شكرت أيضا مركز التراث العالمي في الاونسكو لدعمه المتواصل وأثنت على جهود “الايكوموس” للخبرة العالية التي اظهرها في تقييم الملف رغم ضيق الوقت الذي فرضته ظروف التسجيل الطارئ. كذلك، توجهت بالشكر لكل من ساهم في هذا الإنجاز وتحديدا النقيب جاد تابت الذي “اعد الملف وكان له فرصة وهو شاب ان يرافق نيماير خلال زيارته للبنان”.

ويتيح هذا الإنجاز للبنان اظهار الأهمية العالمية للمعرض والعمل على تحسين أوضاعه والسعي لدى الأطراف المهتمة بهدف ترميمه وحمايته واعادته الى الحياة ليخدم طرابلس ولبنان والمنطقة.

يذكر ان نيماير (1907-2012) وهو أحد ابرز واضعي خصائص العمارة الحديثة للقرن العشرين وأُسسها للقرن الحادي والعشرين، وقد ترك بصماته واضحة مميزة في انحاء مختلفة من العالم بنحو 600 تصميم، بينها مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. ولديه معلمان مسجلان على لائحة التراث العالمي هما مدينة برازيليا (1987) ومجمّع بامبولها الحديث في البرازيل (2016). والآن يضاف اليهما معرض رشيد كرامي الدولي الذي صممه ما بين 1962 و1967 وكان الأول له خارج االقارة الاميركية. وكان الهدف يومها ان يكون تكريسًا لنهضة لبنان ولحداثته وثقافة التحرر والانفتاح. لكن بناء المعرض الذي تم بالتعاون مع معماريين ومهندسين لبنانيين وانجز عام 1975 تلقى ضربات وازمات متلاحقة أدت الى ما آل اليه وضعه اليوم.

وبادراج معرض رشيد كرامي الدولي على لائحة التراث العالمي، بات للبنان ستة مواقع مسجلة هي بعلبك وجبيل وصور وعنجر (عام 1984) وموقع وادي قايشا وحرش ارز الرب (عام 1998)، ويصادف ادراجه مع الذكرى الأربعين هذه السنة لانضمام لبنان إلى اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي اقرت عام 1972.

 

شارك المقال