أعرب وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، عن خوفه من “أن نقول قريباً تصبحون على وطن، ففي هذه الفترة الصعبة من عمر الوطن، لم يعد بإمكاننا معرفة من للوطن ومن عليه ومن معه ومن ضده”، لكنه أكد أن “الأمل يظل معقوداً على 3 جيوش، بفضلها يستطيع لبنان أن يتنفس، وهي: أمن عسكري وأمن مالي وأمن اجتماعي، على الرغم من أزماته الخانقة التي تبدأ بالنازحين السوريين ولا تنتهي برأس الجمهورية المقطوع منذ 331 يوماً. في الطليعة هناك جيشنا اللبناني الباسل، وجيش انتشارنا اللبناني المعطاء، وجيش جمعياتنا التي هدفها الأول والأخير هو الانسان، وهي جمعياتنا العريقة والمقاصد واحدة منها”.
وقال المكاري خلال رعايته لقاء اعلامياً نظمته “جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية” عن تاريخها وإنجازاتها ورؤيتها، تخلله حفل غداء، في قاعة الدكتور خالدي في كلية التمريض – حرم مستشفى “المقاصد”، بحضور نقيبي الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، رئيس مجلس أمناء الجمعية فيصل سنو وأعضاء المجلس وعدد من الاعلاميين: “ما قصدت المقاصد يوماً الا وتحققت مقاصدي. فالمقاصد مدرسة وليست جمعية، لأنها مدرسة بالمحبة والانسانية والعطاء، والأهم أنها مدرسة بالوطنية”.
وشدد على أن “الجيش اللبناني هو سياجنا. أما جيشنا الثاني فهو مبعث أماننا الاقتصادي، وجيشنا الثالث هو مصدر أمننا الاجتماعي. وجمعية المقاصد هي لواء في جيشنا الثالث”، شاكراً “المقاصد على الهبة المالية التي قدمتها الى تلفزيون لبنان وأتاحت شراء معدات وتوظيف مترجمين، ستسمح باستحداث نشرة أخبار للصم، وبفضل عكازات المقاصد التي سنتكئ عليها ستكون هناك قريباً نشرات أخبار وستسمع شريحة من اللبنانيين أخبار البلد بعيونها”.
وختم: “إبقوا كما أنتم تضعون البلد في عيونكم. عاشت المقاصد وعاش لبنان وتصبحون على رئيس”.
وبعد عرض شريط وثائقي عن نشأة “المقاصد” وتاريخها وانجازاتها، قال سنو: “مئة وخمسة وأربعون عاماً هو عمر هذه الجمعية التي أسستها نخبة من أبناء بيروت، لتقوم بدور تربوي تعليمي واجتماعي تنموي وخصوصاً للفتيات، وكانت في أيامها ثورة لاخراج الفتاة من منزلها”.
أضاف: “لم تقف المقاصد عند هذا الحد فأنشأت بعدها كلية البنات، وانطلقت في مسيرة لم تخل يوماً من صعوبات كثيرة، وتحديات جسيمة. وبالعزم والإرادة نجحت المقاصد، ليصبح وجودها ضرورة حيوية في المجتمع اللبناني ككل، بعدها وفي منتصف القرن العشرين حيث نقلت تجربتها الى القرى والبلدات النائية في البقاع والشمال، ومع مر السنوات أضحت شبكة مدارس المقاصد منتشرة في بيروت، والمناطق، تظلل بعطاءاتها التربوية والعلمية كل طامح الى المراتب المتقدمة من مراحل التعليم والتحصيل، فخرجت خيرة شباب الوطن وصباياه”.
وأشار الى أن “الاعلام شريك أساس معنا في كل هذا الجهد، ونتطلع إلى مزيد من الاهتمام بتسليط الضوء أكثر على دورنا التكاملي كمجتمع مدني، يعمل على سد الفجوات التي عجزت الدولة على مر السنين عن سدها، نحن في المقاصد رواد مجتمع الخير في لبنان، وهذا شرف نعتز به ونفتخر، فكونوا عوناً لنا، وجزءاً من هذا العطاء، كل من موقعه ودوره”.