بلينكن يدعو قادة الخليج لتشديد “التكامل الدفاعي” بمواجهة “التهديد الايراني”

لبنان الكبير
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين، إلى تشديد التكامل الدفاعي بين دول الخليج في مواجهة “التهديد” الايراني، وذلك خلال اجتماع لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض.
وبدأ بلينكن زيارته السابعة للشرق الأوسط منذ شنت حركة “حماس” في 7 تشرين الأول هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، وهي الأولى إلى المنطقة منذ تحولت المواجهة غير المباشرة المستمرة منذ عقود بين إسرائيل وإيران إلى العلن منتصف الشهر الجاري، حين أطلقت الجمهورية الاسلامية صواريخ وطائرات مسيّرة على مواقع عسكرية في إسرائيل.
وقال بلينكن خلال اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض إن “هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل”.
وأوضح بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري.
واعتبر أن المنطقة أمامها خيار بشأن مستقبلها، بما في ذلك “مستقبل مليء بالانقسامات والدمار والعنف وعدم الاستقرار الدائم”، مشيراً الى أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة “تكاملاً أكبر” و”سلاماً أكبر”.
ونُسب إلى إسرائيل، الغريم الاقليمي لإيران منذ عقود، تنفيذ ضربة جوية أدت إلى تدمير مبنى القنصلية الايرانية في دمشق في الأول من نيسان الحالي، ما أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري الايراني بينهم جنرالان كبيران.
وردت إيران بشن هجوم صاروخي وبالطائرات المسيّرة على إسرائيل التي يُشتبه في أنها نفّذت بدورها ضربة لاحقة في الداخل الايراني.
وتوقع مسؤولون أميركيون أن تنتهي دورة التصعيد في الوقت الحالي، إذ أوضح كلا الخصمين موقفهما من دون إلحاق أضرار جسيمة أو خسائر بشرية.
وبالتالي، تريد الولايات المتحدة العودة إلى مربّع المفاوضات الأول حيال التطبيع مع أكبر دول الخليج.
ومن المتوقع أن يجتمع بلينكن في وقت لاحق اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وكانت واشنطن تأمل في استغلال احتمال إقامة علاقات مع السعودية لتشجيع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوصل إلى تسوية، على الرغم من معارضته الشرسة لقيام دولة فلسطينية، مع أن الولايات المتحدة تراها حلاً وحيداً طويل الأمد، عقب انتهاء الحرب في غزة.
ولوقف تلك الحرب، لعبت قطر دوراً رئيسياً في المحادثات. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح الاجتماع اليوم الاثنين، إن “فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل للقضية الفلسطينية” يمثل أحد “أهم” التحديات التي تواجه الأمن الاقليمي.
وأبلغ بلينكن دول الخليج العربية أنه سيضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية وزيادة وصول المساعدات الانسانية إلى غزة. وقال: إنّ “الطريقة الأكثر فاعلية لمعالجة الأزمة الانسانية في غزة، وتخفيف المعاناة، وخلق مساحة لحل أكثر عدلاً واستدامة، هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.
ووصل بلينكن الذي سيتوجه لاحقاً إلى الأردن وإسرائيل، بعد ساعات من تحدث الرئيس جو بايدن ونتنياهو هاتفياً بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
وكرّر بايدن مخاوف الولايات المتحدة بشأن شنّ إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب غزة التي فرّ إليها أكثر من مليون فلسطيني هرباً من القصف في أماكن أخرى في القطاع.

شارك المقال