أفادت إيران أن الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم السبت واستهدف مواقع عسكرية داخل أراضيها أدى إلى مقتل جنديين. وأكدت أن “من حقها وواجبها حماية نفسها”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت أنّه شنّ ضربات “دقيقة وموجهة” على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران رداً على الهجوم الذي شنته طهران على اسرائيل مطلع الشهر الحالي، مهدّدا الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع “ثمنا باهظا” في حال قررت الرد.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان “تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
وفيما أكدت طهران أنّ الهجوم “تسبّب بأضرار محدودة”، قال الجيش الإيراني في بيان نقله التلفزيون الرسمي في وقت لاحق، إنّه “فَقَد خلال الليل اثنين من جنوده الذين كانوا يتصدّون لقذائف الكيان الصهيوني المجرم دفاعا” عن الأراضي الإيرانية.
وكانت إسرائيل تعهّدت الردّ على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية الذي استهدفها في الأول من تشرين الأول. وكان ذلك الهجوم الإيراني الثاني على الدولة العبرية، بعد هجوم في 13 نيسان.
وفي الأسابيع الأخيرة، عملت إيران على جبهتين متناقضتين مع استمرار التوتر المتصاعد واعتماد مقاربات دبلوماسية في الوقت ذاته.
فبينما توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل الخميس بضربة “موجعة” في حال هاجمت أهدافا إيرانية، كان وزير الخارجية عباس عراقجي منخرطا في حملة دبلوماسية مكثّفة زار خلالها جميع دول الشرق الأوسط خلال أسبوعين.
وقبيل السادسة صباحاً، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الضربات الجوية على أهداف عسكرية في إيران، موضحا في بيان “الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت”.
وقال “قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت”.
وتابع “ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه “إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد”.
وقال “باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضا”.
يأتي ذلك على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المتواصلة منذ سنة والتي توسعت منذ أكثر من شهر الى لبنان مع حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.
ويشكّل حزب الله وحماس جزءا من “محور المقاومة” بقيادة إيران.
وفتح حزب الله اللبناني غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة “جبهة إسناد” لحركة حماس ضد إسرائيل. وتتعرّض إسرائيل لهجمات بصواريخ ومسيرات بشكل متقطع من اليمن يطلقها المتمردون الحوثيون ومن العراق تنفّذها مجموعات عراقية مسلحة موالية لإيران ومن سوريا حيث ينشط حزب الله ومجموعات موالية لإيران.
ونفّذت إيران هجومها الأول على إسرائيل، ردّا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتل فيها قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
وجاء الهجوم الثاني ردّاً على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في هجوم نسبت الى إسرائيل في طهران في 31 تموز
كما افاد التلفزيون الرسمي بسماع دوي “ستة انفجارات” قرب العاصمة.
وقال التلفزيون إنّ “الانفجارات المدوّية الستة التي سُمعت في محيط طهران مرتبطة بتفعيل منظومة الدفاع الجوي ضد عملية الكيان الصهيوني الذي هاجم ثلاثة مواقع في ضواحي طهران”.
وقالت قوات الدفاع الجوي الإيرانية في بيان إنّ إسرائيل قامت “بمهاجمة مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان (جنوب غرب) وإيلام (غرب)” عند الحدود مع العراق “في خطوة تثير توترا”.
وأضافت “بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث”.
وتوجهت سبيده (30 عاما) إلى عملها بشكل طبيعي صباح السبت في طهران، رغم مخاوف من حدوث تصعيد. وقالت الشابة لوكالة فرانس برس مفضلة عدم ذكر اسمها “لا أعتقد أن إيران ستشهد حربا”.
واستأنفت إيران الرحلات الجوية بعد تعليق قصير جراء الهجوم الإسرائيلي.
و أكدت واشنطن أنّ هذه الضربات الإسرائيلية تأتي في إطار “الدفاع عن النفس”.
وشدد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي شون سافيت على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية مؤكدا أن “هدفنا هو في تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.
وأفاد مسؤول أميركي بأن الولايات المتحدة علمت مسبقا بالضربات الإسرائيلية على إيران لكنها غير مشاركة فيها.
وحذرت ألمانيا السبت طهران من أي “تصعيد” بعد الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، في حين أعربت روسيا عن قلقها من “تصعيد متفجر” داعية الطرفين إلى “ضبط النفس”.
ودعا الاتحاد الأوروبي الطرفين إلى ممارسة “أكبر قدر من ضبط النفس”.
عربيا، دانت السعودية والإمارات “الاستهداف العسكري” للجمهورية الإسلامية من دون أنّ تشيرا صراحة إلى إسرائيل.
واستنكرت قطر وسلطنة عمان والكويت الهجوم الإسرائيلي على إيران.
كذلك، دانت سوريا والعراق وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الضربات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية.
كذلك، شنت إسرائيل فجر السبت ضربات جوية على مواقع عسكرية في سوريا انطلاقا من الجولان والأراضي اللبنانية، على ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري.
أعلن الجيش أنه اعترض مسيّرتين آتيتين من لبنان، فيما أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” الموالية لإيران أنها أطلقت مسيّرة نحو “هدف عسكري” في عكا في شمال إسرائيل.
وأعلن حزب الله السبت استهدافه قاعدة للاستخبارات الإسرائيلية قرب مدينة صفد، في إطار سلسلة عمليات تبناها وتخللها استهداف قواعد عسكرية ومناطق في شمال إسرائيل، بينها خمس مناطق سكنية على الأقل استهدفها السبت، بحسب بيانات متلاحقة أوردها.
وأكد حزب الله أنه قصف بالصواريخ منذ الصباح كلا من كريات شمونة ومتسوفا وجعتون ويسود همعلاه، إضافة الى الكريوت شمال مدينة حيفا.
كما أعلن حزب الله أنه قصف بعدد من المسيّرات قاعدة جوية اسرائيلية تقع جنوب تل أبيب، يستهدفها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد بين الطرفين.
واتهم الجيش الإسرائيلي الحزب بإطلاق نحو 80 مقذوفا على اسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي إنّه ضرب 70 هدفا لحزب الله، بينما يواصل عمليته البرية في جنوب لبنان التي كان قد بدأها في 30 أيلول.
من جانبها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية بتفجير الجيش الإسرائيلي منازل سكنية في بلدة حدودية في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله قصفه بالصواريخ جنودا اسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب الحدودية، إحدى النقاط الرئيسية التي تحاول القوات الإسرائيلية التوغل منها إلى جنوب البلاد.
وبعد إضعاف حركة حماس في قطاع غزة، نقل الجيش الإسرائيلي ثقل عملياته إلى لبنان. وتقول إسرائيل إنها تريد تحييد حزب الله في المناطق الحدودية بجنوب لبنان والسماح بعودة 60 ألف مواطن نزحوا بسبب إطلاق الصواريخ المتواصل خلال العام الماضي على شمال إسرائيل.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن 1206 قتلى، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر.
ردا على ذلك، توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 42924 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.
ومنذ السادس من تشرين الأول، تكثّف إسرائيل ضغوطها على شمال غزة فيما بدأت ترتسم ملامح استئناف محادثات وقف إطلاق النار بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار على يد قوات إسرائيلية في 16 تشرين الأول.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الموساد ديفيد برنيع الأحد في الدوحة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري.
وتؤكد حماس “جاهزية” الحركة لوقف النار إذا التزمت إسرائيل الانسحاب من القطاع وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل الرهائن.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، لا يزال 97 محتجزين في غزة، وأعلن الجيش أن 34 منهم في عداد الموتى.
لكن هذه الشروط رفضتها إسرائيل في جولات تفاوض سابقة غير مباشرة جرت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية