عيد الاستقلال: “دفشة” لعودة جلسات الحكومة

لبنان الكبير

حتى وإن كانت مناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، قد حملت معها بعض الحركة الايجابية على صعيد العلاقة بين الرئاسات الثلاث، إلا أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن معطى يشير للوصول إلى حلحلة على صعيد عودة انعقاد جلسات الحكومة. في الصورة، تحرّكت التفاصيل بدءاً من محرّكات سيارة رئاسة الجمهورية التي أقلّت أمس الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه برّي ونجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا بُعيد حضور العرض العسكريّ الرمزيّ الذي أقيم في وزارة الدفاع في اليرزة. وعقد الرؤساء اجتماعاً في القصر الجمهوريّ مع غياب استقبال التهاني نتيجة الأوضاع الراهنة والظروف الصحية، رشحت عنه عبارات عازفة على وتر إيجابيّ. واختُصرت الايجابيات بعبارة “إن شاء لله خير” التي اختارها بري بعد انتهاء لقاء بعبدا، إلى تصريح ميقاتي المؤكّد على أنّ “التفاهم هو الأساس، والبُعد جفاء، واللقاء الذي حصل كان حواراً جدياً وبإذن الله سيؤدي إلى الخير”.

وأشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى أنّ اللقاء أعطى دفعاً إيجابياً باتجاه التأسيس للوصول إلى مخارج للأزمة أقلّه على مستوى انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وذلك انطلاقاً من خريطة الطريق التي وضعها بري مع البطريرك بشارة الراعي على أساس العودة إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وسط أجواء تشير إلى ترحيب أبدته عدّة مكونات سياسية لناحية ما اتُّفق عليه على صعيد بري – الراعي. وتداول اجتماع بعبدا هذه المعطيات مع التأكيد على ضرورة العودة إلى خريطة طريق تساهم في الخروج من الأزمة الحكومية. ولفتت المعطيات إلى أنه مجرّد حصول اللقاء في بعبدا مسألة ايجابية تؤسّس لتقدّم معيّن، مع إشارة المطّلعين على نتائجه إلى أنه في حال كانت النوايا جيّدة من جميع المكوّنات يمكن الوصول إلى نتائج سريعة. ورأوا أنّ لقاء بعبدا يؤسس لاتصالات جدية تساهم في إعادة جلسات مجلس الوزراء. ورجّحوا أن تتظهر المزيد من المعطيات المحرّكة لعودة انعقاد الجلسات بعد عودة رئيسي الجمهورية والحكومة من سفرهما إلى الخارج.

وفي انتظار تصاعد الدخان الأبيض في إمكان عودة انعقاد الجلسات الوزارية قريباً، تبقى العين على الأزمات المعيشية العاصفة المنعطفة على الأزمات السياسية الجذرية وآخرها مع دول الخليج العربي والمخاوف على هوية لبنان. ولم يستجد أي معطى مشيرا إلى حلحلة على هذا الصعيد. وعلم “لبنان الكبير” أن استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي أصبحت تفصيلاً صغيراً على طاولة المشاورات حول عودة انعقاد جلسات الحكومة، التي تبقى العامل الأبرز معطوفاً على قضية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار. وبمعنى أكثر وضوحاً، من شأن تعبيد الطريق أمام عودة الجلسات للتوصل إلى مخرج في موضوع قرداحي. وعلى الرغم من تقليل أوساط سياسية لأهمية استقالة قرداحي على صعيد أسباب وظروف الأزمة مع الخليج العربي، إلا أن لبنان الرسمي لا يزال يبني على هذا المعطى للتوصل إلى فتح نافذة في جدار الأزمة.

في غضون ذلك، سيطرت أمس مشهدية التهنئة بعيد الاستقلال على ما عداها. وتمنّى وزير الخارجية الأميركيّ أنتوني بلينكن للبنانيين بالنيابة عن الولايات المتحدة “أطيب التمنيات بعيد الاستقلال”، مؤكداً أن “واشنطن تعترف بثقافة الشعب اللبنانيّ الغنية ومثابرته، إذ واجه الكثير من التحديات على مدار الـ78 عاماً الماضية وتغلب عليها”. ولفت إلى “استمرار الإدارة الأميركية في الوقوف إلى جانب اللبنانيّين خلال هذه الأوقات العصيبة ودعم آماله في مستقبل أفضل”.  كما توجهت السفارة الأميركيّة في بيروت بمعايدة عبر حسابها على “تويتر” مهنّئةً لبنان في الذكرى الـ 78 للاستقلال.

وغرّدت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريّو بمناسبة الاستقلال مؤكدةً أنّه “على الطبقة السياسية اللبنانية تحمّل مسؤولياتها”. ولفتت إلى أنّه “في هذا العيد الوطني، أشارككم أفضل تمنياتي للبنان سيّداً وموحداً في وجه كل التحدّيات التي يواجهها اليوم. وطن ودولة منبثقان من تمسّك اللبنانيين واللبنانيات العميق بالعيش معاً في بلد منفتح، حرّ وغنيّ بتعدّديته”. وعلى الصعيد الداخلي، احتفلت قوى الانتفاضة بعيد الاستقلال في عرض مدني رمزيّ مقابل مرفأ بيروت.

وفي الموازاة، طرأ أمس تطور تمثل في تسليم روسيا الجانب اللبناني الصور الفضائية لمرفأ بيروت قبل الانفجار وبعده، وفق تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات عقدها مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب في موسكو والذي قال: “تسملّنا صور الأقمار الاصطناعية للمرفأ، وسنُسلّمها للقضاء علَّها تسهم في كشف الحقيقة”.

انتخابياً، استقبل وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي أمس، وفداً من الكونغرس الأميركي. واستعرض اللقاء الأوضاع العامة بما في ذلك ملف الانتخابات النيابية. ولفت المولوي إلى “مواصلة كل التدابير اللازمة لإجراء الانتخابات بكل نزاهة وشفافية”. وشكر الوفد الأميركي على مساعدة الجيش اللبناني. وتمنى أن “ينسحب ذلك أيضاً على قوى الأمن الداخلي والأمن العام في ظلّ الظروف التي يمر بها لبنان”. وأكد النائب في الكونغرس داريل عيسى، بعد اللقاء: “سررنا بالاجابات التي حصلنا عليها لناحية ضمان أمن الانتخابات التي تعتبر الوسيلة الديموقراطية المثلى، كما تحدّثنا عن أهمية النظرة المستقبلية لعودة الاقتصاد اللبناني إلى ما كان عليه”. ولفت النائب دان كيلدي إلى أن “هدفنا هو إجراء انتخابات شفافة ونزيهة ليعبّر الشعب اللبناني عن رأيه بحريّة، ونأمل أن يكون للمغتربين دورهم أيضاً في التعبير عن رأيهم”. من جهته، لفت دارين لحود إلى “اهتمامه وأعضاء الوفد بالشعب اللبناني ومستقبل لبنان”.

وعلى صعيد انتخابات نقابة المحامين، توالى تقديم التهاني للنقيب المنتخب ناضر كاسبار. وتوجه النقيب السابق للمحامين ملحم خلف بالتهنئة إلى خلفه، متمنيا له “كلّ توفيق في إكمال مسيرة الأمجاد، وعمرها قرن ونيّف من نضالٍ مستمر للمحاماة، للوطن، وللإنسان الذي فيه”. وأضاف: “نقابة المحامين تتابع مشوارها الطويل، والانتخابات ليست إلاّ محطة لتجديد الثقة ولتأكيد مناعة هذه المؤسسة التي لم تُبنَ على الرمل، بل على صخرٍ من القيم والثقافة والوطنية، وعلى قدر أهل العزم، تأتي العزائم”.

شارك المقال