مساعٍ لا تفتح باب السرايا… “لا تندهي ما في حدا”!

لبنان الكبير

كأنّ عبارة “لا تندهي ما في حدا” وحدها تختصر صدى الردّ على الدعوات المتكرّرة لعودة انعقاد جلسات الحكومة والفصل بين الملف السياسيّ والمعطى المعيشي. وإذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يزال يعبّر عن مساعيه المستمرّة لدعم أيّ خطوة تُعيد فتح باب السرايا وتؤدّي إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة، وهذا ما كرّره أمس لجهة ضرورة تغليب الحكمة والوعي لدى الجميع لدقّة المرحلة وتكثيف العمل لإنجاز الملفّات وحلّ الأزمات، فإنّ الأجواء تؤكّد الإقفال المستمرّ حكوميّاً إلى أجل غير مسمّى طالما أنّ جميع القوى السياسية لم تقترب من وجهة نظر “حزب الله” وتأتي على “طبطابه” لجهة مطالبته بقبع المحقّق العدلي في قضية مرفأ بيروت طارق البيطار.

وأشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى أنّ الزيارة السريعة التي قام بها ميقاتي إلى بعبدا أمس، تطرّقت بشكل خاص إلى نتائج زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قطر. وعُلم أن ثمة تعويلاً على حراك قطري في إطار تقريب المسافات مع دول الخليج العربي على الرغم من أنّ المباحثات اللبنانية – القطرية في هذا الإطار بقيت بعيدة من التعبير عنها إعلامياً. ويعوّل لبنان الرسمي على خريطة طريق أو خطوة أولى يمكن الانطلاق منها لإعادة بلورة الحلّ مع الخليج.

إلى ذلك، استعرض اللقاء بحثَ ضرورة العودة إلى اجتماعات مجلس الوزراء وسُبل الحلّ بناء على الخلاصات الأولية التي كانت انبعثت من لقاء الرؤساء الثلاثة بُعيد مناسبة عيد الاستقلال. لكن الأجواء التي تم تداولها لم تبشّر بانقشاع جزئي أو كليّ، باستثناء التشاور في الخطوط العريضة التي لم تصل إلى مستويات متقدّمة أو جذرية للحلّ حتى الساعة. من جهة ثانية، بحث الرئيسان الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومسار عمل اللجنة المكلّفة متابعة المشاورات مع صندوق النقد الدولي.

وإذ عبّر ميقاتي بعد الاجتماع أنه يتريَّث في “الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء على أمل أن يقتنع الجميع بإبعاد المجلس عن كلّ ما لا شأن له به، خصوصاً أنّنا كنّا توافقنا على أنَّ القضاء مستقلّ، وأنّ أيّ إشكاليّة تُحلّ في القضاء ووفق أحكام الدستور، من دون أي تدخّل سياسي، أشار إلى أنَّ العمل الحكومي مستمرّ بوتيرة متصاعدة ومكثّفة، في سباق مع الوقت، لإنجاز الملفّات المطلوبة ماليّاً واقتصاديّاً وخدماتيّاً واجتماعيّاً. وقد قطعنا في هذا المجال مرحلة متقدّمة، لا سيّما في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وحلّ معضلة الكهرباء، والملفّات المرتبطة بواقع الإدارة، وفور معاودة جلسات مجلس الوزراء قريباً بإذن الله، سيتم عرض هذه الملفات وإقرارها”. ورأى أنّ “ما نحن بصدده اليوم يُظهر حجم الكارثة التي نحن فيها ووجوب الإقلاع عن سياسة التّعطيل وفرض الشّروط، مؤكداً أنّ ما نحن بصدده اليوم من إطلاق منصّة دعم البطاقة التمويلية والمشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعيّة يهدف إلى تخفيف معاناة أهلنا من الشريحة الأكثر حاجة في لبنان بتمويل ودعم من البنك الدولي والأمم المتّحدة”.

وفي وقت تغيب أي بوادر “أخذ وعطا” بين لبنان والخليج مع غياب اتخاذ أي إجراء فعّال حتى الآن، أتى التحرّك كتابياً على الطريقة البروتوكولية مع إدانة وزارة الخارجية والمغتربين بشدّة ما “للهجوم الإرهابي الذي تعرّضت له المملكة العربية السعودية من خلال زورق مفخّخ وفي وقت سابق من خلال طائرة مسيرة باتجاه المملكة”، مشيرة في بيان إلى “وقوف لبنان الدائم حكومةً وشعباً إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضدّ كل ما يمسّ أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها”.

انتخابياً، برزت تطورات أمس على صعيد الاستحقاق النيابي أولاً. وقد أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان إلى “إقفال باب تسجيل اللبنانيين غير المقيمين الراغبين في الاقتراع في الخارج منتصف ليل السبت تاريخ 20/11/2021 وقد وصل عدد المسجلين على المنصة الإلكترونية وفي البعثات الديبلوماسية إلى 244.442 ناخباً”. ولفتت إلى أنّه “بناءً على أحكام القانون الجديد الآنف الذكر، دأبت الوزارة على إرسال اللوائح الواردة من البعثات في الخارج تباعاً إلى المديرية العامة للأحوال الشخصية وذلك حتّى منتصف ليل أمس تاريخ 30/11/2021 وقد بلغ مجموع عدد المسجّلين المرسل من وزارة الخارجية والمغتربين إلى المديرية العامة للأحوال الشخصية 230.466 ناخباً”. وأضافت أنّ “باقي الطلبات المسجّلة في البعثات مرفوضة من قبلها لعدم استيفائها الشروط المنصوص عليها للتسجيل، أو بسبب التكرار، أو بسبب انتهاء المهلة القانونية”.

وعلى صعيد الانتخابات النقابية، كان يوم أمس على موعد مع انتخابات نقابة محرّري الصحافة اللبنانية. وفازت نقابة “الوحدة النقابية” التي رأسها جوزف القصيفي بكامل أعضائها في الانتخابات التي جرت في مقرّ الاتحاد العمالي العام. واعتبر القصيفي بعد فوز لائحته أنّ “هذا اليوم كان نقابيّاً بامتياز وكانت نسبة المشاركة مرتفعة جدّاً”. ورأى أنّ “هذا اليوم الانتخابي قد انقضى بكل شفافية وبكل احترام وديموقراطية”، معتبراً أنّ “غداً يوم آخر ونمدّ يدنا للجميع، وكلنا معاً من أجل نقابة متجددة وصناعة إعلامية وطنية”.

شارك المقال