مواقف تنتقد “حزب الله” المعطِّل… بأذن “طرشى”

لبنان الكبير

ليس مستغرباً أن تطرأ ذبذبات من شأنها وضع المزيد من العصي في دواليب العلاقة بين لبنان ودول الخليج العربي، إذا كان ثمّة من يصرّ على استخدام أساليب رعناء ويحتكم إلى الأذن “الطرشى” في مقاربة المسائل المبدئية التي لا بدّ من اعتمادها لحفظ الحدّ الادنى أقلّه من العلاقات الجيّدة. فعلى الرغم من كلّ المحاولات البديهية لتحسين العلاقة على صعيد التعابير المنتقاة أوّلاً، إلا أنّه كان من اللافت تلقّي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، مضمون الكتاب الذي تلقاه من وزارة الخارجية في مملكة البحرين. وتناول الكتاب احتجاجا رسميا على عقد مؤتمر صحافي في بيروت تضمن اساءات الى المملكة. وإذ أحال ميقاتي الكتاب بشكل عاجل الى السلطات المختصة، طالبا التحقيق الفوري في ما حصل ومنع تكراره واتخاذ الاجراءات المناسبة وفق القوانين المرعية الاجراء، عبّر عن شجبه بقوة التطاول على مملكة البحرين، قيادة وشعبا، مع رفض التدخل في شؤونها الداخلية والاساءة اليها بأي شكل. وشدّد على رفض استخدام لبنان منطلقا للاساءة الى مملكة البحرين والتطاول عليها.

ويبدو أن كلّ المحاولات التي يأخذها ميقاتي على عاتقه لتحسين العلاقات مع الخليج، ستُقابَل بالمزيد من التصعيد على غير مستوى من محور “حزب الله” في المرحلة المقبلة، حسب معطيات “لبنان الكبير”. وقد أشارت المعطيات المتداولة في مجالس سياسيّة إلى أنّ ثمة نيّة لرفع سقف الخطاب السياسي من محور “الحزب” في ضوء عدم تحقيق ما يريده لجهة “قبع” المحقق العدلي بقضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار. وتتصاعد الهواجس في هذا الإطار من ان يشمل التصعيد العمل على محاولة تطيير الاستحقاق الانتخابي المقبل بشكل كامل. وتشير المعلومات إلى أن غالبية القوى السياسية المعارضة باتت مقتنعة بأن موعد إجراء الانتخابات سيتم تأجيله إلى أيار المقبل كخيار يرجحون أن ينبثق عن المجلس الدستوري، مما يعني شبه التأكيد أن الانتخابات لن تحصل في آذار.

وإذ تحلّ هذه الأجواء في وقت لم تنقشع أي بوادر حلحلة على صعيد عودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء، أطلقت صرخة أمس ضد التعطيل في الذكرى السنوية الـ16 لاستشهاد جبران تويني ورفيقيه. وإذا اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة في المناسبة أنه “لم يعد مقبولاً أن تبقى الحكومة خاضعة لأقلية تتصرّف كأنها الأكثرية”، قال: “أمام الاستحقاق الانتخابي، نستذكر ما قاله جبران: إلى متى سنستمر نقبل بالفاشلين؟”. وأشار إلى أن “التطاول على القضاء والقضاة والتهرّب من العدالة، هي آفة تنخر وطننا، وأن عدم المساءلة والمحاسبة ومعاقبة أيّ مخالف للقانون، أوصلنا إلى هذا الفلتان الذي نعيشه اليوم”. وأكد أن “جبران ناضل من أجل توعية الشباب لعدم الوقوع في أخطاء الماضي، وعاش آلام بلده وبشّرنا بقيامة بعد صلب الديموقراطية لكننا نقول أن القيامة تأخرت بسبب من لا يحبون لبنان، آملاً أن يحقّق الشباب اللبناني حلم جبران في التغيير خلال الانتخابات المقبلة”.

وفي سياق شجب واقع التعطيل المسيطر على غير صعيد، أشار البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظته أمس في بكركي، إلى أنّه “برجاء وطيد نصلّي لكي يصغي المسؤولون إلى إلهامات الله، وبخاصّة الذين يستعملون نفوذهم السياسيّ لعرقلة اجتماع مجلس الوزراء، وسير التحقيق العدليّ في كارثة انفجار المرفأ، ولكي تستعيد الدولة مسيرتها الطبيعيّة بمؤسّساتها الدستوريّة”. ولفت الراعي إلى أنّه “لا يمكن أن تسير البلاد من دون سلطة إجرائيّة تقرّر وتصلح وتجري الإصلاحات وتنفّذ القرارات الدوليّة، وتراقب عمل الوزراء، وتمارس كامل صلاحيّاتها الدستوريّة. ولا يمكن القبول بحكومة تعطّل نفسها بنفسها”. وتساءل: “هل في نيّة المعطّلين اختبار تجريبيّ لما ستكون عليه ردود الفعل في حال قرّروا لاحقًا تعطيل الانتخابات النيابيّة فالرئاسيّة؟ وكيف يستقيم حكم من دون قضاء مستقلّ عن السياسة والطائفيّة والمذهبيّة، علمًا أنّ العدالة أساس الملك؟ إنّنا نرفض رفضًا قاطعًا تعطيل إنعقاد مجلس الوزراء خلافًا للدستور، بقوّة النفوذ ونيّة التعطيل السافر، لأهداف غير وطنيّة ومشبوهة، وضدّ مصلحة الدولة والشعب”.

وفي إطار الهجوم على سياسات “حزب الله”، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن “الحزب وحلفاءه في الداخل أخذوا لبنان إلى غير موقعه الطبيعي، الذي يناقض جوهر وجوده ومفهومه الأصيل، وللأسف فقد بات لبنان في جانب مناقض تماماً للعروبة وفي غير فضائها، لكن هذا هو الواقع الاقليمي اليوم وهو لن يدوم”. وإذ لفت جنبلاط إلى أن “القرارات المتخذة من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج هي ردود فعل محقة على واقع الاعتراض على دخول لبنان الى محور غير عربي، فلبنان وللأسف قد اُدخل من خلال الخطابات الملتبسة وأعمال البعض من السياسيين الذين يوالون ايران في محور غير عربي، وهم جعلوا وأجبروا العرب بأن يفرضوا الحصار على لبنان مكرهين، أكد أنّ ليس كل اللبنانيين موالين لإيران، فهنالك فئة توالي إيران، لكن هذه الفئة ليست كل اللبنانيين، فالغالبية لا توالي ايران أبداً مع التمني على السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تفهم هذا الوضع”.

شارك المقال