“الثنائي” لا يريد تجربة حوار جديدة… وعودة الى الكبتاغون

لبنان الكبير

دخلت البلاد عطلة الأعياد باكراً هذا الأسبوع، على الرغم من حجم الأثقال السياسية والاقتصادية التي يخترقها بصيص ضوء اسمه الانتخابات النيابية في 15 أيار 2022. وتذكّروا هذا التاريخ جيّداً كرهان تعوّل عليه القوى السيادية والأحزاب المعارضة للوصول إلى التغيير. وفي تطوّر من شأنه التأكيد على تثبيت موعد الانتخابات بشكل رسميّ، وقّع رئيس الجمهورية ميشال عون أمس على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب في 15 أيار للمقيمين، وفي 12 أيار للموظفين المشاركين بالعملية الانتخابية، وفي 6 و8 أيار لغير المقيمين على الأراضي اللبنانية.

أما الدعوات التي وجّهتها الرئاستان الأولى والثالثة إلى الحوار انطلاقاً من عنوانين أساسيين: الاستراتيجية الدفاعية والنأي بالنفس؛ فيبدو أن “حماوتها” بردت سريعاً ولم يتم التوصّل إلى “ضرب الحديد وهو حامٍ”. وعلى العكس، فإنّ معطيات “لبنان الكبير” أشارت إلى غياب الحماسة، كما القناعة، لدى فريق “الثنائي الشيعي” بأن الوقت مناسبٌ لخوض تجربة حوارية جديدة على صعيد العناوين الخلافية الكبرى. وأفادت المعطيات بأن المسألة التي أدّت إلى شجبٍ واسع في المجالس السياسية المقرّبة من “الثنائي الشيعي”، تمثلت في دعوة رئيس الجمهورية إلى “اللامركزية المالية” التي فُهمت على أنها أشبه بدعوة مستترة للتقسيم، خصوصاً أنّ الاستراتيجية الدفاعية والسياسة الخارجية تعتبر مسائل خلافية بين المكوّنات اللبنانية. ولم يتبق سوى المالية العامة التي تشكّل محلّ جمع بينهم. وفي المحصّلة، رجّحت الأجواء غياب القدرة على التوصّل إلى طاولة حوارية في الفترة الممتدة حتى استحقاق الانتخابات النيابية بالحدّ الأدنى.

أمنياً، أعلنت شعبة مكافحة المخدرات في المديرية العامة للجمارك أمس أنّه “تمّ العمل على مراقبة وتوقيف عدد من الأشخاص المشتبه بقيامهم بتهريب حبوب كبتاغون إلى دول الخليج ورصد شحنة من الحمضيات كانت في صدد التحضير لشحنها من مرفأ بيروت”. ولفتت الشعبة، في بيان، إلى أنّه “بتحرّي هذه الشحنة ضبطت كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون مخبأة ضمن فواكه اصطناعية من لدائن مخبأة ضمن صناديق حمضيات بهدف التمويه”.

ورأى وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي من مرفأ بيروت أن “الشحنة كان من المنوي تصديرها إلى إحدى دول الخليج، ولن نصرّح إلى أي دولة متجهة، نظراً لسرية التحقيق واكتماله، والتمكن من ضبط كامل عناصر الشبكة سواء في لبنان أو الخارج، كما وعدنا سابقاً. نحن نتابع مع كل القوى الأمنية، وتقديرات هذه الشحنة هي حوالي 9 ملايين حبة كبتاغون تم ضبطها بجهد يدوي من عناصر وضباط الجمارك. وإننا نشد على أيديهم ونقدّم لهم التهنئة”. واعتبر أن “هذه العملية دليل على جدية الحكومة اللبنانية وأجهزتها والشعب اللبناني، في مكافحة الجريمة والمخدرات”. وأكد أن “عملنا مستمر منذ تشكيل الحكومة وزيارتي مستمرة أيضاً إلى جهاز أمن المطار. عملنا جدي ومستمر وفاعل من ضباط وعناصر امنية، ونحن جديون بإجراءاتنا لمنع الشر عن أشقائنا العرب، وهذا واجبنا”.

شارك المقال