الجلسة الوزارية في “المكيول”… والبرلمان سيّد نفسه

لبنان الكبير

حتى وإن كان “الأخذ والرد” مسيطراً على مقلب الرئاستين الأولى والثانية، من منطلق أن المجلس النيابي “سيّد نفسه”، وفق المصطلح الذي استخدمه الرئيس نبيه بري أمس تعقيباً على نصّ دعوة رئاسة الجمهورية مجلس النواب إلى عقد استثنائيّ، إلا أنه بات مؤكدا أن الجلسة الحكومية أصبحت في “المكيول”. وأفادت معلومات “لبنان الكبير” بأنّ الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء باتت بمثابة مسألة مضمونة ومحسومة التوجّه في غضون أيام قليلة، فور تسلّم رئاسة مجلس الوزراء مشروع الموازنة مع تعويل على إمكان حضور الوزراء الشيعة. وعُلم أن الجلسة ستكون موجّهة الهدف مع بند واضح متعلق بالموازنة، مع رفض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الغوص في بحث أي بنود متعلقة بالتعيينات خلال هذه المرحلة وحتى موعد إجراء الانتخابات النيابية المقرّرة في أيار المقبل. ولن يكون هناك أي جلسة مرتبطة بإقرار تعيينات في الأشهر المقبلة، بما يشير إلى اعتزام ميقاتي قطع الطريق أمام أيّ “تسوية” إذا ارتبطت بموضوع التعيينات.

وأشارت المعلومات إلى أنّ موعد الزيارة الرسمية لوفد صندوق النقد الدولي التي على أساسها ستوضع البنود الرسمية للخطة الاقتصادية الانقاذية ستتم انطلاقاً من 21 كانون الثاني.

وإذا كان تعليق رئيس مجلس النواب قد أتى مباشراً لناحية أن “المجلس سيد نفسه ولا يقيّده أي وصف للمشاريع أو الاقتراحات التي يقرّر مكتب المجلس طرحها، ويعود لرئيس الجمهورية حق الرد بعد صدورها عن الهيئة العامة الى المجلس” مع التسلّح بأن “هذا حكم الدستور وما استقر عليه الاجتهاد”، فإن ما نقلته مصادر سياسية عبر “لبنان الكبير” كان واضحاً لجهة اشارتها إلى أن إصرار الرئيس ميشال عون بدا واضحاً على عدم الانكسار امام الرئيس نبيه بري، في موضوع الدورة الاستثنائية، وكان يعتزم الموافقة على فتح الدورة لكن مع تحديدها لفترة 15 يوماً. وقالت المصادر ان “حزب الله” تدخل ناصحاً بجعلها دورة كاملة طالما وافق على فتحها. حينها، لجأ عون الى المادة ٣٣ من الدستور، التي تعطيه الحق بتحديد جدول الاعمال مع اضافة عبارة “مع أمور أخرى” افساحا في المجال امام الاضافة، الأمر الذي اغضب بري واعتبرها خطوة موجهة ضده.

أما اهتمام رئاسة الجمهورية بعد التوقيع على مرسوم العقد الاستثنائي، فقد صبّ أمس في مباشرة تحريك عنوان “الحوار” الذي دعا اليه في كلمته الأخيرة. وأجرى الرئيس سعد الحريري اتصالاً بالرئيس ميشال عون، اثر اتصال اجري من القصر الجمهوري ببيت الوسط بشأن اقتراح الرئيس بالدعوة الى مؤتمر حوار وطني.

وابلغ الحريري عون اعتذاره عن عدم المشاركة لان أي حوار على هذا المستوى يجب ان يحصل بعد الانتخابات النيابية.

وبعدما حدد بذلك الحريري موعد الحوار، كشفت مصادر مطّلعة لـ”لبنان الكبير” أن الرئيس نجيب ميقاتي، لدى زيارته الاخيرة لبعبدا، وجد الرئيس عون مصراً على الدعوة للحوار خلال اسبوعين وأراد التفاهم معه لترتيب الامر، لكن ميقاتي تمنى عليه التروّي ريثما تبرد الاجواء.

وما نال اهتمام ميقاتي أمس كان اجتماعه مع المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط، ساروج كومار جاه في السرايا الحكومية، وتم خلال اللقاء البحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان. وأعلن كومار جاه أنّه “جرى عرض لموضوع تسجيل المستفيدين من برنامج شبكة الحماية الاجتماعية، وهو تقدم بشكل جيد جدّاً، واتفقنا على تسريع كل الأنشطة المتبقية حتى نتمكن من البدء بتحويل الأموال إلى العائلات الأكثر فقراً في أسرع وقت ممكن”. وأشار الى أنه “ناقشنا أيضاً الإصلاحات في قطاع الكهرباء والاصلاحات المهمة التي يجب أن تتبنّاها الحكومة قبل تمويل البنك الدولي لقطاع الكهرباء، وكان اللقاء جيّداً بشكل عام”. كما استقبل ميقاتي السفيرة الفرنسية آن غريو وتم خلال اللقاء عرض التطورات في لبنان والمنطقة.

حكومياً، عقد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي اجتماعاً حضره عدد من الضباط في الأجهزة الأمنية، جرى خلاله البحث في قضية مكافحة التطبيقات غير الشرعية التي تتلاعب بسعر الصرف. وتم استعراض الإجراءات المستقبلية لضبط عمليات الصيرفة غير الشرعية، واستكمالها مع القضاء المتخصص.

شارك المقال