حوار “من طرف واحد”… ورعد من بعبدا: نحن أسياد البلد

لبنان الكبير

إذا صحّ أنّ اللقاءات الثنائية التي عقدها رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس في بعبدا، ستمهّد إلى عقد طاولة حوارية تجمع الشخصيات المحسوبة على الحاضرين من فريق 8 آذار، فإن “الحوار” سيكون أشبه بحالة “سرود على برود” من دون نتائج عملية ممكنة طالما أن أصل المشكلة المتمثلة بتموضعات “حزب الله” ستتربع على طاولة تضمّ وجوهاً تتّخذ توجّهاتها السياسية استناداً إلى اعتبارات “حزب الله” عينه.

لكن، يبدو أن نتيجة اللقاءات الثنائية تظهّرت سريعاً متأرجحةً بين “حكي مع الذات” أو “حركة بلا بركة”. وأتى الانسحاب الأول على لسان رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي أعلن عدم المشاركة في الحوار، مشيراً من بعبدا إلى “أننا أهل الحوار ولكن أن يكون بين فريقين لا بين فريق واحد، ولا نؤيّد حواراً للصورة لذا دعونا لهم بالتوفيق، وأيّ قرار يأخذه الفريق الذي يجتمع سنوافق عليه ولن نحضر إلى الحوار من أجل الصورة، أي أنّنا لن نشارك”.

وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أنّ الرئاسة الأولى لم تحسم خيارها حتى الساعة، ما بين الدعوة إلى طاولة حوارية في الأيام المقبلة أو الاستعاضة عنها بانتظار استكمال اللقاءات التي يعقدها رئيس الجمهورية مع رؤساء الكتل النيابية اليوم. وعُلم أن رئاسة الجمهورية ستعمل على تقويم نتائج المشاورات واللقاءات التي تعقدها مع التوقف عند آراء رؤساء الكتل النيابية، قبل الاتجاه نحو بناء خيارها النهائي على هذا الأساس.

وعلى اختلاف القرار الذي سيُتّخذ لجهة فتح طاولة حوار أو إرجاء البحث في الفكرة، فإن مصادر سياسية معارضة استقرأت عبر “لبنان الكبير” تأخراً كبيراً في الدعوة إلى الحوار باعتباره بنداً “فات الزمان عليه” في أيام العهد على الرغم من أهمية الخطوة وسط الأزمة الجدية التي تعانيها البلاد. وتشير إلى انه كان من الأجدى التفكير ببحث موضوع الاستراتيجية الدفاعية وجهاً لوجه بين رئاسة الجمهورية و”حزب الله” باعتبارها النقطة التي تختصر كلّ التفاصيل، متسائلة: هل يقبل “الحزب” البحث جدياً في موضوع الاستراتيجية الدفاعية؟ وتخلص إلى أن البلاد لا تنتظر نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي تبقى تفصيلاً، بل وصول المشاورات الى خواتيمها في المنطقة وما سينتج عن مفاوضات فيينا، في وقت يبقى الحديث عن “طلعات ونزلات” في المفاوضات مسألة تم اعتياد سماعها لكن العبرة في الخواتيم.

ولا يبدو أن “حزب الله” قابل للبحث الحواري الذي يمكن أن يوصل الى نتائج، استناداً إلى موقف النائب محمد رعد، أمس، الذي أيد المشاركة في الحوار لكنه في المقابل صوّب على من سمّاهم “الشركاء في الوطن” داعياً إياهم إلى “التحلّي بالعقل والحكمة والتخلي عن المزايدات والتفكير، لأنّ هذا البلد هو بلدنا ونحن معنيون بالحفاظ عليه وعدم أخذه إلى الهاوية، ومن يعمّره بعد الهاوية هو نحن وليس أحداً غيرنا، وكل غيرنا سيبقى خارج البلد، ونبقى نحن، المواطنون اللبنانيون فقط، أسياد هذا البلد”.

وفي مقابل الحركة على خطّ بعبدا، كان انشغال الأحزاب المحسوبة على الخط السيادي أمس في التأكيد على استحقاق الانتخابات النيابية والتحذير من محاولات التأثير السلبي حوله، خصوصاً ان ثمة من يستشعر محاولات غير بريئة من خلال “تجفيف العملة الصعبة من السوق” لأغراض قطع الطريق على الانتخابات من خلال فوضى الشارع وسط ارتفاع سعر الصرف الذي تخطى أمس عتبة 33 ألف ليرة.

وعلى صعيد التحضيرات الانتخابية، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيح “غسان حاصباني عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى”، مع دعوته القواتيّين في هذه الدائرة إلى “تشغيل ماكيناتهم والمباشرة بالعمل فوراً، لأن الطريق نحو التغيير المرجو ليس سهلاً، والمسؤولية تقع علينا لقيادة المواجهة وشق الطريق نحو التغيير”. وحضّ جعجع على “البدء بالعمل فوراً، لأنه علينا أن ننتصر في معركة الأكثرية النيابية والإنقاذ للخروج من جهنم التي أوقعنا فيها تحالف المنظومة الحاكمة المؤلّف من التيار الوطني وحزب الله، ومجموعة من الأحزاب الصغيرة التي تدور في فلكهما، مؤكداً أن الترشيحات ستتوالى وبشكل خاص في بيروت في الدائرتين الأولى والثانية، والإتصالات ناشطة ومستمرة في هذا الإطار”. وركّز على أن “الانتخابات هي المدخل إلى التغيير مع ضرورة نبذ الأفكار التي تشكّك بإمكانية التغيير… وما على الناس سوى حسن الإختيار والإقتراع”.

وحذّر المكتب السياسي لحزب الكتائب من “العبث بالعملية الانتخابية، بعدما بدأت بوادر التلاعب بها تظهر عبر فتح باب الترشيحات قبل أوانه المفترض في شباط كما ينص عليه القانون، من دون تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات ولا حتى ملء الشغور في مواقع الهيئة الحالية، وإهمال دعوة وسائل الاعلام لتقديم تصاريحها لحجز مواقع الإعلام الانتخابي، فضلا عن عدم تحديد سعر صرف الدولار الذي سيعتمد في عملية احتساب الإنفاق الانتخابي”. ورأى أن “هذه الخطوة تطرح أكثر من علامة استفهام حول نية هذه السلطة تقويض المسار الانتخابي، وترك الأمور في دائرة الالتباس والغموض مما يشي بتطيير الانتخابات، وإلا فإن فوضى عارمة ستسود العملية الاتخابية برمتها وصولا إلى التشكيك بنتائجها”. وطالب الكتائب بـ”إشراف دولي على الانتخابات يبدأ من هذه اللحظة لمنع هذه المنظومة من خطف قرار اللبنانيين مرة جديدة لتبقى تتحكم بقرارهم ومصيرهم”.

حكومياً، ترأس رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً في السراي، شارك فيه وزير المال يوسف خليل، المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار جاه على رأس وفد، ومستشار الرئيس ميقاتي النائب نقولا نحاس، وخصص الاجتماع للبحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان.

شارك المقال