… وفي خميس الغضب “بيّ التعطيل” يشعل كل الجبهات

لبنان الكبير

“لا حوار ولا من يحزنون”، على بعد يومٍ واحد من انتهاء اللقاءات الثنائية التي عقدها رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، رُفعت المتاريس السياسية باكراً مع انضمام تيار “المستقبل” إلى حلبة التباينات العاصفة مع العهد الرئاسي، من دون اغفال الاشكاليات المستمرّة بين الرئاسات الثلاث. ويبدو أنه بات لا بدّ من “شيخ صلح” على أكثر من مقلب سياسي، بدلاً من إدارة طاولة حواريّة لا يجتمع مكوناتها إلا حول تأكيد ما اختلفوا حوله.

وتنحو المؤشرات العامة باتجاه المزيد من التصعيد في المرحلة المقبلة، في وقت أشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أن الفريق السياسي المحسوب على العهد ينتظر ما سينتج عن اعتزام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقد جلسة وزارية من عدمه، قبل الاتجاه الى خطوات تصعيديّة تبدأ التأكيد على عقد جلسة نيابية تطرح مساءلة الحكومة ولا تنتهي بإمكان طرح الثقة بالحكومة في مجلس النواب. وسيتولى تكتل “لبنان القوي” إدارة المسألة التصعيدية من خلال الضغط على المجلس النيابي لعقد الجلسة التي يُطمح عبرها إلى “مساءلة الحكومة”. كما لوّحت المؤشرات باتجاه إمكان المطالبة باستقالة ميقاتي في حال لم يتّجه لتفعيل عقد جلسات الحكومة بوتيرة متسارعة.

وتتصاعد مؤشرات التصعيد السياسي للعهد تزامناً مع تصعيد الاتحاد العمالي العام الذي شمل المناطق اللبنانية في “خميس الغضب”. وعُلم أن المقرّبين من الرئاسة الأولى نظروا إلى تحريك الشارع بالطريقة التي حصلت أمس محاولة لتوصيل رسائل سياسية إلى رئاسة الجمهورية، باعتبار أن الاتحاد محسوب سياسيا على الرئاسة الثانية، بما أشار الى استمرار الكباش السياسي بين الرئاستين الأولى والثانية. وتردّد في المجالس المقرّبة من العهد أن الخطوة المثالية تتمثل في التظاهر أمام منازل المعطّلين لعقد جلسة حكومية بما يشمل في رأيهم رئاستي مجلس النواب والحكومة.

هذا التصعيد المتعدد الاتجاهات للعهد، انعكس أمس ببيان رسمي اعتبر فيه مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أنه “إثر المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيسَي مجلس النواب والحكومة ورؤساء الكتل النيابية بشأن الدعوة الى الحوار، تبيّن أن عدداً منهم تراوحت مواقفهم بين رفض التشاور ورفض الحوار بما يحمّلهم مسؤولية ما يترتب على استمرار التعطيل الشامل للسلطات، حكومةً وقضاءً ومجلساً نيابياً”. واذ اعتبر البيان أنّ “دعوة رئيس الجمهورية للحوار ستبقى مفتوحة، أشار إلى أن المعطّلين للحوار والرافضين له يعرفون أنفسهم جيداً ويعرفهم اللبنانيون، ويتحمّلون مسؤولية خسارة الناس أموالهم”. ورأى أن “استمرار تعطيل مجلس الوزراء هو تعطيل متعمّد لخطة التعافي المالي والاقتصادي”.

المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري، حسين الوجه، ردّ على بيان بعبدا معتبراً أنه “محزن جدّاً جدّاً أن تصل رئاسة الجمهورية ومكتبها الإعلامي إلى حدود الإنكار الكامل لمسار التخبّط الذي وضعت فيه البلاد، ويتضاعف الحزن مع حالة البارانويا التي يعانيها العهد والحزب الحاكم”.

الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري، أشار رداً على بيان رئاسة الجمهورية إلى أن “رئيس الجمهورية يحاول أن يتهم الآخرين بما هو غارق فيه”. وأضاف: “بيّ التعطيل مضيّع البوصلة، وعم يحكي بـ”الحس الوطني”… فاقد الشيء لا يعطيه”!.

حكومياً، صرّح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عقب عودته من زيارة الى الولايات المتحدة ولقائه رئيس الجمهورية في بعبدا بأن “الأميركيين أبلغوا المصريين استثناء لبنان من العقوبات لاستجرار الطاقة وهوكشتاين سيحضر خلال أيام لتحريك ملف ترسيم الحدود البحرية”.

شارك المقال