ثلاثة عناوين أساسية: موازنة واتفاق مع الصندوق وانتخابات

لبنان الكبير

ثلاثة عناوين أساسية لا استعاضة عنها من منظار دوليّ في مقاربة الأوضاع اللبنانية، برزت كعناوين أساسيّة، أمس: ضرورة إقرار الموازنة، والتوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإجراء انتخابات شفافة في موعدها. وإذ بدا أنّ الإقلاع بطيء لعنواني مشروع الموازنة والخطة الاقتصادية بانتظار عقد جلسة حكومية الأسبوع المقبل، فإن زخم التحضيرات الانتخابية لم يلغِ الهواجس المتصاعدة حول إمكان “تطيير” الاستحقاق في ليلة “ما فيها ضو قمر”.

وفي وقت عُقد اجتماعٌ بين وزيري الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي والخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب في وزارة الداخلية أمس للبحث في التحضيرات الجارية استعداداً لمشاركة المغتربين بالانتخابات النيابية، أشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى أنّ أكثر من حزب محسوب على المحور السيادي باشر التواصل مع الفعاليات الاغترابية من خلال الجاليات الحزبية المنتشرة للحضّ على أهمية مشاركة المنتشرين الذين سجلوا أسماءهم في عملية الاقتراع، كما حثّ أولئك الذين لم يتسجلوا للعودة إلى لبنان والتصويت مباشرة من الداخل باعتبار أن الاستحقاق الانتخابي المقبل مفصليّ.

وإذا كانت وتيرة الترشّح للانتخابات منقطعة حتى اللحظة نتيجة اعتبارات “عدم قبض فكرة أن الانتخابات جدية”، لكن الأجواء التي رشحت من مصادر الرئاسة الثالثة عبر “لبنان الكبير” تشير إلى أنّه ربما هناك من لا يريد للانتخابات أن تحصل ويسعى الى تعطيلها، ومن هنا تنبع الهواجس من عدم اجراء الاستحقاق. لكن، حتى وإن كان ثمة من لا يريد الانتخابات إلا أنه من الاستحالة تأجيل موعدها. وهذا ما أكّده الرئيس نجيب ميقاتي أمام جهات دولية عدّة، إذ أعد مرسوم دعوة الهيئات الناخبة كخطوة استباقية لأي طارئ قد يظهر في وجه الحكومة على الرغم من امتلاكها الوقت الكافي للدعوة للانتخابات على امتداد الأشهر المقبلة.

وتتسارع عجلة الاهتمام بالانتخابات على غير صعيد، فيما الجميع بانتظار العودة المرتقبة للرئيس سعد الحريري من الامارات العربية المتحدة إلى بيروت، وعلم “لبنان الكبير” أن الحريري في طريقه إلى لبنان في غضون الساعات المقبلة بما يعني أن أياماً قليلة باتت تفصل اللبنانيين على القرار النهائي الذي سيتخذه زعيم تيار “المستقبل” لناحية حسم موقفه من الانتخابات لجهة خوض الاستحقاق أو المقاطعة.

التأكيد على الانتخابات برز أمس في بيان مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، التي دعت إلى “اتّخاذ الخطوات اللازمة لضمان إجراء انتخابات نزيهة وشفافة وشاملة في أيار، بما في ذلك عن طريق تمكين هيئة الإشراف على الانتخابات من تنفيذ ولايتها”. وأشارت إلى ضرورة استئناف اجتماعات الحكومة في أقرب وقت ممكن. وحثّت مجلس الوزراء على “اتخاذ قرارات عاجلة وفعالة لتدشين الإصلاحات والإجراءات الملحّة بما في ذلك سرعة إقرار موازنة 2022 التي من شأنها أن تمهّد الطريق للتوصّل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي الأمر الذي يكفل الدعم المطلوب لتجاوز الأزمات على مستوى الاقتصاد الكلي والمالية العامة”.

بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الديبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في لبنان، أكدت أيضاً على أهمية الانتخابات، لافتة إلى “ضرورة اتخاذ الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى جميع القرارات والخطوات اللازمة لتمكين هيئة الإشراف على الانتخابات من الاضطلاع بمهمتها، بما يتماشى مع إعلاناتها والتزاماتها المتكررة والثابتة، وعلى اتخاذ القرارات والخطوات لضمان عملية ملائمة تفضي إلى انتخابات نزيهة وشفافة بموعدها المقرر”. وحضّت “الحكومة وجهات صنع القرار الأخرى على استعادة قدرتها على صنع القرار من دون المزيد من التأخير، وهذا يتطلب استئناف الاجتماعات المنتظمة لمجلس الوزراء، من أجل التصدّي للأزمات الدراماتيكية التي يواجهها لبنان”. وأكدت على أن “إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي من شأنه أن يدعم إيجاد مخرج من الأزمات الاقتصادية الكلية والمالية التي تواجهها البلاد”.

التعويل على أهمية الانتخابات النيابية، برز أيضاً بين سطور موقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي أشار أمس إلى أن “التاريخ لن يرحم خيانات هؤلاء المسؤولين أو تآمرهم أو تخاذلهم أو غض طرفهم عن الموبقات التي تحصل على أرض لبنان وباسمه في الوقت الحاضر… كما أن اللبنانيين لن يرحموهم وسيكونون لهم بالمرصاد في الانتخابات النيابية لسحب كل ثقة منهم وإجراء التغيير المطلوب لإخراج لبنان من جهنّم الكبتاغون، إلى جنة الأرز والبخور والسمعة الطيبة التي عُرف بها لبنان”.

وأتى تصريح جعجع مستنكراً تحوّل لبنان إلى مصنع كبتاغون كبير، في إشارته إلى أن “شحنتين من الكبتاغون ضبطتهما السلطات المصرية على متن رحلتي طيران آتيتين من بيروت إلى مطار القاهرة الدولي، وقبلها ضبطت شحنات في الإمارات والسعودية واليونان وقبلها وقبلها (…)، مما يدلّ بشكل أكيد على أن لبنان تحوّل إلى مصنع كبير للكبتاغون”. وأكد أنّ “القاصي والداني يعرفان أن مواجهة معضلة الكبتاغون لا تكون باتخاذ إجراءات شكلية على بعض المعابر، بل من خلال الذهاب مباشرة إلى معامل تصنيع المادة وإيقافها فوراً عن العمل وإحالة كل من فيها والجهات التي تقف خلفها على العدالة، وإغلاق المعابر غير الشرعية التي تشكّل ممرّاً أساسياً لتهريبها”، متسائلاً: “هل من المسؤولين من يسمع ويتصرّف خصوصاً بعدما أصبح اسم لبنان ومعه اسم كل مواطن لبناني في الحضيض أمام دول العالم كلها؟”.

مصطلح الانتخابات ورد أيضاً أمس في بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الذي أوضح أن “لا صحة لكل ما يصدر في عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من أن رئيس الجمهورية ميشال عون يتدخل مباشرة في اختيار مرشحي “التيار الوطني الحر” إلى الانتخابات النيابية، لافتاً إلى أن مثل هذه الأخبار مختلقة ولا أساس لها، ذلك أن لـ”التيار الوطني الحر” قيادته السياسية التي يعود اليها تسمية مرشحيها للانتخابات، وبالتالي فإن ما يقال عكس ذلك لا يأتلف مع الواقع”.

كهربائياً، أشار المكتب الإعلامي لوزير الطاقة والمياه وليد فياض في بيان إلى أن “الأربعاء المقبل سيتم التوقيع على عقد تزويد لبنان بالكهرباء بين الأردن ولبنان واتفاقية عبور الطاقة بين لبنان وسوريا والأردن”. وسيؤمّن العقد والاتفاقية للبنان 150 ميغاوات تغذية كهرباء رئيسية من منتصف الليل حتى السادسة صباحا و250 ميغاوات خلال بقية أوقات النهار”.

شارك المقال