الحريري يستكمل مشاوراته… و”مقياس ريختر” مطلع الأسبوع

لبنان الكبير

إنقضت حركة الأسبوع السياسية والأنظار شاخصة الى الرئيس سعد الحريري بانتظار القرار الذي سيتخذه بالنسبة للانتخابات، الاثنين المقبل، والذي ستُقدر تداعياته على “مقياس ريختر”، لأن ما بعده لن يكون حتماً كما قبله وسيحرّك خيارات أكثر من جهة وشخصية سياسية.

ورأس الحريري أمس اجتماعاً لكتلة “المستقبل” النيابية في “بيت الوسط”، حيث تناول البحث موضوع الانتخابات النيابية في أيار المقبل. وتداول الاجتماع في الأوضاع المحلية العامة التي تشهدها البلاد على مشارف الاستحقاق.

وأشارت معلومات “لبنان الكبير” إلى أن الاجتماع تطرق تفصيلياً إلى آراء ومقاربات النواب حول الخيارات التي يمكن اتخاذها انتخابياً. واستعرض الرئيس الحريري المراحل السياسية التاريخية، بدءاً من الحقبة التي دخل خلالها الرئيس الشهيد رفيق الحريري الحياة السياسية والعراقيل والصعوبات التي وقفت عثرة في وجه مشروعه الوطنيّ على تنوّع الحكومات التي ترأسها وصولاً الى استشهاده عام 2005. وتناول المراحل التي تسلّم فيها الأمانة السياسية والحزبية بعد اغتيال والده، مستعرضاً الأداء السياسي المعطّل عينه الذي واجه عمل حكوماته. وشدّد على عدم قدرة البلاد على الاستمرار وسط الذهنية السياسية عينها التي ترتبط بأداء بعض القوى السياسية التي لم تبدّل أداءها على الرغم من كلّ الأزمات التي مرّت بالبلاد.

وعلم “لبنان الكبير” أن قرار الحريري النهائي من الانتخابات سيتخذ الاثنين المقبل. ويأتي ذلك بعد استكمال سلسلة الاجتماعات للحريري في اليومين المقبلين مع كوادر تيار “المستقبل” كما مع رؤساء الحكومة السابقين المتوقع أن يكون مفصليا للبناء على الشيء مقتضاه حول القرار المنتظر.

وعُلم أن أكثر من جهة سياسية عملت على ادارة محركاتها في الساعات الماضية بهدف ضخّ الاعتبارات المشجعة وحضّ الحريري على خوض الانتخابات وعدم طيّ صفحة الترشّح خصوصاً على صعيد تيار “المستقبل”. ولم يُعرف حتى اللحظة منحى القرار النهائي الذي يحتفظ به الحريري لنفسه بانتظار استكمال اجتماعاته والتوقف عند مقاربة رؤساء الحكومات أولاً كاجتماع مفصلي وأساسي سيعرف نتيجته الكثير.

وفي زحمة الحديث عن التعطيل والمعطلين وتداعيات العرقلة، صودف أمس تغريدة بمعانٍ عميقة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، إذ كتب عبر “تويتر”: “رَحِمَ اللّهُ نصرَ بنُ سيَّار والي خُراسان حين حذَّر العربَ من مطامعِ الفُرسِ في أبياتٍ سَارت بهَا الرُّكبانُ وردَّدَها الزمانُ. وممَّا قال: مَن كانَ يسألُني عن أصل ِدِينَهُمُ، فإنَّ دِينَهُمُ أن يُقَتَل العَرَبُ!”.

وتزامناً، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أمس أحد رجال الأعمال والمسهّلين الماليين المرتبط بـ”حزب الله” عدنان عياد على لائحة عقوباته، بالإضافة إلى أعضاء شبكة دولية من الميسورين والشركات المرتبطة به وبعادل دياب، الشريك التجاري لعدنان عياد. وهو مموّل آخر للحزب تمّت تسميته من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 18 كانون الثاني 2022، وفقاً لتقرير الخزانة الأميركية.

وعلى مقلب موازٍ لاستنكار ممارسات التعطيل المتدحرج التي عبّر عنها الحريري، كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتمنى أن “تكون السنة الجديدة بداية لنهوض لبنان من الازمات المتلاحقة التي عرفها وأن يكون أقوى ممّا كان عليه، لأنه وطن جدير بالحياة”.

وأكد عون خلال استقباله أمس أعضاء السلك القنصلي في قصر بعبدا أن “العمل جار، ولا سيّما مع الحكومة، من أجل انجاز خطة التعافي المرتقبة”. وتمنى على “الجميع التعاون لما فيه مصلحة الشعب اللبناني الذي لم يعد يحتمل مزيداً من التعقيدات الحياتية في يومياته”.

حكومياً، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً أمس مع وزير الطاقة وليد فياض في ملف الكهرباء. وتطرق الاجتماع إلى كيفية زيادة ساعات التغذية سريعاً. وبُعَيد اللقاء بين الطرفين، اعتبر فياض أنّه “سيتمّ اعتماد مسارات متوازية للنهوض بملف الكهرباء، وذلك عبر زيادة ساعات التغذية بأسرع وقت ممكن، تخفيض الهدر من خلال اعتماد خطة بالتعاون مع كهرباء لبنان وموزعي الخدمات ومؤازرة القوى الأمنية والقضاء لمتابعة المخالفين، كما جرى وضع أرقام لتخفيض الهدر في الخطة”. وأشار إلى أنه “يجب تحسين التعرفة لتغطية الجزء الأكبر من الكلفة لمؤسّسة كهرباء لبنان التي ستزود المواطنين بالكهرباء بكلفة أرخص، فهي ستكون لنحو 75 بالمئة من المشتركين بكلفة أقل من 14 سنت للكيلواط/ساعة، كما ستكون الكلفة المتوقعة للمنزل أقل بـ60 بالمئة من كلفة المولدات الخاصة”.

شارك المقال