الحريري يعود قبل 14 شباط… و”حزب الله” يُسقط المبادرة الكويتية

لبنان الكبير

شوطٌ جديد قطعه استحقاق الانتخابات النيابية المنتظرة في أيار المقبل، بعد تأكيد من رئاسة الحكومة ودار الفتوى في السراي الحكومي أمس عدم التوجّه للدعوة إلى مقاطعة سنيّة للانتخابات، فيما راحت مصادر تعيد سرعة تنسيق اللقاء الى حاجة ضرورية قبل زيارة من المتوقع ان تقوم بها شخصية رفيعة المستوى الى دار الفتوى.

فكانت الرسالة امس لكل من يعنيه الأمر، سواء الى “القوات” او “التيار الوطني الحر” أو اللاهثين على وراثة الحريري بأن السنة ليسوا للتوريث او التجيير، رسالة مرت من المسجد العمري الكبير وسط بيروت، بأنّ السنة في لبنان الذين ينتمون الى أمة هم ركيزة في الكيان اللبناني صامدة ومتماسكة وتلتف حول دار الفتوى، في وقت ينتظر أنصار “المستقبل” والحريريون عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قبل ذكرى ١٤ شباط وفق ما تؤكد المعلومات، ويبدأ معها رحلة العمل بالسياسة غير التلقيدية.

وإذا كان التأكيد العربي والدولي على الانتخابات يمثل السبب الاساسي الذي يدفع باتجاه إجراء الاستحقاق في موعده، فإنّ الزخم العربي الذي حظيت به المبادرة الكويتية ببنودها شكّل المعطى الأهم في الساعات الماضية. وعلم “لبنان الكبير” أن الرد اللبناني سيأتي مدوّر الزوايا على قاعدة التأكيد على هوية لبنان العربية والالتزام بأفضل العلاقات مع الدول العربية وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، وسيؤكّد لبنان حرصه على أمن الدول الخليجية وعدم التعرض لها أو لقادتها والالتزام الحكومي بالمسار الاصلاحي وتطبيق الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة للوصول إلى التعافي. كما سيؤكد الرد اللبناني على الالتزام باتفاق الطائف والعمل على تطبيق كامل بنوده. لكن البند الوحيد الذي يشكّل امتحاناً حقيقياً، فيتمثّل في موضوع القرار 1559 إذ لن يتضمن الرد تأكيداً مباشراً على القدرة على التزام تنفيذه، من دون أن يعني ذلك عدم إبقاء الرد هامشا للتفاوض حول هذا البند تحديداً. لكن على الرغم من اعتبار القرار 1559 الأكثر استحالة بالنسبة الى الافرقاء، يقول مصدر ١٤ آذاري لموقع “لبنان الكبير” ان غالبية البنود لا يمكن تطبيقها، فـ”حزب الله” يسيطر على كل شيء ولا يترك يوما الا ويصوّب فيه على دول الخليج فعلاً ولفظاً. وسأل ما الذي يضمن تطبيق البنود، كالنأي بالنفس؟ كيف ستطبق بنود اتفاق الطائف التي احدها يدعو الى سحب سلاح الميليشيات؟، ليختم بالقول: “المبادرة اسقطها حزب الله لبنانيا وتتجه الى الخليج ميتة لان هذا الحزب لا يعنيه البلد ولا دستوره ولا القرارات الدولية”.

وأضيف إلى الضوء الأخضر الانتخابي في الساعات الماضية بدء انقشاع تحالفات جديدة، في وقت علم “لبنان الكبير” أن هناك محاولات جديدة انطلقت لتوحيد صفوف المجموعات المحسوبة على قوى الانتفاضة ووصلت إلى مراحل متقدّمة مع الاتفاق على العناوين العريضة في عدد من الدوائر من دون جوجلة الترشيحات والأسماء إذ هناك من يشير إلى أنّ “الشيطان يكمن في التفاصيل”. لكن المعلومات تتحدث عن توافق مبدئي على ما يقارب 85% من الدوائر.

في المقابل، وفي اليوم السني الطويل الذي أكد على الانتخابات، بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الاوضاع العامة مع المفتي دريان الذي زاره في السراي. وأشار ميقاتي إلى أنه “صحيح أنّ الرئيس سعد الحريري أعلن عزوفه عن الترشح وخوض الانتخابات النيابية، لكن نحن حتماً لن ندعو إلى المقاطعة السنّية لما فيه خير الطائفة، ومن يرغب بالترشح فليترشح، والإنتخابات حاصلة في موعدها المحدد في 15 أيار المقبل”. ولفت ميقاتي إلى أن “التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان واللبنانيين تتطلب أوّلاً وحدة الصف الوطني بين جميع المكوّنات اللبنانية ووحدة الصف الإسلامي، ونحن نعول على حكمة سماحته وتوحيد كل الجهود في سبيل جمع الشمل”.

شارك المقال