الخليج يدرس الردّ اللبناني و”حزب الله” يصعّد إنتخابياً

لبنان الكبير

بدأ تقاذف الحمم الانتخابية سريعاً في الساعات الماضية مما ينذر باستعار الكباش السياسيّ على نحو غير مسبوق، تزامناً مع التعويل اللبناني على نتائج الردّ على المقترحات الخليجية للحكومة اللبنانية، بعدما أكد تصريح وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح أنّ دول الخليج ستدرس ردّ لبنان على اقتراحات خليجية للحكومة اللبنانية من أجل تحسين العلاقات بين الخليج وبيروت، معتبراً أن “التفاعل” مع المطالب التي صاغتها الدول الخليجية “خطوة إيجابية”. لكن المنحى الخطابي التصاعدي الذي عاد “حزب الله” إلى اعتماده تحت مسمّى “المقاومة حاجة ضرورية… وجزء من الحماية الشعبية”، يعبّر بوضوح عن محاولة لخوض معركة استباقيّة في مرحلة طرح ورقة القرارات الدولية على طاولة البحث. وها هو “أول دخولو شمعة طولو” في طريقة تعامل “الحزب” غير الآبه للورقة الكويتية أو ما تضمّنها على الرغم من المطوّلة التي اعتمدها الشيخ نعيم قاسم أمس في التعبير عن الاستعداد منذ أشهر لخوض الاستحقاق الانتخابي.

وفيما لم تنته بعد تداعيات زلزال قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي، اختار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنقرة جهة لزيارته الثلاثاء المقبل.

ويبدو المنحى الانتخابي البطيء غير مشجع على الرغم من كل محاولات ضخّ الخطب الرنانة، وما زاد حجم الترقب الشعبي – إضافة إلى اليأس من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها البلاد – هو العزوف الانتخابي لتيار “المستقبل” بما خفّض وتيرة الحماسة السنّية وبدء الاستطلاعات التي منها ما يشير إلى إمكان انخفاض الاقتراع السنّي إلى أكثر من النصف. وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أن غالبية الشخصيات المنضوية تحت مظلة تيار “المستقبل” التي تم سؤالها عما اذا كانت ستخوض الانتخابات من منطلق شخصي لا حزبي، تراوحت بين دراسة القرار أولاً واستطلاع رأي الأرض والجمهور وبين من أكد عزوفه النهائي عن خوض الانتخابات خصوصا ان الحريري لن يفرض على احد عدم الترشح من منطلق الديموقراطية الحريرية.

انتخابيا ايضا، علم “لبنان الكبير” أن الجماعة الاسلامية التي تعقد مشاورات مع أكثر من طرف سياسي بما في ذلك الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف، كما بدأ تيار الرئيس نجيب ميقاتي في الشمال بتحركاته الانتخابية، مع الاشارة الى أن ميقاتي يتجه إلى عدم الترشح شخصياً بل من خلال تياره السياسي فقط. وعُلم أن ميقاتي أجاب خلال سؤاله عن امكان ترشحه الى الانتخابات أنه لم يحسم خياره، لكنه عقّب بان الاتجاه هو لعدم الترشح شخصياً. وهناك استعداد للتشاور الانتخابي الذي تبديه الجماعة الاسلامية مع كل من تيار “العزم” وأسامة سعد في صيدا. وهناك علامات استفهام حول المقعد السنّي الثاني في دائرة صيدا جزين، مع هواجس من فوز عبد الرحمن البرزي من خلال تحالف مع “حزب الله” في حال عزوف الناخب السنّي المؤيد للمستقبل بالمشاركة في تلك الدائرة.

لكن مصادر سياسية “مستقبلية” اعتبرت عبر “لبنان الكبير” أن جمهورها لا يزال لا يبدي حماسة لخوض الاستحقاق لكن هناك اشهرا للاستحقاق. واشارت الى ان الانتخابات بنتائجها لن تقدم أو تؤخر في واقع الحالة السياسية المسيطرة في البلد، على اختلاف الجهة التي ستفوز بالاكثرية النيابية التي كانت القوى السيادية حصلت عليها في دورتين انتخابيتين من دون القدرة على التوصل إلى النتائج التي تحملها الشعارات الانتخابية الراهنة. وهذه إحدى العوامل الأساسية التي ادت الى اتخاذ الرئيس سعد الحريري قراره بالعزوف الانتخابي، خصوصا بحديثه عن النفوذ الايراني.

وأمس، اعتبر الشيخ نعيم قاسم أن “كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها، ولا يوجد أي تطور يمنع ذلك، ومن يحاول أن يثير بين الحين والآخر شكوى أو محاولة لعدم إجرائها، نضع حوله علامة استفهام لأنه يثير أمرا ليس مطروحا، فالمطروح هو إنجاز الانتخابات، وكل المؤشرات تدل على إنجازها إن شاء الله في موعدها”. وأشار إلى أننا “نحن، حزب الله، نعتبرها محطة ضرورية لتخرج لبنان من انسداد الأفق الذي وصلنا إليه، ولنرى ما هو التجديد أو التغيير أو التأكيد من خلال خيارات الناس في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي، لأن هذه المحطة من الانتخابات وإحداث تغيير ولو كان محدوداً، أمر مهم لنخرج من هذا الأفق المسدود والمعقد. متمسكون بإجراء الانتخابات، ومتحمسون لها، وماكينتنا الانتخابية تعمل للانتخابات منذ أربعة أشهر، وشعارنا الانتخابي أصبح جاهزا، وبرنامجنا كذلك وسنعلنه قريبا”.

من جهته، صوّب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على أداء الحكومة، متسائلا: “يبدو أنّ انفجار مرفأ بيروت لم يحدث بل كان جزءاً من خيال، ربّما غيمة شتاء كبيرة مع رعد قوي، ويبدو أنّ أزمة الكهرباء مصطنعة بل مؤامرة، لذا مشروع موازنة وكأنّ الأمور طبيعية، ولذا سلفة لكهرباء لبنان من خارج الموازنة”. وسأل جنبلاط: “هل هناك حكومة جديدة أم أنّها مسيّرة على الـremote control؟”.

شارك المقال