“الدائرة 16” لن تمر… و14 شباط يرسم المعادلة

لبنان الكبير

على وقع اشتداد معركة الاستنزاف بين العهد الرئاسي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مع إصدار القاضية غادة عون قراراً بمنع سلامة من التصرّف بـ6 عقارات إضافية، يُختتم الأسبوع على معارك “دونكيشوتية” مستمرّة بالجملة والمفرّق، مع ااشتباكات حكومية طفيفة انطلاقاً من التراشق المحيط بمشروع الموازنة، على الرغم من الاحتكام الى تدوير الزوايا و”يا دار ما دخلك شرّ” تحضيراً لجلسة مجلس الوزراء المقرّرة الخميس المقبل.

وعلم موقع “لبنان الكبير” أن “عين التينة” حسمت امرها بعدم مشاركة “التيار الوطني الحر” بأي لائحة في كل لبنان. كما جزمت مصادر متابعة ان طريق “الدائرة ١٦” لن يمر وبالتالي هناك حسم سياسي بضرورة حصول الانتخابات.

وستبقى العين على ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وضريحه، لما سيحمل هذا اليوم من رسائل متعددة الاتجاهات.

المعطيات في السياق الانتخابي على صعيد تيار “المستقبل”، تشير إلى موقف مباشر وواضح ينطلق من اتخاذ قرار العزوف عن خوض الانتخابات، وتالياً لا اختلافات في العناوين الأساسية على الصعيد الانتخابي للتيار تحديداً. وأكد مصدر نيابي بيروتي في كتلة “المستقبل” عبر “لبنان الكبير” أن بيت القصيد مرتبط بإرادة الرئيس سعد الحريري وكلّ ما تبقى “حكي بلا طعمة”. وعن الحراك تجاه تحريك الصورة الانتخابية سنّياً من أكثر من شخصية رئاسية سنّية، أجاب المصدر النيابي أنّ “ما يعنينا هو قرار الحريري لا سواه. وهو أكد العزوف عن خوض الانتخابات وعدم الترشح باسم تيار المستقبل لمن يرغب”. وخلص إلى أنّ “هناك أسباباً أساسية تدفع إلى هذا القرار، أولها قناعة بعدم قدرة الانتخابات على التغيير خلافاً لما يخاله أو يطمح إليه كثر. كما لأن سعد الحريري يدرك حساسية المرحلة وهو متمسك بالسلم الأهلي وليس على يديه دماء”.

ولعلّ الانطلاق من هذه الأجواء يحتّم عدم رفع السقوف كثيراً بأن الأسابيع المقبلة ستشهد متغيرات غير منتظرة انتخابياً، علماً أن هناك معطيات تلفت إلى أن تنسيقاً منتظراً يمكن أن يحصل بين الرئيس الحريري ورؤساء الحكومة السابقين في الموضوع الانتخابي. لكن يبقى من المبكر التلويح بهذه التفاصيل بانتظار عودة الحريري ومحطة 14 شباط.

إلى ذلك، علم “لبنان الكبير” أن مبادرات انطلقت في الساعات الماضية لرأب الصدع بين تيار “المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية”، بمسعى من الحزب التقدمي الاشتراكي. وقد انطلقت عجلات هذه الخطوة بعد الاجتماع الأخير الذي ضمّ رئيس “القوات” سمير جعجع ونائبي “اللقاء الديموقراطي” أكرم شهيب ووائل بو فاعور في معراب. وعُلم أن المساعي تشمل عقد سلسلة اجتماعات لمعالجة سوء التفاهم وتقريب وجهات النظر وتبريد الاحتقان بين المكوّنين، خصوصاً أن المرحلة تتطلب رصّ الصفوف وعودة المياه إلى مجاريها. وتأتي هذه المبادرة انطلاقاً من أكثر من معطى: مناسبة 14 شباط وما تحمله من رمزية تاريخية تشمل الأطراف الثلاثة. وتأكيد الاجتماع بين الاشتراكي و”القوات” على عنوان الصوت السنّي السيادي والمستقلّ.

الخوف على الانتخابات الذي يشمل الحزب الاشتراكي، تظهّر أمس في زيارة النائب هادي ابوالحسن إلى بكركي ولقائه البطريرك بشارة الراعي. وعبّرت الزيارة عن الرفض التام لمحاولات البعض تطيير الانتخابات وإسقاط حقّ المغتربين باختيار ممثليهم. ولفت ابوالحسن إلى أن “هذه الزيارة تأتي في سياق العلاقة التاريخية الثابتة والراسخة التي تجمع المختارة وبكركي بما تمثلان على المستوى الوطني، والمرتكزة الى الأسس المتينة التي تم إرساؤها في مصالحة الجبل في شهر آب من العام 2001”. وقال: “لقد تم استعراض الأوضاع السياسية العامة في البلاد، وتمّ التشديد على أهمية بذل أقصى الجهود من قبل الجميع من أجل انتظام عمل مؤسّسات الدولة وتكاملها، واحترام الدستور، وإقرار موازنة إصلاحية عادلة تجنّب المواطنين أعباء لا قدرة لهم على تحملها”.

حكومياً، شغلت الملفات الآنية الوزراء في الساعات الماضية. وقد اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط ساروج كومار جاه، وجرى البحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان. ووقّع وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي قراراً يقضي بتشكيل لجنة لإجراء مباراة محصورة لتثبيت أفراد ورتباء من المتطوّعين في المديرية العامة للدفاع المدني. وأكد المولوي متابعة ملف تثبيت المتطوعين وصولاً لخواتيمه. وتربوياً، أصدر وزير التربية والتعليم العالي ووزير الإعلام بالوكالة الدكتور عباس الحلبي تعميماً حول تنظيم العمل في المدارس والثانويات الرسمية واستكمال العام الدراسي. كما وافقت رابطة التعليم الثانوي الرسمي على العودة إلى التعليم الإثنين المقبل، معلنة “ربط نزاع مشروط مع الدولة اللبنانية”، في خطوة رحّب بها وزير التربية، معتبراً أن هذا الأمر يساهم بشكل كبير في عودة الانتظام إلى السنة الدراسية.

شارك المقال