“إطلالة إيرانية” لنصرالله… و”المستقبل” يردّ على “الحكي الفالصو”

لبنان الكبير

تحت ظلّ صورة المرشدين الإيرانيين، الخميني والخامنئي، من خلفه، وصورة أخرى لهما من أمامه، كانت مقابلة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء أمس بالشكل “إيرانية” بامتياز على قناة “العالم” الإيرانية، وكذلك في المضمون إذ حرص نصرالله على تظهير نظرته “الأيقونية” لنموذج الحكم الإيراني الذي رأى أنه يجب أن يشكل قدوة يُحتذى به في كل الدول “ذات السيادة والحرية والاستقلال”، فبدأ حديثه بالإعراب عن “أحاسيس الفرحة والبهجة” التي تغمره بعد ثلاثة وأربعين عاماً على تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران التي تفاخر بأنها أصبحت “قوة إقليمية عظمى ولها تأثيرها الكبير في المنطقة”، مقابل إبراز عدائه الكبير للدول العربية والخليجية على وجه التحديد متهماً إياها بأنها دول “الإسلام الأميركي”، وتباهى بالاعتداءات الإرهابية الحوثية على دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصفها بأنها “دولة من زجاج”، متوعداً بـ”إشعال المنطقة” في حال شن أي حرب على إيران.

نصرالله الذي حرص على إطلاق رسائل مطمئنة لإسرائيل بأنه لا يريد الحرب معها و”لا يسعى إليها”، أدار سلاحه باتجاه العرب والداخل اللبناني مهدّداً ومتوعّداً كل من يطرح مسألة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 ويطالب بنزع سلاح “حزب الله”، فاعتبر أنّ الورقة الكويتية التي تضمنت هذا البند تهدف إلى خدمة العدو الإسرائيلي لأنّ “الحرب العسكرية لم تؤدِ إلى نتيجة ولا الضغط السياسي ولا الضغط المعيشي والاقتصادي أوصل إلى أي مكان، فجاءت المبادرة الخليجية لتقول للبنانيين أعطونا سلاح “حزب الله” لنعطيكم الخبز”، مسخّفاً بكلامه هذا حجم معاناة اللبنانيين ومآسيهم بفعل سطوة هذا السلاح الجهنمي على حياتهم ودولتهم وتحويله لبنان إلى جزيرة معزولة عن العالم وخاضعة للنفوذ الإيراني.

واتهم نصرالله الأطراف اللبنانية المطالبة بحصر كل السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية بأنهم “أعداء وعملاء”، إلى درجة استخدم فيها بعض العبارات النابية في توصيفه إحدى التظاهرات التي دعا إليها بعض الناشطين وجمعيات المجتمع المدني للمطالبة بتنفيذ القرار 1559 معتبراً أنهم ليسوا أكثر من بضعة متظاهرين “وكلب”. وشدد في مقابل كل من يدعو إلى التغيير الانتخابي الديموقراطي في صناديق الاقتراع على أنّه مهما كانت نتائج الانتخابات المقبلة فلن يكون لها أي تأثير في مسألة سلاح “حزب الله”، واتهم المرشحين المعارضين للحزب بأنهم يشنّون هجمة انتخابية تهدف إلى “العدوان على المقاومة” بتمويل من السفارة الأميركية في معراب.

وفي الرسائل الانتخابية أيضاً، حاول الأمين العام لـ”حزب الله” بشكل مفضوح استثمار قرار تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والعزوف عن الترشح للانتخابات مع “تيار المستقبل”، لصالح الإيحاء بأنّ خروج الحريري من الساحة السياسية والانتخابية يعتبر بمثابة خسارة حليف لـ”حزب الله”، فأبدى أسفه لهذا القرار على اعتبار أنّه كان هناك تعاون بينه وبين “الحزب في المراحل السابقة، وأكد نية “حزب الله” الاستمرار في “التواصل والتعاون” مع “تيار المستقبل” في المرحلة المقبلة، وأقرّ بأنّ لغياب “التيار” تأثيراً كبيراً في الانتخابات قائلاً: “حتى الآن المشهد غير واضح ويجب أن ننتظر لنرى الأمور إلى أين تذهب ولدينا خوف من حصول إحباط وتأثيرات سلبية في الساحة السنّية”.

لكن لم يتأخر ردّ “المستقبل” على كلام نصرالله فسارع منسق الإعلام في “التيار” عبد السلام موسى قرابة منتصف الليل إلى التعليق على كلام الأمين العام لـ”حزب الله” قائلاً في تغريدة له عبر “تويتر”: “‏كان ناقصنا أسف السيد نصرالله على قرار تعليق العمل السياسي… يا ريت بيخبرنا السيد حسن مع مين بدو يتواصل ويتعاون”. وأضاف: “خليه يسلّم المُدان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ١٤ شباط… ويرجع من سوريا واليمن ويوقف حملته على دول الخليج… حتى يصير للتعاون معنى”. وختم: “غير هيك كل الحكي فالصو!”.

شارك المقال