“حزب الله” يحتفي بـ”حسان” واللبنانيون يتذكرون “تموز”

لبنان الكبير

عشية نهاية اسبوع حفل بالمنغّصات السياسية والقضائية للعهد العوني، صُعق اللبنانيون بالصوت المنذر للطائرات الاسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت، ليدركوا أن بلدهم بات منذ زمن طويل مسيّراً وفق “بنك الأهداف الايرانية” لصواريخ ومسيّرات ترسانة دويلة “حزب الله”، الذي استمرأ اللعب بمسيّراته منتهكاً القرار 1701، وواضعا البلد على لوح حسابات تل أبيب لاحتمالات التفاوض الايراني – الأميركي في فيينا الأقرب حاليا لمصلحة طهران، مما يمكن ان يجعل “دعسة ناقصة” حجة لعدوان جديد كالذي يتذكره اللبنانيون جيدا في تموز 2006 مع الجملة الشهيرة للسيد حسن نصرالله: “لو كنت أعلم”.

فبعد اطلاق “حزب الله” مسيّرة مفخخة باتجاه الاراضي الاسرائيلية ظهر أمس حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى العاصمة.

وقالت “القناة 12” الاسرائيلية أن “طائرات سلاح الجو بعثت برسالة إلى نصر الله، وقامت برحلات جوية على ارتفاع منخفض أحدثت دوي انفجارات فوق سرعة الصوت فوق منطقة الضاحية في بيروت”.

وقبيل التحليق الاسرائيلي فوق بيروت، اصدر “حزب الله” بيانا جاء فيه: “أطلقنا الطائرة المسيّرة حسّان داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة، وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة ‏إستطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمالا، ‏وعلى الرغم من كل المحاولات المتعددة والمتوالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة حسان سالمة بعد أن نفذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح ومن دون أن تؤثر في حركتها كل الإجراءات ‏الموجودة والمتبعة”.

وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان: “مسيّرة صغيرة من لبنان تسلّلت إلى الأراضي الإسرائيلية حيث تمّ تفعيل الانذارات في منطقة الجليل، لافتاً إلى إطلاق صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات حربيّة”.

وسائل إعلام اسرائيلية أعلنت لاحقا أن “الجيش سيحقق في سبب فشل منظومة القبة الحديدية في إسقاط الطائرة المسيّرة”.

يذكر أن اسرائيل أعلنت أول من أمس إسقاط مسيّرة لـ”حزب الله”.

أوساط “حزب الله” قالت لموقع “لبنان الكبير”: “إن خرق الحزب للأجواء الاسرائيلية بالطائرات المسيّرة لا يسبب حربا، وهو ضمن التوازن بين المقاومة والكيان الصهيوني، وإن الطائرات الحربية والمسيّرات الاسرائيلية تستبيح الأجواء اللبنانية كل يوم تقريبا، بينما اليوم (أمس) وصلت منظومة الردع الاسرائيلية إلى مرحلة لم تعد قادرة على فعل أي شيء، فذروة التفوّق العسكري الاسرائيلي كان سلاح الجو، الذي أصبح اليوم عاجزا عن التعامل مع طائرة مسيّرة واحدة، فالمنظومة العسكرية الاسرائيلية عقيدتها هي إنذار ردع حسم، وهي اليوم أصبحت عاجزة بالثلاث، وإن الرد الذي حصل على مسيّرة المقاومة عبر خرق الأجواء اللبنانية هي مجرد فشة خلق، كمحاولة لرد الاعتبار أمام الرأي العام الصهيوني”.

وكتب سفير السعودية في لبنان وليد بخاري في حسابه على “تويتر”: “‏تأملاتٌ في دلالةِ كلمةِ ‎#الإحْسانِ تقولُ: أحسنُ يُحسنُ إحسانًا ويتعدَّى بنفسهِ وبغيرهِ تقولُ أحسنْتَ كذا إذاً أتْقَنْتَهُ وأحسنتَ إلى ‎#حَسَّان إذاً أوصلتَ إليه النفعَ المُتبادل…!”.

من جهة أخرى، وفي ملف مهم آخر “حزب الله” طرف رئيسي فيه، ‏وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي كتابا الى النيابة العامة التمييزية، طالبا إجراء اللازم تبعا للنصوص القانونية لناحية ملاحقة المنظمين والمتكلمين في الندوتين، اللتين عقدتا الثلاثاء الماضي في قاعة رسالات في محلة الغبيري، وتعرضتا الى السلطات البحرينية الرسمية بشكل خاص ولدول الخليج العربي بشكل عام.

ووسط حملة عونية مشبوهة على قوى الأمن الداخلي ومديرها العام اللواء عماد عثمان، حققت شعبة المعلومات “انجازا نوعيا جديدا بتمكنها من إحباط عملية تهريب ٧٠٠ الف حبة كبتاغون كانت معدّة للنقل براً بواسطة شاحنة الى المملكة العربية السعودية.

وبعد عملية رصد دقيقة أوقف اللبناني ر.م. في البقاع، وبنتيجة التحقيق معه تبيّن ارتباطه بالمطلوب غ.د شقيق أحد الموقوفين والمتورط في أكبر عملية تهريب حبوب الكبتاغون الى الدول العربية”.

وقال الوزير مولوي في تغريدة: “بعزم وإرادة تمكنت القوى الامنية خلال أسبوع من إحباط ثلاث عمليات تهريب للمخدرات. مستمرون بذلك منعاً لتصدير الأذى والشر الى أشقائنا وحمايةً لمجتمعنا ومجتمعات الدول العربية”.

شارك المقال