بطء انتخابي على وقع الردّ الروسي “السريع”

لبنان الكبير

باستثناء الأخذ والردّ في موضوع بيان وزارة الخارجية اللبنانية في ما يخصّ الموقف من الحرب الأوكرانية، بدت عطلة نهاية الأسبوع هادئة انتخابياً وكأن البلاد لم تدخل حتى اللحظة ساعات الحسم الانتخابية الجديّة على الرغم من التحضيرات البطيئة على صعيد القوى السياسية. وتطرح الاستعدادات الخجولة علامات استفهام جليّة حول مصير الانتخابات على الرغم من الدخول رسمياً في المحطة الزمنية الحاسمة لجهة ضرورة “دقّ الحديد وهو حامي” لناحية البتّ في التحالفات والأسماء المرشّحة.

ولم يسلك تحالف الأحزاب الأساسية درجات متقدّمة حتى اللحظة، بما يضاعف الحركة البطيئة على غير صعيد، في وقت علم “لبنان الكبير” أن التحالف الثلاثي بين “أمل” و”التيار الوطني الحر” و”حزب الله” لم يسلك حتى اللحظة محطة تنفيذية وسط غياب التواصل الشخصي بين الحركة والتيار. وكذلك، فإن التحالف بين “القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي” لم يبلغ بعد لحظة الحسم ولا يزال مبنياً على عناوين عريضة فحسب، باعتبار أن التشاور لم يتطرق حتى الآن إلى التفاصيل الدقيقة حيال الترشيحات والأسماء. وثمة من يشير هنا إلى أن التحالف بين الطرفين قد لا يترجم على أرض الواقع، إذا لم يتم الاتفاق على تسمية المرشحين المسيحيين على وجه التحديد بينهما.

ولا تزال الأنظار تلاحق حركة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي يواصل اتصالاته وحيداً بحثاً عن دور جديد في الانتخابات النيابية، وسط معارضة بيروتية في الكواليس لترشح السنيورة في العاصمة في حال قرر ذلك، فضلاً عن اعتماد رؤساء الحكومات السابقين سياسة النأي بالنفس تجاه حركة السنيورة. ومن المرجح أن ترتفع وتيرة الترشيحات في الأيام المقبلة، وسط تساؤلات عن قرار القاضي نواف سلام تجاه الاستحقاق، فبعد لقاءاته المختلفة في زيارته الأخيرة طلب اعطاءه الوقت ليتخذ قراره، اذ لمس من التقاه تردداً في دخول الاستحقاق، خصوصاً لناحية وضعه الشخصي في حال تخلى عن مهمته الخارجية وغرقه في وحول السياسة اللبنانية وواقع لبنان والكرسي النيابي.

وانتخابياً، لفت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أننا “بحاجة الى مجموعة كبيرة تسعى وتتمكّن من تحقيق العملية الإنقاذية المطلوبة”، وأنّه “علينا التخلي عن طريقة التصويت التقليدية”، مؤكداً أنّ “الانتخابات المقبلة ليست عادية بل ستحدّد مصير لبنان وهدفها إعادة لبنان سويسرا الشرق”. وأضاف: “إمّا يعود لبنان وطناً ودولة أو يكون ساحة بلا دولة”. وإذ دعا “كلّ لبناني إلى الاقتراع”، أشار إلى أننا “نريد إيصال هذه القناعة إلى كلّ مواطن، على أن يكون الاقتراع إيجابياً لا سلبياً أو غوغائياً”.

ردّ السفارة الروسية

وفي وقت تتردّد أصداء بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي شجبت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا، أشارت سفارة روسيا الاتحادية في لبنان إلى بيان الوزارة الذي أدانت فيه ما وصفته بـ “اجتياح الأراضي الأوكرانية”، ودعت روسيا إلى “وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع”.

ولفتت السفارة إلى أنّ “بيان وزارة الخارجية اللبنانية أثار الدهشة لدينا بمخالفتها سياسة النأي بالنفس واتخاذها طرفاً ضدّ طرف آخر في هذه الأحداث، علماً أنّ روسيا لم توفر جهداً في المساهمة بنهوض الجمهورية اللبنانية واستقرارها”. وأكّدت أنّ “أساس سياسة روسيا الاتحادية ليست سياسة التعدي على المصالح الأوكرانية بل حفظاً للأمن القومي الروسي بفعل التهديدات التي شكلها نظام كييف بعد تنصله من تنفيذ العديد من الاتفاقيات ولاسيما اتفاقيات مينسك”، موضحة أنّ “روسيا لم تشنّ حرباً بل هي عملية خاصة تهدف إلى حماية مواطنين روس وبناء على طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد اعتراف رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين باستقلالهما”.

وعلى مقلب اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا، كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي فريق عمل الوزارة التنسيق مع كل من الصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي الموجود في أوكرانيا بهدف تسهيل عملية إخراج اللبنانيين إلى بولندا ورومانيا وايوائهم وذلك بدعم من أحد رجال الأعمال اللبنانيين المغتربين، على أن يتم نقلهم لاحقاً إلى لبنان.

شارك المقال