“أوكرانيا لبنان” في حسابات نصرالله… و”خبصة” انتخابية!

لبنان الكبير

لم يكن ينقص الفريق المسؤول عن النكبات اللبنانية المتلاحقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، سوى التباكي على ظلال الحرب الأوكرانية واستعراض الأبعاد والمسبّبات للغزو الروسي، وفق ما تردّد أمس ما بين سطور مواقف الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله في بلدٍ كلبنان واقع تحت الغزو السياسي المتسلّح، ولا يحتاج إلى تشخيص أو سرديات لمكامن الأزمة التي يعانيها وسط مسيّرات وصواريخ وقذائف متنقّلة ومنقولة عبر الحدود البرية المشرّعة، بما يعكس مرآة الصورة الأوكرانية المشلّعة بالأسلحة المخترقة للحدود البرية.

وإذا كانت أعتدة غزو أوكرانيا سلختها عن محيطها الأوروبي، فإن الصورة تبدو مماثلة ومتشابهة على الصعيد اللبناني، بعدما سلخت أسلحة “حزب الله” ومشاركته في الحروب الاقليمية العابرة للحدود لبنان عن وطنه العربيّ. وبين الخطورة من جانب الأوضاع الأوكرانية التي توجس منها نصرالله أمس بقوله إن “ما يجري خطر جدّاً بمعزل عن الموقف تجاه المعركة القائمة”، وخطورة الأوضاع اللبنانية التي يقاربها حزبه ببرودة لامتناهية وسط صفيح سياسي – اقتصادي ساخن، “ضاعت الطاسة” في وقت يترقّب لبنان مصير الانتخابات النيابية الموضوع على “كفّ عفريت” مع تصاعد التساؤلات حول التأثير الذي يمكن أن تعكسه الحرب الأوكرانية في صعيد الأوضاع اللبنانية بما في ذلك تراجع القمح الزراعي كما الانتخابي.

وفي سياق التحضيرات المستمرّة لخوض الانتخابات، بدا أنّ غالبية اللوائح المزعم تشكيلها تعاني مشكلة كبرى متمثلة في تراجع عدد المرشحين مما سيضاعف المحاذير والتساؤلات على طريقة “أي انتخابات ستُخاض؟”.

وعلم “لبنان الكبير” أن هناك ثلاث مشكلات أساسية غير مشجعة بالنسبة إلى وضع الاستحقاق المنتظر. أولها، بحث عدد من اللوائح المعارضة عن مرشحين شيعة من دون بلورة خيارات حتى اللحظة، في وقت تتناقل المعطيات حول ضغوط قائمة في مناطق الحضور والتمثيل الشيعي بما يقلّل فرص بروز مرشّحين على الضفّة الشيعية بما يخص لوائح المعارضة. وثانيها، تفرّعات اللوائح المعارضة التي تبدو متعدّدة وغير موحّدة في غياب التوافق بين القوى المحسوبة على التغيير والتي تتجه إلى تشكيل مجموعة لوائح في كلّ دائرة. وثالثها، تعدد الخيارات بالنسبة للموقف السني ما بين مشاركة وعدم مشاركة ترشيحاً واقتراعاً. وإذ تضاعف هذه العوامل المحاذير بما يخص تموضعات القوى والأحزاب السيادية انتخابياً، تشير المعطيات إلى شبه اكتمال الصيغة التحالفية على صعيد قوى “الممانعة” انتخابياً، بما يضمن التحالف بين “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ” في غالبية الدوائر.

تعميم “المستقبل”

أعلن تيار “المستقبل” أن “قرار تعليق العمل بالاستحقاقات السياسية والانتخابية وعدم الترشّح للانتخابات النيابية أو المشاركة بأنشطتها يشمل حصراً الحزبيين والحزبيات في التيار، وهو لا يعني جمهور التيار الذي له حرية القرار والاختيار”. وأشار في تعميم إلى أنّه “يتوجب على أعضاء التيار استناداً لهذا القرار الامتناع عن التسويق لمشاريع انتخابية أو لأي من المرشحين وعدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية”.

ولفت “المستقبل إلى أنّه “على كل منتسب أو منتسبة إلى التيار في حال العزم على المشاركة بأي نشاط انتخابي، تقديم استقالة خطية إلى الهيئة التي ينتمي إليها أو إلى هيئة الشؤون التنظيمية المركزية”.

وشدّد على “مضمون التوجهات التي أعلنها الرئيس سعد الحريري في الاجتماع الاخير لكتلة “المستقبل” النيابية وتمنى على كافة الحزبيين والأصدقاء الراغبين بالترشّح الالتزام بها، خصوصاً لجهة الإمتناع عن استخدام شعارات التيار وادبياته المعروفة”.

وعلى صعيد الانتخابات البلدية والاختيارية، يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الرابعة من بعد ظهر الجمعة المقبل في القصر الجمهوري. ومن ضمن بنود جدول الاعمال، تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية وموضوع “الميغاسنتر”.

شارك المقال