عزف انتخابي مع “أوركسترا ايرانية”… ونشاط أميركي باتجاه بعبدا

لبنان الكبير

“بيروت ألمك هو ألمي” مقطوعة موسيقية صدحت في قصر الأونيسكو، مساء أول من أمس، مقدمة من ايران تعاطفاً مع الشعب اللبناني إثر انفجار مرفأ بيروت، الذي ما زال التحقيق فيه مجمّداً جراء عراقيل “جماعة ايران” في لبنان، ليبقى الألم هو ألم عائلات الضحايا وحدها، فيما قوى السلطة منشغلة بتسجيل مكاسب انتخابية أو بتحسين مواقع سياسية، في ظروف دولية يبدو أنها ستأخذ الجميع الى حرب عالمية ثالثة “مدمرة” برائحة نووية مثلما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تهديد واضح بأن بلاده، المرذولة عالمياً جراء غزوها أوكرانيا، يمكن أن تلجأ الى كل ما في ترسانتها الحربية الهائلة.

وكان ملفتاً في اليومين الماضيين، وفي ظل “الأسبوع الثقافي الايراني”، وعلى قرع طبول الحرب العالمية، وجود حركة ديبلوماسية ومالية واقتصادية دولية وأميركية باتجاه لبنان، ليختلط التعافي الاقتصادي مع الترسيم البحري مع التحقيقات في الانتهاكات داخل النظام المصرفي، بالتزامن مع إعلان السيد حسن نصرالله بدء الحملة الانتخابية لـ”حزب الله”، وهو كان بدأها فعلاً عبر “ترسيم حدود انتخابية” بين “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”، على الرغم من كل العيوب المنظورة بين “حليفيه”.

بيان أميركي غير مألوف

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس، أن وفداً من الوزارة حض السلطات اللبنانية على إجراء تحقيقات فيما وصفته بانتهاكات داخل النظام المصرفي اللبناني من قبل أعضاء النخبة السياسية والاقتصادية.

وصدر البيان غير المألوف في صراحته في ختام زيارة للوفد استمرت ثلاثة أيام لبيروت.

ولم يحدد البيان أعضاء النخبة الذين يشير إليهم في بلد يستشري فيه الفساد وإساءة استخدام السلطة منذ فترة طويلة.

وجاء في البيان: “شددوا (أعضاء الوفد) على ضرورة بذل جهود جادة للتحقيق في التجاوزات تلك، لا سيما من جانب مصرف لبنان وهيئة التحقيق الخاصة”، في إشارة إلى البنك المركزي ووحدة التحقيق التي شُكلت للتحقيق في النشاط المالي غير المشروع”.

وأضاف البيان أن أعضاء الوفد “طالبوا الجهات المختصة بإجراء التحقيقات والفحص الفني اللازم بخصوص أي معاملات ذات صلة”.

وحضت وزارة الخزانة الحكومة اللبنانية على تبني خطة للتعافي المالي “تُعظم العوائد للمودعين اللبنانيين، خاصة أصحاب الحسابات الأصغر نسبياً”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن بيان الخزانة قوله إنّ مؤسسة “القرض الحسن” توفّر غطاء لأنشطة “حزب الله” المالية، ما يهدّد مصداقية النظام المالي اللبناني.

وتلقى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاً هاتفياً من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فكتوريا نولاند، تناول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والتطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.

وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية فقد تم خلال الاتصال “عرض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، لا سيما في ما خص التعاون بين البلدين”.

وتناول الاتصال بحث “المراحل التي قطعها التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ونتائج زيارة وفد الخزانة الأميركية إلى بيروت، إضافة إلى تطورات ملف ترسيم الحدود الجنوبية البحرية، وعملية استجرار النفط والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر سوريا، والتحضيرات الجارية للانتخابات النيابية اللبنانية، فضلاً عن التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا”.

وكان الرئيس عون استقبل السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وعرض معها العلاقات اللبنانية – الأميركية والتطورات الدولية الأخيرة وتداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، إضافة الى المراحل التي قطعها ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

جمعية المصارف

وأعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان أن رئيسها أكد لوفد الخزانة الأميركية أن ممثلي القطاع المصرفي في لبنان ما زالوا يبذلون جهودهم، في ظل الظروف الحالية، لممارسة العناية الواجبة المناسبة والسيطرة على تدفق الأموال عبر النظام المصرفي وتطبيق معايير الامتثال المطلوبة.

كما أكد صفير التزام المصارف بالمساهمة في مكافحة الفساد. وأثار صفير “قلق القطاع إزاء المخاطر التي تتحملها المصارف والمودعون في ظل هذه الظروف، في حين فشلت الحكومة حتى اليوم في تحقيق الإصلاحات المطلوبة من الشعب اللبناني والمجتمع الدولي”.

وركّز الوفد الأميركي خلال اللقاء على أهمية محاربة الفساد وحثَّ المصارف على تشديد التدقيق في التحويلات المالية، مؤكداً ضرورة بذل جهود جادة للتحقيق في التجاوزات المحتملة التي قد ترتكبها الشخصيات البارزة سياسياً (PEPs) وأي شخص يمكنه الوصول إلى الأموال العامة.

واتفق الوفد وجمعية المصارف على الحاجة إلى الاستمرار في تلبية ومعالجة القلق الناجم عن التحديات المالية الحالية بشكل صحيح وعلى ضرورة تعزيز معايير معرفة العميل الكترونياً (KYC) وممارسات الامتثال.

صندوق النقد

أنهى فريق مصغر من صندوق النقد الدولي زيارة لبيروت استمرت يومين اجتمع خلالها مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء بهدف تقويم العمل المنجز حتى الآن وتحديد الخطوات التالية الواجب اتخاذها للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج مع الصندوق.

وأعلن مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي في بيان، أن “من المنتظر أن تقوم بعثة كاملة من الصندوق بزيارة لبنان في النصف الثاني من آذار لمواصلة المناقشات الرامية إلى الوصول الى اتفاق على برنامج مع الصندوق”.

وأشار البيان الى أن “فريق صندوق النقد الدولي والفريق اللبناني المفاوض وافقا على ضرورة إجراء إصلاحات في الاقتصاد الكلي تشمل إصلاح المالية العامة في المدى المتوسط، وإصلاح القطاع المالي، وتوحيد سعر الصرف، فضلاً عن الإصلاحات الهيكلية، بما في ذلك الإصلاحات المتعلقة بتخفيف حدة الفقر، والحوكمة، والكهرباء”.

وتابع: “شدد فريق صندوق النقد الدولي على الحاجة إلى بعض التشريعات المطلوبة قبل رفع البرنامج إلى مجلس إدارة الصندوق للموافقة النهائية عليه. واتفق الطرفان أيضاً على أن أي تأخير في إجراء الإصلاحات والتشريعات اللازمة سيؤدي إلى رفع كلفة التصحيح الاقتصادي في المستقبل”.

“حزب الله” والانتخابات

دخلت البلاد أمس دائرة الانتخابات عملياً مع تحدث السيد حسن نصرالله مطولاً عن الاستحقاق، فيما تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري بطلب ترشيحه الى الانتخابات في 15 أيار المقبل عن دائرة الجنوب الثانية، ليرتفع بذلك عدد المرشحين رسمياً في وزارة الداخلية الى 75 مرشحاً.

وأبدى نصرالله، عدم اعتقاده بأن “هناك شيئاً يؤدي الى تطيير أو تأجيل الانتخابات، وبحسب منطق الأمور البلد ذاهب الى الانتخابات في موعدها الا اذا حدثت تطورات كبيرة حالت دون ذلك”، مشيراً الى “أننا شكلنا ماكينات إنتخابية في الأماكن التي يوجد والتي لا يوجد فيها مرشحون لحزب الله، وبعض ما تسمعونه وما يتم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي بأغلبه غير صحيح وأحياناً غير دقيق”.

ولفت نصرالله في حديث تلفزيوني خصصه للحديث عن الإنتخابات، تحت الشعار الإنتخابي “باقون نحمي ونبني”، الى أنه “من الواضح أننا في بعض الدوائر سنكون في لوائح واحدة موحدة، وفي بعض الدوائر ندرس أن نكون في لائحتين نتفاهم حولهما، وقد تقتضي المرحلة الإنتخابية ذلك. ولا تعني لائحتان الخصومة أو الخلاف بل التقويم المشترك على قاعدة المصلحة الإنتخابية”.

أضاف: “تُقدم صورة وكأن حزب الله يتداول كل الماكينات الإنتخابية له ولحلفائه في لبنان، وهذا غير صحيح، في الدوائر التي لنا فيها مرشحون، من الطبيعي أن نتواصل مع الحلفاء والأصدقاء، أما في الدوائر التي ليس لنا فيها مرشحون، أصدقاؤنا وحلفاؤنا هم من يختارون مرشحيهم، الا إذا احتاجوا مساعدة معينة ونطرحها وقد نتوفق أو لا نتوفق”.

ومساء أول من أمس قدمت الأوركسترا الوطنية الايرانية أمسية موسيقية في قصر الأونيسكو في إطار “الأسبوع الثقافي الايراني” في لبنان.

شارك المقال