العهد يحيي “بسري” انتخابياً و”السد” باق بين الحركة والتيار

لبنان الكبير

وسط سؤال كبير عن سر الهجمة الأميركية الواضحة على لبنان، على مشارف إعادة ترسيم حدود النظام الدولي وفقاً لخطوط الخسائر المفترضة لروسيا، والذين يحتمون بها، من المغامرة الأوكرانية… إنشغل العهد، رئاسة وحكومة وتياراً وحزباً، بحربه الانتخابية المفتوحة بهدف “استملاك” البرلمان المقبل، تحضيراً ربما لمقايضات كبرى، مستفيداً لذلك من انشغال “ثوار 17 تشرين” بأوهام المقاعد النيابية، ليستأنف مشاريعه الاستنزافية لموارد الشعب اللبناني عبر فرض إحياء مشروع “سد بسري” سيء الصيت الذين سبق وأثار احتجاجات واسعة.

وبعدما وضع “حزب الله” ملف الترسيم البحري في جيبه، مانعاً الجميع، التوأم والحليف قبل الخصم، من تناوله بالسياسة والاعلام، فيما “حمى” رئيس الجمهورية ميشال عون نفسه بالنص الدستوري بشأن المعاهدات والاتفاقات الخارجية، بات واضحاً أن التخاطب المستمر بين طهران وواشنطن، مع اعلان البيت الابيض عن قرب التوصل الى اتفاق فيينا وسط الضجيج النووي في قلب أوروبا، سيكون لبنان أحدى ساحاته من خلال واجهة بعبدا، شداً أو رخياً.

فيينا

أعلن البيت الأبيض، مساء أمس، قرب عقد اتفاق مع إيران، مؤكدا في الوقت عينه أنه “يحتاج إلى المزيد من العمل”.

وقال البيت الأبيض في بيان: “الأولوية في أي اتفاق مع إيران هي منعها من امتلاك سلاح نووي”، حسب قناة “العربية”.

وكانت رئيسة الوفد البريطاني إلى مفاوضات فيينا ستيفاني القاق، أعلنت في وقت سابق، أن الأطراف المشاركة في مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق.

وقالت القاق، عبر حسابها على “تويتر”، “نحن قريبون من الاتفاق. مفاوضو الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) سيغادرون فيينا قريبا لإبلاغ الوزراء بمستجدات الوضع. ونحن مستعدون للعودة قريبا”.

مجلس الوزراء

أعلن وزير الإعلام بالوكالة ووزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، اثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، أن “المجلس أقر تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك، واقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يُحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب”.

أما في ما يتعلق بـ “الميغاسنتر”، فأعلن “تأجيل البحث فيه إلى الجلسة المقبلة، التي تم تحديدها يوم الخميس المقبل في قصر بعبدا، وقرر المجلس تشكيل لجنة مؤلفة من وزراء العدل والثقافة والداخلية والمال والسياحة والاتصالات والتربية لتقديم تصور عن الميغاسنتر يبحث في الجلسة المقبلة”.

وأشار الحلبي الى أنه “تم تكليف مجلس الإنماء والإعمار إعداد دراسة تفصيلية تبين مدى أهمية مشروع سد بسري والحالة التي وصل إليها واقتراح الحلول العملية والتقنية لها”.

وبحسب معلومات موقع “لبنان الكبير”، فان مجلس الوزراء كلف وزير الطاقة وليد فياض اعادة التفاوض مع البنك الدولي، الذي ألغى تمويل سد بسري وقيمته ١٩٤ مليون دولار، علماً أن الاستملاكات فيه نفذت وقيمتها ١٧٤ مليون دولار وتعد حالياً خسارة في ظل وقف البنك الدولي تمويل السد.

الرئيس عون دعا في مستهل الجلسة، إلى “ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لضمان الأمن الغذائي للبنانيين، بعد التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وضرورة مواجهة غلاء الأسعار ومنع الاحتكار”. وأكد أن “الوضع المالي دقيق جداً، ولا يحتمل أي تأجيل”، وقال: “أضع الجميع أمام مسؤولياتهم”.

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عرض “الأسباب التي دفعت بلبنان إلى اتخاذ موقف من النزاع الروسي – الأوكراني”، وقال: “إن هذا الموقف ينطلق من سرد تاريخي لمواقف مبدئية اتخذها لبنان بإدانة أي دولة تغزو دولة جارة، علماً أن موقفنا من روسيا يقوم على ضرورة إقامة أفضل العلاقات معها”.

كما عرض ميقاتي “المداولات مع وفد وزارة الخزانة الأميركية والنقاط التي أثيرت خلالها، لا سيما لجهة مكافحة الفساد وتفعيل عمل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تشكيلها، وذلك في أسرع وقت لتأكيد جدية الدولة اللبنانية في مكافحة الفساد”.

ووفق معلومات، سجل وزراء الثنائي الشيعي اعتراضاً على مشروع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة فقط لجهة ما سمّوه “وجوب الحفاظ على سيادة الدولة في حقها بتوزيع المساعدات على قواها الأمنية بإرادتها”.

عقوبات أميركية

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أمس، فرض عدة عقوبات على ممولين لـ”حزب الله” في غينيا. وأوضحت أنها “أدرجت رجلي الأعمال اللبنانيين علي سعادة وإبراهيم طاهر على قائمة العقوبات لدعمهما حزب الله”، مؤكدة أنها “ستواصل كشف رجال الأعمال الممولين لأنشطة حزب الله المزعزعة للاستقرار”.

انتخابيات

علم موقع “لبنان الكبير” أنه على الرغم من تأكيد التحالف الانتخابي بين حركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” الذي حصل بسبب ضغط “حزب الله” إلا أن العلاقة بين الطرفين ما زالت مضطربة جداً، إذ يرى قياديون في التيار أن شروط رئيس مجلس النواب نبيه بري للقبول بالتحالف، كسرت هيبة التيار ورئيسه، وأن التيار سيتعرض لخسارة مدوية حتى لو استطاع الحصول على عدد مقبول من المقاعد، لأنه فشل في فرض تنازل واحد على بري، الذي فرض بالمقابل إيلي الفرزلي في البقاع الغربي، مقعد ابراهيم عازار في جزين، والمقعد الكاثوليكي في الزهراني.

أما من جهة “أمل” وعلى الرغم من الخلاف مع التيار، وعدم تقبل جمهور الحركة للتحالف، إلا أن قيادييها مرتاحون، فهذه ليست المرة الأولى التي يُفرض على الحركة الدخول في تحالفات انتخابية لحسابات معينة، ولن تكون الأخيرة طالما أن لبنان بهذه التركيبة العجيبة الغريبة ذات الأبعاد الإقليمية، وجمهورها يعرف ذلك تماماً، وهو لن يتمنع عن انتخاب خيارات الحركة بسبب التحالف مع التيار.

شارك المقال