“ميغادولار” يتحرك… وماذا كانت نصيحة “مرجعية” للسنيورة؟

لبنان الكبير

تحرك “ميغادولار” مجددا أمس، مطلقا إشارات مخيفة للبنانيين المكتوين بالارتفاع اليومي للمحروقات ونقصان القمح والطحين، مع التحسب للأسوأ باستمرار الحرب الروسية على اوكرانيا والحرب الاقتصادية الشاملة بين الغرب وروسيا، لتتصاعد خلف “مسرح الدمى” أصوات هجينة تغني بنشاز أمنية “لا انتخابات” ليحل الفراغ ويعم في مرحلة تالية من “عهد جهنم”.

وانتخابيا، سقط أمس أول ضحية للانتخابات، قبل حصولها وحتى لو لم تحصل، هو الرئيس فؤاد السنيورة الذي “خُذل” بإعلان السفير نواف سلام عزوفه عن الترشح، فحُرم من واجهة بيروتية لا يمكنه خوض معركة العاصمة من دونها، وبالتالي حُرم من فرصة “سدّ فراغ” ولو جزئيا للرئيس سعد الحريري بقرار تعليق العمل السياسي.

وبمناسبة قرار عزوف نواف سلام عن الترشح، قالت مصادر مطلعة إن نصيحة من “مرجعية” أعطيت للسنيورة خلال عشاء مع رؤساء الحكومات السابقين، بعدم الترشح عن بيروت لأن لا حظ له فيها لأنه ليس من أهلها، فرد السنيورة بأن الحريري الأب والابن فعلا ذلك ونجحا، فكان جواب المرجعية: “هما استثناء”.

المصادر المطلعة تؤكد أن الحريري معني فقط بقرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه عن قناعة، وهو حريص على التزام “التيار” بالقرار، ولن يشكل اي رافعة لاي لائحة من فوق الطاولة وتحتها، وليتحمل الجميع مسؤولية خياراتهم.

الدولار يتحرك

من دون مقدمات، اتجهت الأنظار مجددا أمس الى السوق الموازية التي كانت شهدت في الشهرين الأخيرين شبه استقرار مدفوع بتطبيق التعميم 161 الذي يعطي المواطن دولارات من المصارف حسب السعر المعتمد على المنصة الالكترونية “صيرفة”.

فمنذ ساعات الصباح الأولى، تم التداول بأخبار على وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيق “الواتساب” وبعض المواقع الإخبارية، تحت عنوان “وداعاً صيرفة” ومفادها أن المصارف اللبنانية توقفت عن إعطاء الدولار النقدي للمواطنين مقابل الليرة حسب التعميم 161 ومنصة “صيرفة”.

كما تم تسريب أخبار أن مصرف لبنان أوقف العمل بمنصة “صيرفة”، وهو ما استدعى رداً خطياً من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نفى فيه توقّف “صيرفة” عن العمل مؤكداً استمرار المصرف المركزي تطبيق مفاعيل التعميم 161. وهو ما جرى تأكيده في اجتماع المجلس المركزي أمس.

وقد خلق هذا الامر حالة من البلبلة في السوق الموازية أدت إلى تسجيل سعر صرف الدولار إرتفاعات هستيرية أوصلته إلى حدود الـ24 ألفا للدولار الواحد بعدما افتتح على سعر يتراوح ما بين 21 ألفا و150 ليرة و21 ألفاً و250 ليرة، وهو قريب من إقفال أول من أمس. في حين يبلغ سعر التداول بالدولار على منصة “صيرفة” 20 ألفاً و200 ليرة. وبعد فترة موجزة، أشارت التطبيقات الى ان سعر صرف الدولار عاود انخفاضه الى 22 ألفا و400 ليرة، من دون معرفة الاسباب.

ورجّحت مصادر مالية لـ”لبنان الكبير” أن تكون عودة عملية التلاعب بسعر صرف الدولار في السوق السوداء مرتبطة بالحديث عن ارتفاع الأسعار بفعل الأزمة في أوكرانيا في ظل تباطؤ الحكومة في وضع حلول سريعة تمنع انكشاف الامن الغذائي. وهو ما يفسر تمنّع الصرافين منذ مساء أول من امس عن بيع الدولار ترقباً لارتفاعه.

وكشفت مصادر مالية أخرى أن السبب وراء ما حصل أمس في سوق القطع هو قيام مصرف لبنان بتضييق السحوبات التي كان يمنحها للمصارف بعدما ارتفع الحجم اليومي للتداول على المنصة الى متوسط 90 مليون دولار، وهو ما تسبب في حصول ضغط على الدولار.

فيما رأت مصادر أخرى أن البلبلة التي حصلت مرتبطة بنشر خبر قيام أحد المصارف الكبرى بإصدار تعميم داخلي بالتوقف لفترة محدودة عن تطبييق التعميم 161 نظراً لتكدّس الأموال النقدية بالليرة لدى فروعه على مستوى لبنان.

يذكر ان الميزانية التي ينشرها مصرف لبنان أظهرت تراجع الموجودات الصافية بالعملات الاجنبية بقيمة 893.6 مليون دولار في أول شهرين من العام في ظل نشاط منصة صيرفة.

وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في قصر بعبدا، والتي ستناقش الميغاسنتر والملفات الحياتية، يغرق اللبنانيون في المزيد من الصعوبات.

ورأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً خُصص للبحث في أوضاع قطاع الاتصالات وشؤون الوزارة، شارك فيه وزير الاتصالات جوني القرم، المدير العام لهيئة “أوجيرو” عماد كريدية، المدير العام للإنشاء والتجهيز ناجي اندراوس والمدير العام للاستثمار والصيانة باسل الأيوبي. بعد الاجتماع، قال القرم: “الهدف من الاجتماع مع دولة الرئيس هو البحث في الإضراب الحالي الذي اعلنته نقابة هيئة أوجيرو، وسأعقد اجتماعا مع النقابة عند الثانية عشرة ظهرا. تحدثت مع دولة الرئيس بكل شفافية عن المطالب التي أعتبرها محقة مئة في المئة، وانا داعم لها، ونحاول ايجاد حل لها في اسرع وقت”.

وفي الهموم المعيشية، أكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ان الدفع للعائلات المستحقة بموجب البرامج الاجتماعية التي تقودها وزارته ستبدأ تصاعديا الأسبوع المقبل لـ150 الف عائلة، مشددا على الالتزام الكامل بالمعايير التي حددتها الوزارة واللجنة الوزارية في تحديد هذه العائلات واهمها “الشفافية”.

الى ذلك، أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق في لقاء سياسي أقيم في مدينة النبطية، أن “حزب الله مستهدف أميركيا على مدى أربعين سنة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا”، ورأى أن “هذا دليل على مدى تأثير وفعالية حزب الله ولولا استمرار حزب الله وإكمال النجاحات والإنتصارات والفعالية والتأثير لما استمرت الضغوط والاستهدافات”. وأكد أنه “في الانتخابات في أيار المقبل سيشهد العالم أجمع أن التحالفات الاستراتيجية لحزب الله العابرة للطوائف والمناطق هي تحالفات ثابتة وراسخة ومستمرة ومعززة”.

اما السجال حول “الميغاسنتر” فتواصل فصولا، بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فقد غرد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني عبر حسابه على تويتر كاتبا “حاولوا تطيير تصويت المغتربين حسب دوائر نفوسهم خوفا من النتائج وفشلوا، ففتحوا موضوع الميغاسنتر بعد غياب ٤ سنوات، وهم يعلمون ان لا وقت لإنجازه قبل الانتخابات”.

شارك المقال