“قوطبة” ايرانية سريعة لـ”العودة الى الخليج”… وبين عون والراعي “لبنانان”

لبنان الكبير

الغيمة الى زوال؟ إن شاء الله. لكن الطقس لا يبشر بسماء صافية كالتي يحاول كثيرون تصويرها معلقين حلول الأزمات الشديدة على المشجب الخليجي، خصوصاً أولئك الذين يتحدثون عن “العودة الخليجية” بعد الضوء السعودي والكويتي، متعمدين قلب الحقيقة وهي أن هذا الضوء كان فسحة لـ”عودة لبنان الى الخليج” بعد الالتزام بالورقة الكويتية، وهو ما سيتبدى بعد اجتماع وزراء خارجية “التعاون الخليجي” الأحد المقبل، فيما حل علينا وزير الخارجية الايراني حسين عبد الأمير اللهيان، آتياً من دمشق، لـ”القوطبة” ربما على هذا التطور، أو ربما لتهنئة الرئيس ميشال عون على مواقفه في الفاتيكان، مستقويأ باحتمال التوصل الى إحياء الاتفاق النووي.

“لبنانان” بين عون والراعي

حظيت زيارة الرئيس عون الى الفاتيكان، وزيارة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الى مصر، بمتابعة خاصة من قبل اللبنانيين خصوصاً وان زيارة الأول أتت في توقيت مشبوه قبل الانتخابات النيابية، وما زاد في الطين بلة ما صرح به من حاضرة الفاتيكان عن سلاح “حزب الله” وحصر وظيفته بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الجنوب، في حين وصفت زيارة البطريرك الراعي إلى مصر ولا سيما الى الجامعة العربية بـ “التاريخية” لأنها أول زيارة من نوعها بحيث شمل البحث سبل دعم لبنان للخروج من أزمته. وشدد الراعي على أن “يكون لبنان بلداً حياديّاً. الحرب والصراعات والخلافات ليست لصالح اللبنانيين، ويجب ألا يكون البلد دويلات أو جمهوريّات ويجب أن يكون سيّد نفسه.”

زيارتان لأعلى مرجعيتين مسيحيتين مارونيتين، مدنية وروحية، كانتا حديث الناس الذين رأوا أن ما صدر من مواقف عن المرجعيتين يظهر جلياً انقسام اللبنانيين وليس المسيحيين فقط بين فريقين: فريق يؤيد وجود سلاح “حزب الله” وفريق يرفض وجود الدويلة ضمن الدولة. وانطلاقاً من هنا، بدا التباين في المواقف واضحاً على صعيد أكثر من ملف وقضية.

ثمة “لبنانان” بينهما. ويؤكد مراقبون ومحللون أن المواقف متناقضة، لأن هناك تبايناً بين الرجلين حول مفهوم الدولة، فالبطريرك يحاول الحفاظ على الدستور، في حين أن رئيس الجمهورية يحاول دق إسفين في العلاقة بين البطريرك والفاتيكان اللذين يعملان على انتشال الدولة، كما يحاول إلباس الفاتيكان مواقف لا علاقة له بها.

ورأى هؤلاء أن مواقف البطريرك يمكن وصفها بأنها كلمة حق في زمن يكثر فيه الباطل والدجل والكذب، وطروحاته تخدم المصلحة الوطنية بغض النظر اذا كان يؤيده كل اللبنانيين أو لا يؤيده أحد.

وشددوا على أن التباين ظهر في المواقف بين بطريرك متجرد من المصلحة الشخصية، وليس لديه صهر مرشح للانتخابات ويضع مصلحة لبنان وشعبه فوق المصالح الأخرى، ورئيس جمهورية يسعى من خلال مواقفه وطروحاته الى خدمة مصالح صهره جبران باسيل حصراً.

لبنان والخليج

اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل جلسة لمجلس الوزراء عصر أمس أن “التصريحات التي صدرت عن الكويت والمملكة العربية السعودية تؤشر الى أن الغيمة التي خيمت على علاقات لبنان الى زوال قريباً. وما يربط لبنان مع إخوانه في دول الخليج تاريخ مشترك وايمان بمصير مشترك…”. وقال: “نحن حريصون على تطبيق البيان الوزراي وندعو العرب إلى الوقوف الى جانب لبنان”.

وكالة “المركزية” نقلت عن “مصادر عربية عليمة” قولها إن السفير السعودي وليد البخاري سيعود الى بيروت نهاية الأسبوع، على أن يزورها مسؤول سعودي في وقت لاحق، قبل الانتخابات، للاطلاع على الوضع والاشراف على الآلية التي ستعتمد لاطلاق الصندوق المشترك الفرنسي – السعودي لمساعدة الشعب اللبناني بعد اجتماعات عقدت في باريس مع مسؤولين مختصين سعوديين وفرنسيين، تم الاتفاق خلالها على وضع الصندوق المشترك موضع التنفيذ.

“المصادر العليمة” توقعت أن يبصر حل الأزمة اللبنانية – الخليجية النور قبل القمة العربية، فتعود المياه الى مجاريها خلال الصيف المقبل على الأرجح.

شارك المقال