لا “بشارة” للبنان مع العهد… والكويت لا تريده منصة لأي عدوان

لبنان الكبير

عيد آخر مرّ أمس، واللبنانيون بلا “بشارة” تخلصهم من ويلات ومآسي هذا العهد الأسود المقترب من نهايته الدستورية بعد شهور قليلة، لكن في ظل أسئلة مخيفة: هل فعلاً سيغادر فخامة الرئيس ميشال عون أم سيحفر “ملاذاً آمناً” له ليبقى في قصر بعبدا بقوة حليفه الايراني الذي رفع رايته في الفاتيكان؟ وهل يترك السدة لغير صهره وريثه السياسي جبران باسيل ليواصل “إنجازات الانهيار” فتكون نهاية الجمهورية على يديه؟

مواجهات مفتوحة يخوضها العهد على المستويات كافة. وبات أكيداً أن “مكابح” خارطة الطريق التدميرية الممنهجة تعطلت وهي تسير بسرعة قياسية في منحدر الانهيار، لا بل الانهيارات والتعطيلات والتصعيدات والملاحقات والاستدعاءات والكيديات، ولم يعد أمام الشعب المحروق والمخنوق والمسروق سوى الدعاء لسماع بشارة بـ”فرح عظيم” وانفراج قريب .

بالنسبة الى كثيرين، فإن ما نراه ليس سوى عملية تدمير منهجي للمؤسسات الرسمية، بدأ من سنة 1982 عندما تم وضع اليد على رئاسة الجمهورية مع الحكومة العسكرية التي شكلها حينها القائد ميشال عون ثم حرب التحرير فحرب الالغاء، وختم هذه الحروب بـ 13 تشرين مروراً بمرحلة العودة وما رافقها من تهشيم للمؤسسات الدستورية واتهامات للمؤسسات الأمنية وصولاً الى اليوم والاجراءات التي تتخذها القاضية غادة عون، وكل ذلك بهدف ابقاء البلد في حالة فوضى لأن الاستقرار والازدهار لا يتناسبان ومصالح البعض الذي يجر لبنان الى محور اقليمي لا ناقة له فيه ولا جمل.

وفي عطلة “عيد البشارة” مرّ مشهدان متناقضان: رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في العاصمة القطرية بأمل تسهيل عودة لبنان الى العرب، فسمع كلاماً كويتياً واضحاً بـ “ألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي أو أن يخرج من لبنان أي أمر يمكن أن يعرّض أمن المنطقة أو يقوّض من أمن المنطقة واستقرارها”؛ فيما كان وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان يزور “روضة الشهيد عماد مغنية” في الضاحية الجنوبية، في صورة تؤكد الى أي حد صارت ايران متغللة في البلد من “قصور السلطة” الى “مدافن المقاومة”.

ميقاتي في الدوحة

عقد الرئيس ميقاتي فور وصوله الى مقر اقامته في الدوحة، إجتماعاً مع نائب رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، جرى خلاله البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات اللبنانية – الخليجية.

كذلك، إستقبل رئيس الحكومة وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الذي قال: “كان اللقاء صريحاً ومفعماً بالأخوة والمحبة والمودة للبنان والشعب اللبناني الشقيق… كذلك نقلت له ترحيب الكويت بالبيان الذي أدلى به دولة الرئيس اثر الاتصال الذي جرى بيننا وكذلك بيان مجلس الوزراء اللبناني الذي رحب بالمبادرة الكويتية والأفكار التي نقلناها نيابة عن الأشقاء في دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية والمجموعة الدولية، في اطار بناء الثقة مع لبنان مجدداً. وكذلك نقلت الثناء والاشادة بالالتزام الذي أبداه دولة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالنسبة الى التزام الحكومة اللبنانية بالورقة الكويتية، وكذلك الى التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية والتجاوب معها”.

أضاف الوزير الكويتي: “كذلك هناك مسألتان أساسيتان تتعلقان بألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي أو أن يخرج من لبنان أي أمر يمكن أن يعرّض أمن المنظقة أو يقوض من أمن المنطقة واستقرارها، ومسؤولية الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية في هذا المجال. وكان هذا الأمر محل تقدير كبير لدى الكويت وكذلك دول مجلس التعاون وبالاخص المملكة العربية السعودية الشقيقة. كلها أمور، ان شاء الله، ستفضي مجدداً الى علاقة مستدامة مع لبنان وشعب لبنان الشقيق أساسها الاحترام المتبادل في كافة الأمور المتعلقة بالأخوّة والتعاون بين لبنان ومحيطه العربي والاقليمي وبما يصب في خير لبنان والمنطقة ومصلحتهم وازدهارهم”.

شارك المقال