الصيام اللبناني… إفطارات إنتخابية بلا طعم

لبنان الكبير

بين صيام وفطر، وبينهما فصح، سيعيش لبنان رهن الاحتمالات المتراوحة فقط بين سيئة وأسوأ، فلا فرحة سواء جرت الانتخابات الموعودة أو لم تجر، لأن الآتي يتأكد يوماً بعد يوم ومع سلوك “الثنائي الحاكم” (حزب الله والتيار العوني) بأنه لن يكون خيراً أبداً، وبغض النظر عما ستفرزه الانتخابات، في حال أجريت على “ضوء اللمبة”، من تراكيب نيابية هجينة بالضرورة بعدما فوّت “الثوار” فرصة التغيير وطمعوا بالكرسي، ليبقى البلد صائماً عن السياسة الرشيدة بعهدة عهد يأبى الا أن يأخذنا الى جهنم… وفي الشهر الفضيل سنرى الكثير من الإفطارات الانتخابية لكن بلا طعم.

ولو سلمنا جدلاً أن الانتخابات النيابية قائمة في موعدها، وبغض النظر عن الانقسام الحاصل حولها، اذ هناك من يعتبرها محطة مفصلية في تاريخ لبنان التي ستحدد هويته ومستقبله، وهناك من يؤكد على أهميتها كإستحقاق دستوري لكنها لن تقدم ولن تؤخر في الحياة السياسية وفي عودة البلاد الى الانتظام في ظل وجود فريق يستقوي بالسلاح، فإن المحللين السياسيين والدستوريين والمراقبين لمسار الأمور، يرسمون صورة ضبابية وقاتمة وملبدة بكل أنواع الفراغ بعد 15 أيار المقبل.

وإذا كان الاقتصاديون يرون أن الارتطام الاجتماعي بات قريباً جداً استناداً الى الدراسات المرتكزة على الأرقام، فإن الضالعين في الشأن السياسي ليسوا أكثر تفاؤلاً لا بل يؤكدون أن ما سنصل اليه سيكون أعنف من الارتطام وأكبر من الانهيار اذا وصلنا الى السيناريو المنتظر: فراغ على المستويين الحكومي والرئاسي.

بري وحقائب العملة الصعبة

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال اطلاق الماكينة الانتخابية للائحة “الأمل والوفاء” في دائرة الجنوب الثانية، من المصيلح، أن “مستقبل لبنان ومصيره وهويته وثوابته وسبل الخروج من الأزمة مرتبط بنتائج هذه الدورة الانتخابية في كل لبنان”.

وتوجه الى “حملة الحقائب المليئة بالعملة الصعبة والذين صرفوا 30 مليون دولار في هذه الدائرة”، بالقول: “ان أبناء هذه الأرض هم حفدة السيد المسيح لا يقايضون ثوابتهم ومقاومتهم بالفضة ولا بشيء”. وحذر من “الاستسلام والركون الى ما يروّج له.. فلتكن أصوات كل من يحق له الاقتراع أصواتاً لرد كيدهم إلى نحرهم”.

أضاف: “في الوحدة أمل، نحمي ونبني، وثقوا أن التأسيس لإنجاز الحلول لهذه الأزمة جزء كبير منها مفبرك في الخارج… في الوحدة أمل لإنقاذ لبنان من الطائفية والمذهبية ونستطيع استثمار كل ثرواتنا فحدودنا مرسومة بالدم ولا تقبل المقايضة ولا المساومة”.

دريان: “الذهاب معاً”

مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان دعا في رسالة شهر رمضان، اللبنانيين الى “الذهاب معاً الى الانتخابات لانتاج البدائل. هم سلاحهم الفتنة والتخويف، ونحن سلاحنا الاجتماع والثقة بقدرة اللبنانيين على الإصلاح والإبداع فيه؛ كما كان شأنهم دائماً”، مشيراً الى “أننا نشهد هدماً أو تهديماً لكل ما بناه اللبنانيون في 100 عام، ويقفون في وجه كل محاولات الإصلاح، إذ هناك هدم للقضاء والقطاع المصرفي ولعلاقات لبنان مع الدول العربية ومحاولات يائسة للتعرض لهوية لبنان وانتمائه واعتداء على الدستور وهدم لمبدأ الفصل بين السلطات”. وقال: “هناك تضامن مشهود مع لبنان من العرب والعالم على الرغم من غيظهم بسبب الاستيلاء الغريب والفساد الفاقع وليس هناك من يريد المساعدة إلّا ويحرص على عدم وصول أي من هذه المساعدات إلى السلطة التي تحجّر رؤوس أفرادها”.

مولوي: نبحث عن كهرباء

وأعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي أن كلفة توفير الكهرباء عبر مؤسسة الدولة خلال يوم الانتخابات النيابية المزمع عقدها منتصف أيار المقبل، تفوق قيمة الاعتمادات المخصصة لاجراء الاستحقاق برمته..

وقال مولوي في حديث الى وكالة “فرانس برس” أمس: “نحن اليوم جاهزون لوجيستياً لإجراء الانتخابات… ونعمل حالياً على تأمين الكهرباء لمراكز الاقتراع ومراكز لجان القيد… أجريت أكثر من اجتماع مع مؤسسة كهرباء لبنان التي تبين أنها لا تقوى على تأمين الكهرباء الا بكلفة مرتفعة جداً (…) أكثر مما تكلفني الانتخابات في لبنان وكل أنحاء العالم وهذا أمر غير مقبول في وضع الدولة الحالي”.

شارك المقال