حكومة “أكثرية” لا “وحدة وطنية” بعد الانتخابات

لبنان الكبير

إذا كان استكمال التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة قد اجتاز رسمياً عتبة تشكيل اللوائح وإعلانها، فإنّ ما بات أكيداً لدى كلّ القوى والأحزاب السياسية الرئيسية أنّ الاستحقاق الانتخابي حاصل في موعده المقرّر في 15 أيار المقبل.

ووضع أمس حجر أساس انتخابي رئيسي بعد استقبال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وتم بحث التحضيرات التي تستكملها الوزارة لإجراء الانتخابات في 15 أيار المقبل. لكن السؤال يدور حول مدى الاهتمام الشعبي بالانتخابات الذي لا يزال راكداً ولم يصل إلى المستوى المأمول، مما يُضعف التوقعات حول النتائج التغييرية الممكنة، اللهم إلا إذا تغيّرت الأحوال و”هبّ هبّة وحدة” في الأسابيع القليلة المتبقية.

ويحسم مصدر وزاري مواكب الجدل المستمر في البلد حول الانتخابات عبر “لبنان الكبير”، من خلال تأكيده “حصول الانتخابات في موعدها لأن البديل عنها سيكون تسطير عقوبات على كلّ من يعرقل الاستحقاق ولأن أحداً لا يستطيع أن يؤجل الانتخابات، حتى وإن كان يمتلك رغبة دفينة في الإرجاء”. ويقول الوزير المطّلع: “السؤال الذي لا بدّ من طرحه لا يتعلق بحصول الانتخابات من عدمها، بل بما ينتظر البلد بعد الانتخابات، لأن بوادر تشكيل حكومة جديدة لن يكون بالموضوع السهل أو القابل للتحقق السريع”، عازياً السبب إلى “مرحلة ما بعد الانتخابات التي ستشهد غياب أي صيغة حكومية جديدة قائمة على الوحدة الوطنية، بل تشكيل صيغة حكومة أكثرية على اختلاف هوية المحور الفائز مما سيؤدي إلى الكثير من التحديات للقدرة على إنجاز فريق وزاري جديد”، علماً ان الوزير نفسه يرجّح “فوز محور حزب الله بالانتخابات المقبلة وسط غياب الحماسة السنية للمشاركة في الانتخابات وتشتت اللوائح المحسوبة على قوى الانتفاضة في غالبية الدوائر”.

ويتقاطع هذا السيناريو القائم مع مرحلة من الركود المفتوحة على كلّ انواع المخاطر التي ستلحق بالانتخابات إذا اتت النتائج لتعيد تكريس الأكثرية النيابية لمصلحة محور “حزب الله”، في حال لم يحصل ما هو غير متوقع لجهة تحقيق إقبال كثيف ومضاد على المشاركة الانتخابية في مواجهة محور “الممانعة”.

وقد أعلى النائب وائل بو فاعور الصوت أمس خلال لقائه والنائب أكرم شهيب مع الوزير المولوي، لناحية أمن الناخبين في بعض القرى المتاخمة للحدود اللبنانية السورية في ضوء التدخلات والتهديدات التي صدرت عن بعض اليائسين. وفي وقت لم يكن ينقص الهمود الانتخابي سوى ذبذبات النظام السوري، وجّه أبو فاعور رسالة واضحة من أن “بعضهم يريد أن يغطس في مياه النهر عينها مرتين، علّ أحد أن يخبره أن مياهاً كثيرة قد جرت ومن لم يهابه في زمن البطش لن يهابه اليوم”. ومن جهته، تعهد وزير الداخلية القيام بكل الإجراءات العسكرية والأمنية التي تضمن سلامة الناخبين وحرية خيارهم.

شارك المقال