“دفق الخير”… وبدأ اللعب بالذهب

لبنان الكبير

“دفق الخير” مع بعض. فجأة إتفاق أولي مع صندوق النقد الدولي وتمويل مشروط بـ3 مليارات دولار، وقبلها اعلان زيارة البابا الى لبنان في حزيران المقبل، لينطلق بغتة الكلام عن “كنز اللبنانيين” المتمثل بالاحتياطي الذهبي وقيمته السوقية… كأن المطلوب إراحة مزاج “الشعب العنيد” في الأسابيع القليلة الفاصلة عن الانتخابات، بما يكفي لتأمين مشاركة اقتراعية كافية لتشريع وضع يد “حزب الله” على البلد باستخدام شعارات رنانة مثل: عدم اخلاء الساحة، والسيادة، ومواجهة الاحتلال الايراني… فيما ما بعد الانتخابات واضح: “حكومة حسان دياب+” بدور مكشوف بالكامل لـ”حزب الله” في ما يشبه الانتداب الايراني بالكامل.

وسط هذه الأجواء، شكلت عودة سفيري السعودية والكويت الى بيروت ما يشبه “حلاوة رمضان” لما تحمله من بشائر خير، لكن السؤال الرديف هو: متى تعود بيروت الى العرب؟ السؤال مضن فعلاً، باعتبار أن البلدين العربيين سلّفا العودة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتعهده لفظاً تلبية شروط من المبادرة الخليجية، ولربما كان الاستحقاق الانتخابي بمثابة “مهلة” قبل الخيارات الفعلية بعد تمظهر النتائج بميزان القوى السياسية المحلية، وحين تكون انجلت الغبار الاقليمية ودخان الحرب الروسية على أوكرانيا المؤكد أنها ستصوغ معادلة دولية جديدة، تخسر فيها روسيا الكثير من “هيبتها السورية”.

تيار “المستقبل” قطع “صيامه” عن العمل السياسي ليرحب بقرار القيادتين السعودية والكويتية اعادة سفيريهما الى بيروت. ورأى في بيان، في هذه الخطوة “فرصة لتأكيد التزام الدولة اللبنانية بتعهداتها تجاه الأشقاء في الخليج العربي والتوقف عن استخدام لبنان منصة سياسية وأمنية واعلامية للتطاول على دول الخليج وقياداته”. وأمل أن “يشكل هذا القرار خطوة على طريق فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية – الخليجية، وتنقيتها من الشوائب التي اعترتها في الفترة الماضية”.

وكان للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا، أمس، موقف ملفت، اذ بعدما أكد أن “التغيير يبدأ في صناديق الاقتراع”، أشار إلى أن “الولاء يجب أن يكون للبنان وهكذا يُمكن خلق الوحدة الوطنية، ولطالما انتقدتُ حكومات الوحدة الوطنية عندما يجتمع الأضداد على الطاولة نفسها”.

البطريرك إذاً يرفض “حكومات الوحدة الوطنية” فهل هي اشارة الى “حكومة حسان دياب+”؟

وأكد الراعي أن البابا سيحمل معه “كلمة رجاء الى لبنان وسيؤكد للبنانيين أن بعد هذا الليل الطويل الذي يعيشونه سيكون هناك فجر”، كما أنه “سيشدد على قيمة لبنان وينوّه بدوره وبتعدديته وديموقراطيته”.

وأعرب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن أمله في “تلبية الشروط المسبقة التي يحدّدها صندوق النقد الدولي في اتفاق على مستوى الخبراء، مع لبنان من أجل الحصول على موافقة المجلس التنفيذي للصندوق على برنامج”. وقال لـ”رويترز”: “الاتفاق مع صندوق النقد حدث إيجابي للبنان، وسيساهم في توحيد سعر الصرف… المصرف المركزي تعاون مع الصندوق وسهّل مهمّته”.

الى ذلك، أكد سلامة أن “احتياط الذهب لدى البنك بلغت قيمته 17.547 مليار دولار أميركي حتى نهاية شهر شباط الماضي، ليحافظ لبنان على موقعه كصاحب ثاني أكبر احتياط من الذهب في المنطقة العربية بثروة تقدر بحوالي 286 طناً من الذهب”. وقال في تصريح لـ “مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط” في لبنان: “إن إجمالي الاحتياط النقدي من العملات الأجنبية بلغ 12 ملياراً و748 مليون دولار حتى نهاية شهر شباط الماضي”.

شارك المقال