إفطارات جامعة للبخاري… واستنفار انتخابي بين “حزب الله” و”القوات”

لبنان الكبير

أضفت زيارات السفير السعودي وليد بخاري للقيادات الروحية ومآدب الإفطار في دارته حيوية على المشهد السياسي، من دون أن تتبلور بعد انعكاساتها على العلاقة اللبنانية – الخليجية المؤجل طرحها على ما يبدو الى ما بعد الانتخابات، وسط حرص سعودي موزون جداً على عدم الكلام بما يمكن تقريشه بالسياسة المحلية، في الوقت الذي شغل “حزب الله” و”القوات اللبنانية” الجبهة الانتخابية بتراشق تعبوي، اذ الأول الضامن حصته وزيادة في الانتخابات يهمه التحشيد ونسبة المشاركة، فيما الثاني الذي بدأ طامحاً الى زيادة حصته صار خائفاً على ما لديه وله مصلحة كبيرة في شد العصب، وكلاهما بحاجة الى شيطنة الآخر.

وظلت الساحة ساخنة على وقع “الافطار الاستثنائي” لسليمان فرنجية وجبران باسيل على مائدة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، اذ  لم يأت لقاء المصالحة بين رئيس تيار “المردة” ورئيس “التيار الوطني الحر” برعاية “مرشد الجمهورية اللبنانية” ابن ساعته، بل هو وليد نقاشات ومفاوضات طويلة الأمد فشلت في لم شملهما في الانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثالثة.

فبعد محاولات عديدة لأكثر من جهة، تمكن السيد نصرالله من اعادة ترميم جسر العلاقة بين الحليفين اللدودين بعد أكثر من 5 سنوات من الجفاء في محاولة لاستجماع قواه المسيحية وتنظيم صفوفها لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية المليئة بالاستحقاقات الداخلية والاقليمية التي تتطلب مواقف موحدة، وسط تأكيد أطراف أن المصالحة هجينة ومبنية على مصالح مرحلية، وهي أشبه باستدعاء قام به عراب الرجلين والذي باستطاعته صنع الرؤساء وتشكيل حكومات وتأليف اللوائح الانتخابية. انها عملية استدعاء تعيد الذاكرة الى حقبة الاحتلال السوري.

اللقاء بكل تفاصيله انما يظهر سيطرة “حزب الله” على الواقع السياسي، مستكملاً استراتيجيته ومخططاته للإتيان برئيس جمهورية شبيه بالرئيس الحالي، في حين أن الكل منشغل بالحصص النيابية وزيادة المقاعد.

لكن الصورة النافرة بدلالتها الوطنية والطائفية والمذهبية أثارت استياء كثيرين بحيث يتوقع أن تكون لها ارتدادات على مجرى التصويت في الدائرة الثالثة شمالاً.

حركة بخاري

ملأت حركة السفير السعودي الساحة المحلية اليوم. فغداة عودته الى بيروت، وإقامتِه افطاراً مساء الاحد على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، استهلّ بخاري امس نشاطه في لبنان بجولة على القيادات الروحية، بدأها من دار الفتوى، حيث أبدى دريان ارتياحه واللبنانيين الى عودة الديبلوماسية الخليجية الى لبنان، مؤكداً أن “العودة تبشر بالخير القادم على لبنان على الرغم من كل الظروف التي يمر بها، وبمستقبل واعد للبنانيين الذين يعيشون في أزمات صعبة للغاية”.

وبعد زيارته دريان، توجّه السفير السعودي الى المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى حيث استقبله نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، وكانت مناسبة تم خلالها التداول في تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتمنى الخطيب “أن تشكل عودة السفير بخاري مع أشقائه الى لبنان بداية مسار جديد في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين”. ثم انتقل بخاري الى دار الطائفة الدرزية حيث استقبله شيخ العقل سامي أبي المنى، وعرضا للتطورات السياسية في لبنان والمنطقة وفق ما وزعت السفارة السعودية في بيروت. واختتم البخاري جولته على رؤساء الطوائف الروحية بزيارة إلى بكركي بعد الظهر، ثم عاد الى مقره حيث أقام افطاراً على شرف رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين.

جعجع – رعد

توجّه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى اللبنانيين عموماً والناخب الشيعي خصوصاً، “يللي كلّ عمرو جارنا الأقرب”، قائلاً: “هل تعلم انّك حين تنتخب حزب الله أنت لا تنتخب المقاومة الراسخة في رأسك، بشكل نظيف وعفوي وصافٍ، وفي عاطفة ووجدان مُعيّن، فأنت تنتخب شخصاً اسمه جبران باسيل زرعه حزب الله في لوائحه على امتداد الوطن، ومع كل صوت تمنحه له أو لمرشحيه المزروعين في لوائح الحزب ستزيد من حظوظه ورصيده كي يتفرعن عليك، أنت تحديداً، من جديد، ويدّعي أنه هو ربّك الأعلى وحاميك من غدر القدر، ومعيّشك ع حسابو وهو من استضافك في منزله في حرب تموز، ليمنّنك مرة أخرى ويهاجمك ويبتزّك على القطعة؟”.

أضاف جعجع: “يا صديقي الناخب الشيعي، اذا كنت لا ترغب في انتخاب القوات فهذا حق لك، ولكن لا تنتخب من أوصلك وأولادك وعائلتك في كل دقيقة الى قعر جهنم أمام عينيك”.

في المقابل، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أن “الاستحقاق النيابي المقبل أفرز مسارين ونهجين، نهج نعبّر عنه في كل لقاءاتنا، نهج البناء والحماية والإنماء والاستثمار والتوظيف والادارة، نهج الأمل والحرص على بناء البيئة والدولة النظيفة من الفساد الهدام، ونهج الصلابة والثبات والقدرة على الدفاع عن النفس والوجود والمؤسسات والأرض. أما النهج الآخر للأسف فهو نهج يعتمد المناكفة ويبحث بين مناهج الآخرين عما يناكف به، من دون أن يملك مشروعاً خاصاً به يعرضه على الآخرين، نهج يؤدي في نهاية المطاف الى الجفاف والتصحر وإلى الإفلاس وانهيار الدولة والحاجة الى تسول المساعدات من هنا وهنالك”.

شارك المقال