مروحة الحراك السعودي ترفع معنويات لبنان

لبنان الكبير

أما وقد بان الخيط الأبيض، المتمثّل بفاعلية الحضور الخليجي في لبنان بُعيد ساعات على استئناف حراك سفيري المملكة العربية السعودية والكويت، من الخيط الأسود، الممثّل بكثير من الكلام وخواء في المضمون على مقلب محور “حزب الله”، ارتفع منسوب “الأدرينالين” اللبناني مع ترقّب مسار المساعدات الخليجية بعد أشهر من “القلّة التي ولّدت النقار” حتى بين قوى 8 آذار خلال أشهر من الابتعاد الخليجي واقتصار الحركة على الذهاب والاياب الايراني الخالي الوفاض. وكان أن أنعشت العودة الخليجية الذبول المعنوي الذي سيطر في الأسابيع الماضية على معنويات قوى المحور السيادي، في ما بدا أنّ للصورة المعنوية الحضور الخليجي المكرّس هوية لبنان العربية، تأثيراً فاعلاً على الانطباع اللبناني على طريقة “ايه في أمل” بغدٍ سياسي أفضل.

وتعوّل مصادر شمالية معارضة متأهبة لخوض الانتخابات عبر “لبنان الكبير” على الدور المعنوي أولاً للخليج والسعودية خصوصاً في “لمّ معنويات” الشارع السيادي قيادات وجمهوراً، بعدما عرفت الأسابيع الماضية نوعاً من اليتم في المعنويات لاسيما في طرابلس حيث هناك هواجس جدية من الحركة التي يقودها مرشحون طارئون مغلّفين بشعارات تغييرية وعلى علاقة بتحالف “حزب الله” – “التيار الوطني الحر”، يحاولون التأثير على توجهات المدينة بالعملة الصعبة التي ينفقونها بغزارة والزيارات المكثفة التي يقومون بها الى المناطق.

وترجّح المصادر أن يساهم تحرّك الوضع السياسي في لبنان في إعادة بعض اللحمة الى القوى السيادية وترتيب هذا المحور الذي عانى كل أنواع التضعضع في المرحلة الماضية. وتشير إلى تصميم بدأ يوضع لناحية مرحلة ما بعد الانتخابات وكيفية إدارة المواجهة السياسية في مقابل محور “حزب الله” من خلال “بلوك” يشكّل أقلية وازنة في مجلس النواب، حتى وإن لم تستطع القوى المحسوبة تاريخياً على 14 آذار أن تحقق الأكثرية النيابية باعتبارها معطى غير قابل للتحقق حتى الآن وسط الحسابات الانتخابية الحالية.

وفي غضون ذلك، يستعد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة وضعت أسسها إلى السعودية، بحيث أكدت مصادر مقربة منه عبر “لبنان الكبير” أن الزيارة ستتم بشكل مؤكد خلال شهر رمضان المبارك من دون تحديد موعدها حتى اللحظة. ويرجح الاعلان خلال أسبوع عن موعد الزيارة، التي تأتي في إطار تأكيد الحرص على العلاقات اللبنانية – الخليجية، وأهمية دور المملكة بالنسبة الى لبنان واللبنانيين التي يؤكد عليها ميقاتي باعتبارها قبلة سياسية تاريخية.

نشاط بخاري

زار سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري أمس الرئيس تمام سلام، الذي اعتبر أنّ الزيارة “مناسبة لنرحب بالمملكة في لبنان انطلاقاً من العلاقة التاريخية بين البلدين”، مشيراً إلى أنّ “بخاري نقل تحيات المسؤولين في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى كل اللبنانيين”. وأكد سلام أن “المملكة كانت علاقاتها دائماً وثيقة بكل لبنان. ونحن نعمنا بذلك في مناسبات كبيرة ومحطات تاريخية كان للمملكة دور المساعد والمنقذ والداعم. كما هي اليوم المواكب لكل معاناة اللبنانيين من جميع الجوانب”، لافتاً إلى أنه سمع من السفير عن “جهود كبيرة بالتعاون مع دول من أجل مساعدة اللبنانيين”. ورأى “أننا مقبلون على استحقاق ديموقراطي كبير هو الانتخابات النيابية”، آملاً “أن يتمّ وتكون فرصة للتغيير للانطلاق بلبنان في ظروف أفضل”.

إلى ذلك، جدّد وزير الداخلية بسام مولوي بُعيد زيارته السفير بخاري في دارته في اليرزة، “التزام لبنان بمنع أي أذى لفظي أو عملي بحقّ دول الخليج، وما نقوم به ينطلق من قناعاتنا ومرتبط بوجودنا في مواقعنا لنخدم شعبنا وأمتنا”، مؤكداً “الاستمرار في ما نقوم به انطلاقًا من إيماننا بالدولة اللبنانية واستقرار لبنان والدول العربية باعتبار أن الأمن العربي هو أمن مشترك”. وقال: “على لبنان واللبنانيين الالتزام بضميرهم ومصلحة بلدهم وعروبتهم وأمن وأمان مجتمعات أشقائهم وأمن السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي التي لم تفرّق بين اللبنانيين”. وشدد على أن “مملكة الخير أعطت لبنان كل ما يمكن أن يعطيه الشقيق الأكبر للشقيق الأصغر”.

شارك المقال