عون يستقبل بخاري ويستحضر شربل وهبه “المُهين”

لبنان الكبير

13 نيسان. مرت الذكرى بالأمس من دون الكثير من همروجة جلد الذات التقليدية. ربما لأن الوضع اليوم بعد 47 سنة أسوأ بكثير من الحياة التي يتذكرها كثيرون من جيل الحرب. يومها كان الموت معلناً والمتاريس ترسم كانتونات ومشاريع سلطة. اليوم صرنا في جهنم فعلياً والمتاريس حفرت في النفوس مع مشروع سلطة وحيد: دويلة سلاح تتحكم بالدولة وتجعلها صندوق بريد إقليمي ما أوصل البلد الى الافلاس في كل المجالات، فيما معادلة “السيد – الجنرال” تؤسس لصيغة لا تشبه أبداً لبنان الذي سيزوره بابا الفاتيكان في حزيران المقبل.

لبنان الآتي على ايقاع معادلة “السيد – الجنرال” سيكون على ما يبدو من “الدول الجلفة” بلا ديبلوماسية حقيقية ذات حساسية لأصول العلاقات مع الدول، الشقيقة بالدرجة الأولى.

وهكذا رأينا أمس السفير الكويتي عبد العال القناعي في السراي يقول سعيداً ان عودة السفراء الى بيروت مؤشر الى نجاح المبادرة الكويتية. أما السفير السعودي وليد بخاري فكان يقول في بعبدا بعد لقائه الرئيس ميشال عون إن بلاده حريصة على مساعدة لبنان وشعبه.

لكن ما إن خرج بخاري من باب القصر الرئاسي حتى دخل منه شربل وهبه، نفسه وزير الخارجية السابق الذي تسبب كلامه المهين بجرح كرامة الأشقاء الخليجيين فكانت بداية الأزمة الديبلوماسية التي أكمل أسبابها الوزير جورج قرداحي.

يقول الخبر: الرئيس عون استقبل شربل وهبه، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات المحلية والإقليمية، في ضوء المستجدات الأخيرة. كذلك تناول البحث، عدداً من مواضيع الساعة والعلاقات اللبنانية الخارجية.

بالتأكيد ليست صدفة. والموعد المحدد لوهبه والخبر عنه رسالة واضحة بأن قصر بعبدا ليس ولن يكون على خط تطبيع العلاقات مع العرب.

لكن، أليس من أسلوب أكثر تهذيباً لايصال هذه الرسالة في الوقت الذي يحرص السفراء العائدون على إظهار حرص بلدانهم على العلاقة الأخوية مع لبنان؟

الجواب بسيط: في عهد جهنم الديبلوماسية حكماً جلفة.

زيارة البابا

الى ذلك، وفيما تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من وزير خارجية الفاتيكان بول ريتشارد غالاغر حول زيارة البابا فرنسيس الى لبنان في 12 و13 حزيران المقبل، أوضح مصدر مقرب من بكركي لـ”المركزية” أن التحضيرات للزيارة بدأت وكلّف المطران ميشال عون، رئيس اللجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، تمثيل الكنيسة الكاثوليكية في اللجنة الوطنية التي سيشكلها رئيس الجمهورية، وستهتم بالتحضير للزيارة، مشيراً إلى أن برنامج الزيارة يحتاج إلى بعض الوقت كي يتبلور، بحيث ستقوم اللجنة بتحضير برنامج أولي يتم إرساله الى الفاتيكان للموافقة عليه.

وعن احتمال إجراء القداس الاحتفالي الشعبي الذي سيرأسه البابا في المرفأ، أكد المصدر أن الأمر غير معروف حتى الساعة، إنما ستكون هناك لفتة خاصة للمرفأ سواء بزيارة أو القيام باحتفال ما.

أما البطريرك الماروني بشارة الراعي، فقال في مقابلة مع برنامج “مع جيزال” على قناة “سكاي نيوز عربية”: “إن البابا سيخاطب اللبنانيين كمسيحيين ومسلمين معاً”، مضيفاً: “ان مسلمي لبنان ومسيحييه توحدهم المعاناة من الظروف الحالية التي وصل إليها لبنان بسبب الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه البلاد”.

وأوضح أن مشكلة لبنان تكمن في أن “الحكومة يتم تأليفها من الأضداد باسم التوافق الأمر الذي يجعل البلد يعاني عدم وجود أي سلطة تمتلك الحسم، بحيث أن تناحر الأضداد داخل الحكومة يعطل عملها. والنتيجة أننا نعيش في حالة حرب سياسية ضحيتها هو الشعب”.

ورأى أن “الأمل هو أن تفرز الانتخابات المقبلة وجوهاً جديدة، فمن غير المعقول أن تظل الأسماء نفسها تسيطر على الحياة السياسية في لبنان منذ أكثر من ثلاثين عاماً”، داعياً إلى التصويت بكثافة في الانتخابات المقبلة من أجل أن تعكس الصناديق الانتخابية هوية لبنان.

وعن السياسة الخارجية للبنان، شدد الراعي على أن لبنان وصل الى حالته الحالية لأنه خرج عن مبدأ الحياد، مذكراً بأنه حدد أربع نقاط أساسية يجب العمل على تطبيقها: أولها تطبيق اتفاق الطائف الذي لم يطبق لا بنصوصه ولا بروحه، وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بشأن لبنان وسيادته مثل 1559 و1680 و1701، وإعلان الحياد رسمياً واحترام السيادة الوطنية الداخلية وسيادة الدول الأخرى، والعمل على حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

شارك المقال