فرنجية في الأحضان الروسية وباسيل ملهوف على الوصاية السورية

لبنان الكبير

لم تخل عطلة الفصح من حركات سياسية انتخابية، خصوصاً من الطرف “المسيحي” الذي علق الوطن كله على خشبة كيديته وديكتاتوريته مجبراً اللبنانيين على السير في درب آلام وذل على طول 10452 كيلومتراً مربعاً، في أبشع عهد في التاريخ المئوي لهذا الكيان الذي كان “رسالة” فأصبح أشبه بـ”مسخرة” جراء الفساد الشامل المعلن لحكامه.

ودخل الخارج بقوة على “المشهد المسيحي” أمس، من موسكو حيث استقبال حار لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيّة، في رسالة واضحة الى “الحكم العوني” في بيروت بعد الموقف الديبلوماسي غير المتفهم للموقف الروسي في حرب أوكرانيا. وأيضاً من دمشق، التي استحضرها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل باعلان رغبته في زيارتها في وقت قريب أملاً بزيادة حظوته في معسكر الممانعة الوحيد القادر على انتشاله من خسارة انتخابية موجعة.

في موسكو، التقى فرنجيّة، يرافقه الوزير السابق روني عريجي، النائب السابق كريم الراسي وأنطوان مرعب، وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الذي أعرب عن حرص موسكو على مساعدة لبنان في تجاوز المشكلات التي تعرقل تطوره في السنوات الأخيرة.

وقال لافروف، وفقاً لبيان الخارجية الروسية: “نريد بصراحة مساعدة أصدقائنا اللبنانيين في حل المشكلات التي تصرف انتباهكم في السنوات الأخيرة بشكل أو بآخر عن الأغراض النافعة وتطوير دولتكم وتعزيز أمنها… نعتقد أنه من المهم مبدئياً الحفاظ على المبادئ التي تعتمد عليها الدولة المعاصرة في لبنان والتي ندعو دائماً إلى تعزيزها، لا سيما خلال عملنا ضمن مجلس الأمن الدولي”.

وشدد لافروف على أن موسكو تتبع هذه النهوج في اتصالاتها المنتظمة مع الممثلين عن الطيف السياسي في لبنان بأكمله.

واذ أشار لافروف إلى أهمية الدور الذي كان ولا يزال يلعبه تيار “المردة” في تطوير الدولة اللبنانية المعاصرة، أكد قائلاً: “نحن مهتمون بالإصغاء إلى تقويماتكم وطرح رأينا إزاءها، والذي لا يقف وراءه دائماً، كما أؤكد مرة أخرى، إلا الرغبة في مساعدة أصدقائنا اللبنانيين”.

وكان فرنجيّة اجتمع في وقت سابق في مقر الخارجية الروسية مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس قسم لبنان وسوريا اندريه بانوف، وتم التشديد على أهمية العلاقات والروابط بين لبنان وروسيا. كما تخلل الاجتماع تبادل للأراء حول قضايا الساعة.

جبران باسيل في هذا الوقت يواصل تقمص شخصية “بينوكيو” الضحية، زاعماً أنه يتعرّض لحرب إلغاء سياسية.

وفي لقاء خاص مع “الجزيرة نت”، قال باسيل: “نحن كفريق سياسي بما نمثله وطنياً ومسيحياً نتعرض لحرب إلغاء شرسة داخلياً ودولياً ومن قوى إقليمية تقف ضد سياستنا، وفي طليعتها أميركا… وما نصفه بحرب إلغائنا بلغ ذروته في 17 تشرين الأول 2019 الذي فرض حصاراً مالياً واقتصادياً دولياً علينا حتى نقبل بشروط التسوية الكبرى المطلوبة من لبنان”.

أضاف: “كل استطلاعاتنا تؤكد أننا ما زلنا الأقوى في الشارع المسيحي، لكننا نقلق من الأسابيع المتبقية قبل الانتخابات نتيجة ما تجمع لدينا من معطيات موثقة عن أموال انتخابية إضافية هائلة تسعى القوات الى ضخها في الشارع، لتحجيم كتلتنا البرلمانية بأي ثمن”.

وتابع: “مشروع زيارتي الى دمشق قائم وأصبح قاب قوسين، ويمكن أن يحصل قبل الانتخابات أو بعدها، ويتطلب تحضيرات سياسية معينة فقط. أما الأجندة التي سأحملها الى سوريا فهي ذات طابع شعبي وسياسي ورسمي واقتصادي ومشرقي”.

شارك المقال