دعوات للاقتراع بكثافة… و”المستقبل” لن يشارك بالجريمة

لبنان الكبير

بينما يجول جبران باسيل في أنحاء من البلد، فإن الفتنة كانت تتنقل معه، على الرغم من إنشغال قوة لا يستهان بها من عديد الجيش وعتاده في تأمين حمايته، وربما حماية المناطق التي يزورها من شروره الانتخابية – السياسية المعقودة على شعارات مرذولة شعبياً.

تحوّل البقاع إلى ثكنة عسكرية. انتشار كثيف لآليات الجيش اللبناني وسياراته، دوريات أمنية تجوب الطرقات، ودرجات عالية من الحيطة والحذر. فبعد أن كان ثوّار البقاع على موعد مع لقاء صهر رئيس الجمهورية عند نقطة تعلبايا لاستقباله بأحر العبارات إنطلاقاً من “الهيلا هو” وطلوع، مع تجهيزهم لافتات ملأت سماء المنطقة ترحيباً بقدومه تحت شعار “لا أهلا ولا سهلا”، ونداءات المساجد بالنزول إلى مفارق الطرقات لمنع وصوله، سلك باسيل طريقاً آخر من منطقة برالياس بإتجاه زحلة بدلاً من المرور من تعلبايا مباشرة.

وحدها الفتنة الباسيلية كانت نشطة في وقت البلاد تستكين في فرصة عيدي الفطر والعمال، فيما اتخذت خطبة العيد لمفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان طابعاً انتخابياً صريحاً، وقال فيها: “أحذر وأنبه من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، ومن خطورة انتخاب الفاسدين السيئين، لأن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة. وإن تكرار الأخطاء جريمة، وأسوأ الجرائم تلك التي ترتكب بحق الوطن، وبحجة الدفاع عنه”.

أضاف المفتي: “إن الانتخابات النيابية فرصة أمامنا للتغيير. فليكن تغييراً نحو الأفضل، باختيار الأصلح. والاختيار لا يكون عن بعد، ولا يكون بالتمني، بل يكون بالمشاركة الفعلية الكثيفة، وبقول الحق في ورقة التصويت. إن الشكوى من الفساد، ومن الفشل في الإدارة، لا يكون بالكلام فقط، إنه يحتاج إلى عمل. والعمل يبدأ بالمشاركة في الانتخابات باختيار الصالحين من أبنائنا، وليس بالامتناع عن المشاركة في الانتخابات، لإفساح المجال أمام السيئين منهم. إن الخطأ المتكرر يهبط إلى مستوى الجريمة الكبرى بحق الوطن”.

ومع المفتي ثمة قيادات سنية أخرى تقف في خندق الداعين الى أوسع مشاركة في الانتخابات، والرافضين بشدة خيار المقاطعة الذي رفع لواءه الرئيس سعد الحريري.

“المستقبل”

لاحقاً، غرّد مُنسّق عام الاعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى على حسابه عبر “تويتر”، كاتِباً: “ترى قيادات وشخصيات عدة أن عدم المشاركة في الإنتخابات تؤدي الى تسليم حزب الله زمام الأمور في البلاد، ونحن نرى مع قطاع واسع من المواطنين في كل المناطق أن المشاركة ستؤدي الى تأمين غطاء شرعي لحزب الله يبحث عنه في صناديق الاقتراع”.

أضاف: “هذه انتخابات ستقدم لحزب الله شرعية ينتظرها منذ سنوات، وجمهور تيار المستقبل لن يشارك في ذلك، ولن يكون جسراً يعبر فوقه الحزب فوق أنقاض الشرعية. تيار المستقبل يلتزم قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والخروج من دوامة الصراع على سلطة أغرقت البلاد بالويلات السياسية والاقتصادية وجعلتها رهينة لاشتباكات أهلية حوّلت المواقع الدستورية الى متاريس طائفية. سنحتفظ بحق الاعتراض والمواجهة من خارج السلطة، وجمهور الرئيس سعد الحريري في كل لبنان لن يقبل في لحظة مفصلية بأن يتحول الى مكتب انتخابي لقوى حزبية وسياسية فقدت ثقتنا بها من سنوات”.

شارك المقال