“مونديال” انتخابات لبنان ينطلق

لبنان الكبير

يدخل لبنان اليوم “المونديال” الانتخابي الذي يستمرّ حتى 15 أيار الجاري، في وقت تأهبت الأحزاب بمختلف مشاربها استعداداً للاستحقاق الذي ينطلق عملياً من الاقتراع الاغترابي على صعيد الدول العربية بما يخفّف من أي مؤشرات لا تزال تلوّح بأنّ الانتخابات يمكن أن تؤجّل ولا تحصل في موعدها المقرّر على طريقة “كلو معقول” و”أنت في لبنان” ويمكن أن تستجدّ أي مفاجأة في الساعات الأخيرة.

عملياً، الانتخابات انطلقت في محطتها الأولى اليوم. وأشارت معطيات “لبنان الكبير” إلى أن الأحزاب الرئيسة استكملت تحضيراتها لوجيستياً استعداداً لمواكبة يوم 15 أيار في لبنان، حيث ستشهد كل ماكينة انتخابية مركزية عملاً مكوكياً مركزاً في مواكبة اعلان النتائج ومتابعة اليوم الانتخابي الطويل. ويبدو النشاط الانتخابي على أوجه بالنسبة الى الأحزاب السيادية المعارضة التي تتهيأ لخوض الاستحقاق، ويقصد هنا تحديداً على المقلبين المسيحي والدرزي، حيث المكاتب والمراكز الانتخابية ناشطة. أما على مقلب الأحزاب الممانعة، فإن التأهب يبدو على أشده من بوابة الضغط على الناخبين والحض على المشاركة في التصويت لمصلحة لوائح “الثنائي الشيعي”.

وحده الشارع السني لا يبدو حتى اللحظة بشرائح واسعة منه زاخماً في مواكبة العملية الانتخابية مقارنة بشوارع البيئات الثانية، وفق معطيات قدّرت نسبة المقاطعة انطلاقاً من استطلاعات الرأي المواكبة بما يصل الى 25% مقارنة مع عدد الذين صوّتوا في الانتخابات الماضية. ويعني ذلك أن ربع الذين صوّتوا في انتخابات 2018 على الصعيد السني سيمتنعون عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، وهو رقم لا يمكن الاستهانة بدلالاته ومعانيه ويشير الى قدرة تأثيرية على انتخاب 7 نواب سنّة على الأقل والتأثير على مقاعد من مذاهب مختلفة أيضاً. وهناك من يراهن على إمكان انخفاض نسب المقاطعة مع اقتراب موعد 15 أيار، في مقابل من يقرأ أن واقع الهمود الانتخابي مقارنة مع الاستحقاق الماضي صعب أن يتبدّل بين ليلة وضحاها على المقلب السني محلياً على وجه الخصوص، ولا سيما على صعيد المدن الكبرى ذات الحضور السني من بيروت إلى صيدا ووصولاً الى طرابلس. وفي الموازاة، يرى مواكبو اللوائح السيادية في دوائر الحضور السني أن تلقف أهمية المشاركة يتحسن مع الوقت كلما اقترب موعد 15 أيار.

غرفة العمليات

ومع انطلاق الساعات الحاسمة للمرحلة الأولى من الاستحقاق الانتخابي لجهة أصوات المغتربين، تفقّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أمس غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج، والتي تبدأ في عدد من الدول العربية كمرحلة أولى.

وأكد ميقاتي أنّها “لحظة تاريخية ومهمة في وزارة الخارجية التي هي الجسر الحقيقي الذي يربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر، وهذا العمل هو خطوة اضافية لشد الأواصر بين لبنان واللبنانيين في الخارج. عندما نرى أنّ 220 ألف لبناني مغترب تسجلوا فقط للمشاركة في الانتخاب، فيما يبلغ عدد المغتربين الملايين، كنا نتمنى لو كانت المشاركة أكبر بكثير”، داعياً “المسجلين الى عدم التقاعس والاقدام على الاقتراع بكثافة لايصال صوتهم وإحداث التغيير”.

ورأى ميقاتي من وزارة الخارجية أن “انتخابات المغتربين دليل اضافي على أنّ لبنان المنتشر لا ينسى لبنان ويريده ويجب أن يعبّر عن هذا الاهتمام بوطنه من خلال صندوقة الاقتراع”، لافتاً إلى أنّ “ما يحصل اليوم هو المدماك الأول في الانتخابات، وباذن الله ستتم الانتخابات بنزاهة وشفافية، ولم يترشح أحد منا للانتخابات كتأكيد اضافي على الحياد”. ودعا “الجميع الى الاقبال على الاقتراع بكل نزاهة وحرية ضمير”.

بدورها، شرحت “الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات” (لادي)، في مؤتمر صحافي عقدته في مقرها في السوديكو، تحضيراتها لمراقبة الانتخابات النيابية. وأعلن الأمين العام للجمعية روني الأسعد “جاهزية لادي لمراقبة انتخابات المغتربين بشقيها، يوم الجمعة في عدد من الدول العربية، ويوم الأحد في سائر الدول العربية والغربية، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعدما كرّس قانون الانتخاب رقم 25\2008 حق المغتربين شأنهم شأن سائر المواطنين في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي”، لافتاً إلى أن “لادي تعتبر أن انتخابات الخارج لا تقل أهمية عن انتخابات الداخل، وبالتالي أن مراقبتها هي جزء لا يتجزأ من مراقبة العملية الانتخابية بالمطلق، في سبيل ضمان نزاهتها وديموقراطيتها؛ لذا فإنها جنّدت كل طاقتها لمواكبة يومي السادس والثامن من أيار، بحيث سيتوزع نحو 90 مراقباً ومراقبة على 29 دولة تجري فيها انتخابات، لتوثيق أي مخالفة محتملة، بعدما اقتصر العدد في العام 2018 على 50 مراقباً ومراقبة”.

شارك المقال