نتائج الانتخابات تغضب “الممانعة”… وترتيب الكتل سيضاعف الغيظ

لبنان الكبير

لا تزال المفاجآت التي نتجت عن استحقاق الانتخابات النيابية محور الأضواء السياسية في البلاد، لجهة التأثير العميق الذي أحدثته في بنية البرلمان والضربات المتلاحقة التي سدّدتها النتائج الى القوى الممانعة، وتحديداً النماذج العتيقة الأكثر ارتباطاً بمحور “حزب الله”، بما يشمل أسعد حردان وايلي الفرزلي وفيصل كرامي وطلال أرسلان. ويستمر الإرتباك على الصعيد الممانع مع محاولات كظم غيظ لم تنجح على صعيد مسؤولي “الثنائي الشيعي” الذين قاسوا مكيال كلماتهم بخطاب ممزوج بين القهر والنكد والوعيد المبطّن بعبارات الصدر الرحب على صعيد تقبّل النتائج.

ولم يكن ينقص هذه المشاعر المتناقضة سوى عدم تقبّل الخسارة لدى بعض أذرع “الحزب” النيابية على امتداد الطوائف والمناطق لجهة الحديث عن تلاعب في الأصوات، في وقت أكدت المعطيات أن الذين حاولوا التلاعب بالنتائج هم أنفسهم قوى 8 آذار على طريقة إدخال صناديق ملغومة ومبتدعة. ولم تكن تغريدة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري سوى إشارة لتأكيد المؤكّد لناحية ما عكسته نتائج الانتخابات النيابيّة التي “تؤكّد حتميّة تغليب منطق الدولة على عبثيَّة فوائض الدُويلة المعطِّلة للحياة السياسيّة والاستقرار في لبنان”.

ويبدو أن مرارة النتائج المحققة التي أغاظت “حزب الله” وحلفاءه، لن تقتصر على اليوم الانتخابي، بل إن معلومات “لبنان الكبير” تؤكد الاتجاه نحو تشكيل كتل نيابية وازنة تضمّ نواباً مستقلين نجحوا على لوائح عدّة على صعيد دوائر لبنان، بما يشمل نواباً “فرادى” سيجتمعون مع نواب تنافسوا على لوائح متقابلة في دائرة واحدة وسيتّحدون في مواجهة الأمر الواقع والسيطرة التي يتولاها “حزب الله” على مقاليد إدارة دفّة الحكم في البلاد.

وعُلم أن رسائل تهنئة ونصائح بالعمل على ترتيب المشهد النيابي الذي أنتجته الانتخابات على صعيد نواب مستقلّين موالين للتوجّهات السيادية حصلت في الساعات الماضية بين أعضاء لوائح متقابلة انتخابياً في بعض الدوائر، منهم نجح في الوصول إلى المجلس ومنهم لم يستطع دخول الندوة البرلمانية. وتشير هذه الأجواء إلى أن الانتخابات لم تنته بعد، بل إن ثمة مرحلة تحديد موازين القوى والكتل النيابية التي سيعمل على بلورتها في الأسابيع المقبلة، بما ينتظر أن يؤكّد أن مرحلة جديدة انطلقت مع ترقب مدى نجاحها في تغيير الصورة السياسية والرتابة المسيطرة على الواقع العام في البلد.

تقويم الانتخابات

وبعد انتهاء الانتخابات، يعقد مجلس الوزراء جلستة الأخيرة، الثانية والنصف من بعد ظهر الجمعة، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون.

إلى ذلك، قدّم وزير الإعلام زياد المكاري، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة، تقويماً للمسار العام للعملية الانتخابية، فاعتبر أن “الانتخابات النيابية التي حصلت هي إنجاز كبير للحكومة اللبنانية، فهي أنجزتها بشكل جيد جداً بوسائل محدودة وفي ظل وضع غير سوي في البلاد، إضافة إلى الوضع السياسي المتشنج”.

ونوّه بعمل وسائل الاعلام ووزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، مشيراً الى أنها “أكبر وأوسع انتخابات تحصل في تاريخ لبنان، جمعت الناخبين في الاغتراب ولبنان. وعلى الرغم من كل التشكيك بالدولة والحكومة، فقد حصلت الانتخابات بالحد المقبول جداً، وبعض المشكلات التي حصلت تم توثيقها كلّها”. وتمنى “أن تكون آلية الطعن ديموقراطية، بأن ترسل إلى المجلس الدستوري وينظر فيها استكمالاً للعملية الانتخابية”.

شارك المقال