اجتماعات ترتيب الموازين النيابية… ونصر الله “يهوّنها تتهون”

لبنان الكبير

باكراً بدأ الحديث عن موّال “الأحجام الشعبية” والعزف على وتر الانتقال إلى قانون انتخابي للبنان دائرة واحدة، على الرغم من أن النتائج لم تعلن “في القصر إلا مبارح العصر”. لكن المعادلة الرقمية الانتخابية كأن بها قد أثارت سكان قصور عاجية أو خطابية، خصوصاً أن تحويل حكم لينان إلى دولة محكومة رسمياً من “حزب الله” برعاية “الثنائية” التي عزفت على الوتر في الساعات الماضية، لم يعد يحتاج سوى إلى انتخابات جديدة مفصّلة على قياس “الممانعة” بعدما ضاق القانون الانتخابي الحالي على ترهّلاتها وسط المفاجآت غير المسبوقة التي عكستها النتائج وخسارة فريق 8 آذار أكثريته النيابية والخروق المعنوية في عقر دوائر “حزب الله” بدءاً من دائرة “الجنوب الثالثة” ومروراً بدائرة “البقاع الثالثة”.

وعلى طريقة الحض على رفع المعنويات بعد نتائج 15 أيار، احتكم الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله أمس إلى تضييق الكادر، معتبراً أن عدد نواب “حزب الله” وأصواته لم يتراجع وهذا “انتصار كبير”. وما فاته أن نتيجة المقاعد الشيعية كانت محسومة قبل إجراء الانتخابات بأشهر، وأن المعركة التي خاضها شخصياً كانت “معركة الحلفاء” التي عكست خسارات متوالية وكبيرة في أسماء المرشحين الخاسرين قبل الحديث عن أعدادهم وأسماء دوائرهم ومناطقهم. ورأى أن للمقاومة وحلفائها حضوراً كبيراً في المجلس، وليست هناك أكثرية نيابية لأيّ فريق، وقد تكون مصلحة لبنان في ما حصل.

ومن بوابة التلويح بتحقيق الاننتصار الانتخابي و”تبريد الغيظ” الذي صدر على لسان مسؤولين عن “حزب الله” وعلى رأسهم النائب محمد رعد، دعت قيادتا حركة “أمل” و”حزب الله” أمس جمهورهما إلى عدم تنظيم مسيرات بالدراجات النارية احتفالاً بالنتائج “كي لا يأخذ بعض الموتورين الأمور الى أماكن تعكر صفو النجاح الانتخابي”. وأشارتا في بيان مشترك الى “أننا نتفهم مشاعر مناصرينا بعد كل التحريض والشحن، ونمتنّ لكل مظاهر الفرح والابتهاج بنتائج هذه الانتخابات”.

وفي المقابل، غاب عن بال نصرالله أن الانتخابات أكدت بوضوح التغير الكبير في المزاج الانتخابي للشعب اللبناني انطلاقاً من التحوّل الكبير في القفزة التأييدية الكمية والنوعية لمصلحة القوى التغييرية التي حققت المرتبة الأولى لجهة نسبة الارتفاع في حجم المؤيدين مقارنة مع الاستحقاق الانتخابي الماضي. وعلم “لبنان الكبير” أن المساعي الجدية للعمل على “لمّ شمل” النواب التغييريين ستنطلق مباشرة في الأيام القليلة المقبلة وسط اجتماعات متواصلة باشرتها في الساعات الماضية سينتج عنها البحث في تشكيل تكتل عابر للدوائر والجغرافيا المناطقية ويضم النواب الذين فازوا في الانتخابات على صعيد قوى الانتفاضة والمجموعات الناشئة، كما الوصول إلى موقف موحّد من الاستحقاقات الآنية وعلى رأسها انتخابات رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس. وكذلك، على صعيد رئاسة الحكومة المقبلة والاستشارات النيابية الملزمة.

إلى ذلك، علم “لبنان الكبير” أن البحث في امكان التوصل إلى تكتل أو تجمّع تنسيقي نيابي كبير يشمل النواب السياديين الذين فازوا في الانتخابات سيكون مدار بحث في الأسابيع المقبلة بينهم، مع الاشارة الى أن الانطلاقة ستكون من كتل صغيرة على صعيد مناطقي لعدد من النواب الذي يعتبرون في خانة المستقلين، وهذا ما ينسحب بشكل خاص على النواب عن المقاعد السنية الذين فازوا على صعيد عكار مثلاً، حيث الانطلاقة ستكون من كتلة صغيرة إنمائية غايتها حمل لواء العناوين والمسائل المجتمعية على صعيد عكار، مع ابداء استعدادها للتعاون السياسي مستقبلاً مع النواب الذين يتبنون المقاربة السيادية. والحال هذه تنطبق أيضاً على عدد من النواب المنتخبين في طرابلس والمنية والضنية، بعدما أنتجت الانتخابات فوز مستقلين مناطقيين.

فرنسا

الى ذلك، لفتت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن “لبنان اجتاز مرحلة مهمة يوم الأحد 15 أيار 2022 بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين”، مشيدةً بـ”تنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرّر”، لكنها أسفت للحوادث والمخالفات التي سجّلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، آملة في “كشف حقيقة ما جرى”. وحضّت جميع المسؤولين اللبنانيين على “تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير وتشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد ولكي تقدّم حلولاً يُعتدُّ بها تلبي تطلعات السكان، ولا سيّما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقّع مع صندوق النقد الدولي”، مؤكدة أن “فرنسا ستواصل وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني”.

شارك المقال