عون يحفر تحت “الخط الحكومي” بأمل استجرار الفراغ

لبنان الكبير

يعيش اللبناني على قارعة الانتظارات، وفي مهب التسويات، وعلى إيقاع السيناريوهات والتوافقات والخلافات على بورصة الأسماء في نادي المتحكمين باللعبة الديموقراطية الشكلية بأبعادها التوافقية المصلحية.

وعلى أحرّ من الجمر ينتظر المسؤولون وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت علهم يخرجون من القضية الوطنية والسيادية بأقل خسائر ممكنة وسط اتهامات متبادلة بين مختلف الأطراف عن تسويات على هذا الصعيد .

وفي الأثناء، الدولة متأهبة بعديدها وعتادها لاستكمال صفقاتها الدستورية، والاستحقاق الحكومي يسير بين الألغام والشروط والشروط المضادة داخل الفريق نفسه بحيث أن السيناريو الحكومي بات شبه واضح وفق أحد المطلعين: رئيس الجمهورية يحاول أن يلعب ورقة التأليف قبل التكليف، وإنضاج الطبخة الحكومية كاملة قبل الدعوة الى الاستشارات النيابية، مطمئناً الى أنها ستكون حكومة اللون الواحد لأن القوى التغييرية والسيادية لم تتمكن من رص الصفوف وتأليف جبهة موحدة لخوض الاستحقاقات الدستورية، ودخلت من حيث لا تدري في دوامة التعامل “على القطعة” مع الاستحقاقات، وبالتالي، مثلما خسرت نيابة رئاسة المجلس ليس مستبعداً تضييع الفرصة في الحكومة لتعود حكومة 8 آذار.

ومن المرجح أن يدعو رئيس الجمهورية ميشال عون خلال فترة قصيرة الى الاستشارات، لكنه يدرس خياراته بدقة، ليصبح المشهد على الشكل التالي: الرئيس نجيب ميقاتي سيكلف، لكن مع تشكيلة يكون الرئيس عون موافقاً عليها مسبقاً لأنه على يقين أن الظرف الاقليمي استثنائي، والحكومة الجديدة ستوقع الاتفاقات المنتظرة في المنطقة وتسير بمشروع محور الممانعة. وفي حال تأزم الوضع الاقليمي أكثر، فمن المحتمل أن يحصل الفراغ على المستوى الرئاسي، وبانتظار النضوج في الاقليم، ستتمتع الحكومة المقبلة بصلاحيات رئيس الجمهورية، وبالتالي، الرئيس عون يريدها حكومة يتسلم فيها فريقه السياسي الحقائب المهمة والدسمة في المرحلة المقبلة. وفي الساعات الماضية، تسرّبت أجواء من قصر بعبدا تفيد بأن الرئيس لن يسلم صلاحياته الى رئيس الحكومة بمعنى أنه لن يترك القصر لكي يأخذ صلاحياته رئيس الحكومة، ومن الممكن أن يكون يلعب على هذا الوتر الطائفي .

أما لناحية الرئيس ميقاتي، فقد اعتبرت مصادره أن حجمه وحضوره واضحان لدى الجميع، وهو لا تهمه التسميات إن كانت حكومة سياسية أو تكنوقراط، انما ما يهمه الانجاز والقيام بالمهمات مع التأكيد أنه لن يقبل التأليف تحت ضغط الشروط، وفي حال قُدّر له أن يرأس الحكومة فسيستكمل ما بدأه.

وفي هذا الاطار، لفت رئيس الجمهورية خلال استقباله وفداً من سفراء دول الشمال، الى أن “المسار الديموقراطي سوف يستمر في الأيام المقبلة من خلال الاستشارات النيابية لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة لتباشر العمل في معالجة القضايا الملحة”. وأشار الى “أننا سنطلب من هوكشتاين استئناف مساعيه لاعادة تحريك المفاوضات غير المباشرة خصوصاً أن لبنان يريد من خلال هذه المفاوضات أن يتمكن من استثمار ثروته النفطية والغازية في المياه اللبنانية، وأن يحافظ على الاستقرار والأمن في المنطقة الحدودية”.

وعلى الصعيد النيابي، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة نيابية، في الثالثة من بعد ظهر اليوم لاستكمال إنتخاب لجنتي الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية ولجنة التربية والتعليم العالي والثقافة، اضافة الى انتخاب رؤساء اللجان النيابية ومقرريها.

الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله اعتبر أن لبنان بات أمام مرحلة جديدة بعد وصول السفينة اليونانية ومهمتها ليس الحفر والتنقيب بل أتت من أجل الاستخراج والانتاج.

وقال نصرالله في كلمة حول آخر التطورات السياسية: “لبنان ممنوع من استخراج نفطه وهذه مشكلة يجب على اللبنانيين التفكير في حل لها، وفي المنطقة وحدهما سوريا ولبنان ممنوعان من التنقيب تحت طائلة العقوبات”. وأكد أن “عامل الوقت ليس لمصلحة لبنان فاليوم والساعة لهما أهمية بالغة الخطورة”.

أضاف نصرالله: “المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه استخراج النفط والغاز من حقل كاريش وكل الخيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة، لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها ولا نخافها”.

وعلى المقلب الآخر، يبدو أن هناك فسحة أمل بموسم اصطياف واعد، والرهان على القوى العسكرية والأمنية التي يعتبرها اللبنانيون السند القوي الوحيد في الأيام الصعبة، وفي الحفاظ على أمن المقيم والمغترب. وقد احتفلت مؤسسة قوى الأمن الداخلي بعيدها الـ 161، وأثنى الجميع على جهودها وإنجازاتها الوطنية. ووضع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، إكليلين من الزهر أمام النصب التذكاري لشهداء قوى الأمن في باحة مبنى المقر العام للمديرية العامة في الأشرفية. وثمّن مولوي إنجازات المؤسسة الكبيرة في الحفاظ على أمن المجتمع والمواطنين، على الرغم من كل الصعاب والعقبات .

وفي سياق مداهماته ومتابعته، أوقف الجيش في منطقة معربون – بعلبك، السوري (ا.ب)، لمحاولته العبور باتجاه الأراضي السورية بطريقة غير شرعية ولإقدامه على الإتجار بالمخدرات لمصلحة المطلوب (ع.ز) الملقب بـ “أبو سلة”، والمتورط بإطلاق النار على العسكريين بتاريخ 3/6/2022.

وعلى الصعيد المعيشي، تستمر معاناة الناس مع الغلاء الفاحش، وتهديد المستشفيات بالاقفال بعد أن وصلت الى مرحلة دقيقة جداً، وانقطاع أدوية السرطان. كما دعت الادارات العامة الى العودة الى الاضراب المفتوح.

شارك المقال