هزة أرضية بعد زلازل العهد… فهل يدركنا هوكشتاين؟

لبنان الكبير

لبنانيون كُثُر لم يشعروا بالهزة الارضية القوية، فجر أمس، فهم خبروا في السنوات الأخيرة سلسلة زلازل على كل الأصعدة، لا بل أن البعض يتندّر بأن هذا البلد لا ينقصه في هذا العهد سوى الزلزال الطبيعي.

هي هزات متوالية بفعل مسؤولين غير مسؤولين تسببت بخسائر فادحة بالبلد وأهله، وأهل السلطة يفتشون في الحقول البحرية والبرية على موقع يعزّز سلطتهم وثروتهم، وهم في انتظار وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مطلع الاسبوع المقبل لاستكمال مفاوضاتهم و”فبركاتهم” وفذلكاتهم، التي على الرغم من كثرة التحليلات حولها تبقى غامضة وتوضع حولها علامات استفهام من قبل الشعب اللبناني الذي بات على يقين ان هناك قطبة مخفية يتهرّب المعنيون من الكشف عنها.

وتردّدت معلومات ان الوسيط الاميركي سيلتقي عدداً من المسؤولين في منزل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في الرابية، قبل ان يجول على المسؤولين بدءا من الثلاثاء المقبل، حيث من المقرر ان يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، مع العلم انه حتى الآن لم يعقد أي لقاء بين الرؤساء الثلاثة للاتفاق على رد واحد والذي ربما لن يأتي مكتوبا انما شفويا، مع تأكيد المطّلعين على الملف ان الجانب اللبناني سيسهّل مهمة هوكشتاين لكنه لن يكون متساهلاً ولن يسمعه كلاماً معسولاً باعتبار انه منحاز الى العدو الاسرائيلي.

فيما نُقل عن هوكشتاين قوله: “نأمل عودة المفاوضات بين إسرائيل ولبنان لمنع أي تصعيد، وانهيار لبنان لن يكون في مصلحتنا ولا في مصلحة المنطقة”، مشيرا الى ان “لبنان حصل على موافقة مسبقة في ما خصّ العقوبات لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا”.

وفي الوقت المستقطع، لا تزال المشاورات قائمة حول الاستحقاق الحكومي إذ لفتت مختلف الاطراف الى ان رئيس الجمهورية سيدعو الى الاستشارات النيابية بعد لقائه الوسيط الاميركي أي ما بين يومي الاربعاء والخميس الا أن لا شيء محدداً حتى الساعة، لكن الأكيد ان المساومات والتسويات تُطبخ على نار قوية.

وأكد مصدر مطّلع لـ”لبنان الكبير” ان بورصة الترشيحات لموقع رئاسة الحكومة لا تهدف الا الى ابتزاز موقع رئاسة الحكومة عبر فرض وزارات تعتبر هامة جدا في المرحلة المقبلة، بحيث يحاول فريق العهد الحصول على أكبر حصة ممكنة على الرغم من يقين الجميع ان الرئيس ميقاتي هو الاوفر حظا لموقع رئاسة الحكومة والذي تؤكد مصادره انه لن يقبل بالابتزاز وبالشروط المسبقة قبل التكليف.

وعلى الرغم من ان مختلف الاطراف ينتظرون الاستشارات والتكليف ثم التأليف إلا أن مصادر مطّلعة على أجواء الاستحقاق الحكومي، أكدت لـ “لبنان الكبير” أن هناك اتجاهاً لإبقاء الحكومة الحالية حتى الاستحقاق الرئاسي، لكن مع تغيير اسمين فيها، هما وزير الصناعة جورج بوشيكيان، ووزير الاقتصاد أمين سلام. وتقول المصادر أن الأخير سئم من عمل الوزارة والحملات التي يتعرض لها بسببها، وقد طرح رئيس التيار الوطني الحر اسمه لتولي رئاسة الحكومة كـ”زكزكة” للرئيس ميقاتي، مما دفع الأخير إلى مناداته دولة الرئيس خلال آخر جلسات مجلس الوزراء.

في هذا الإطار، أكد ميقاتي من العاصمة الاردنية عمان على “ضرورة أن يختار المجلس النيابي مَنْ يراه مناسبا لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون التشكيل الحكومي من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف”، معتبرا ان “الانتخابات الرئاسية قد تتأخر لكنها ستحصل”.

وبعد استكمال انتخاب اللجان النيابية، تبدو العيون شاخصة الى النواب التغييريين والمستقلين والقوى السيادية ان كانوا سيخوضون الاستحقاق الحكومي بحرفية أعلى، ويتخطّون الخلافات البسيطة ويتوافقون على اسم شخصية لموقع رئاسة الحكومة إذ أكدت أوساط هذه القوى لموقع ” لبنان الكبير” ان “المشاورات قائمة والتواصل مستمر وسيتكثف بدءاً من اليوم على أمل الوصول الى نتيجة ايجابية خصوصا ان المعايير الوطنية يتفق عليها الجميع، وهناك أسماء عدة مطروحة تتم غربلتها مع احتمال التوصل الى التوافق على اسم واحد لكن لا شيء محسوما حتى الساعة”، مؤكدة ان “الصورة باتت أوضح لناحية التموضعات مما سيساعد في مرحلة النقاش”. ونفى النواب التغييريون التسريبات التي تحدثت عن امكانية مقاطعتهم الاستشارات النيابية لأنهم سيشاركون ويعبرون عن رأيهم بوضوح.

على مقلب آخر، جال قائد الجيش العماد جوزاف عون في بعلبك، متفقداً الثكنات والألوية كما زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص، معزياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي استشهد الجمعة الماضي في حي الشراونة خلال المداهمات التي قام بها الجيش لاعتقال “ابو سلة” الذي يُعد احد كبار تجار المخدرات. وأكد أن “حرب الجيش على المخدرات لم تنتهِ وأنهم لا ينتظرون أي غطاء سياسي أو ديني لمكافحتها، ولا يعملون وفقاً لأي أجندة”.

وفي هذا السياق، ضبطت دورية من الجيش أربع فانات وبيك أب عدد إثنين وعدد من الخزانات الحديدية والبلاستيكية وبراميل حديدية جميعها عائدة للمدعو (ش.ز) الملقب بـ(الخريط) من منطقة السقي – طرابلس تستخدم في عمليات سرقة للنفط الخام من انبوب العراق – لبنان في منطقة البداوي.

شارك المقال