السعودية ترحب بالحكم على “عميلي حزب الله”… و”أهلا بهالطلة” للسياحة

لبنان الكبير

الغبار السياسي يحجب الرؤية عن الملفات الكبيرة والصغيرة، الداخلية والحدودية، الدستورية والأمنية، المالية والمعيشية. انها المرحلة الأخطر والمبهمة والمجهولة والمفتوحة على كل الاحتمالات والسيناريوات ليبقى الواضح الوحيد: شعب يكتوي باللهيب من كل حدب وصوب، ويعيش على قارعة الانتظارات والأمنيات.

وإذا كان الاستحقاق الحكومي يحتاج الى بصّارين لمعرفة ما يدور في كواليسه السياسية من صفقات ومساومات، فإن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل دخل في عالم الغيب، إذ أشارت المعلومات الى أن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور اسرائيل الأسبوع المقبل لعرض اقتراح الجانب اللبناني على أن يعود بعدها الى لبنان، إلا أن مصادر مواكبة لملف الترسيم أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن لا شيء مؤكد في هذا الاطار، وأن لا بوادر ايجابية بأن يسلك الترسيم مسار التوافق النهائي بين الجانبين ولا انفراجات على هذا الصعيد أقله خلال ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، والكل يترقب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى السعودية في 15 و16 تموز المقبل، والنتائج التي ستنبثق عنها. وبالتالي، فإن زيارة هوكشتاين الى لبنان ستثمر استجراراً للغاز والكهرباء من مصر والأردن لكنها لن تصل الى خواتيم منشودة في ملف الترسيم، وأول البوادر ما قاله متحدث باسم وزارة الطاقة اللبنانية لوكالة “رويترز” أن من المنتظر أن يوقع لبنان ومصر اتفاقاً “نهائياً” لاستيراد الغاز في 21 حزيران. وبذلك، يعوّض هوكشتاين على لبنان باستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن والنفط من العراق عبر سوريا وإعفاء هذه الدول من عقوبات “قانون قيصر”.

السعودية ترحب بقرار المحكمة الدولية

وعلى صعيد آخر، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بـ”الحكم الصادر بالإجماع عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بحق عميلين تابعين لحزب الله لدورهما في الهجوم الإرهابي الذي تسبب في مقتل اثنين وعشرين شخصاً من بينهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وجرح 226 شخصاً.”

ودعت المملكة، المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه لبنان وشعبه الذي يعاني من “الممارسات الإرهابية العبثية للميليشيا المدعومة من إيران، والعمل على تطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وتتبع الجناة الذين أسهموا عمداً في إزهاق أرواح الأبرياء مما تسبب بفوضى غير مسبوقة في هذا البلد، والقبض عليهم إحقاقاً للعدالة، ونزع فتيل الأزمات التي يعيشها لبنان وشعبه خلال العقود القليلة الماضية بسبب ممارساتهم الارهابية”.

أربعة أشهر خطيرة

وبالعودة الى الاستحقاق الحكومي، تتكثف الاتصالات في مختلف الاتجاهات وعلى المستويات كافة لخوض الاستحقاق وفق ما تقتضيه مصلحة كل طرف وسط ضبابية وتعقيدات غير عادية، بحيث أنه للمرة الأولى لن تسبق يوم الاستشارات تزكية اسم للتكليف، إلا أن حركة التكليف حتى الساعة تبدو بلا بركة لأن الجميع على يقين بأن المرحلة حساسة وخطيرة جداً ما يعني أن الحسابات تجري بدقة متناهية وأي خطأ أو دعسة ناقصة ستأتي مفاعيلها سلبية في الاستحقاقات الدستورية المهمة المرتقبة.

أيام قليلة تفصل عن يوم الاستشارات الخميس، ولم تتخذ مختلف القوى السياسية موقفاً واضحاً من الاستحقاق الحكومي، فيما الأنظار متجهة الى القوى المعارضة أو الأكثرية الجديدة التي لم تتفق في ما بينها حتى الساعة على اسم للتكليف بسبب الأنانيات بحسب ما قال أحد النواب لـ “لبنان الكبير”، مع العلم أن التواصل لا يزال قائماً بين التغييريين والمستقلين والأحزاب التقليدية على أمل التوافق وعدم تكرار تجربة انتخابات المجلس الداخلية والا سيكون التشرذم خياراً وحيداً أمام النواب، ويأتي الرئيس المكلف بأقلية مرجحة لصالح الرئيس نجيب ميقاتي لأن كل الأسماء المطروحة حتى الآن ليست جدية انما استفزازية.

وفي هذا الاطار، يحضّر للقاء موسع بعد غد الاثنين يضم النواب السنّة والمستقلين من مختلف الطوائف لمناقشة الملف الحكومي، إلا أن مصدراً نيابياً أكد لـ “لبنان الكبير” أن كل الاقتراحات لا تزال قيد الدرس ومن بينها خيار يناقش في الكواليس السياسية، ويقضي بأن تتألف جبهة واسعة تضم الأحزاب التقليدية المعارضة والنواب التغييريين والمستقلين وكتل نيابية سنية مع إمكان التوافق على اسم واحد لتسميته في الاستشارات، إلا أن لا شيء محسوم حتى الساعة بحيث أن الصورة لا تزال ضبابية، وتصبح أكثر وضوحاً الاثنين مع العلم أن التدخلات الخارجية في الاستحقاق الحكومي باتت واضحة وفي اتجاه معين.

وفي انتظار تبلور المشهد الحكومي، أكدت مصادر سياسية أن الأشهر الأربعة المقبلة دقيقة وحساسة وخطيرة لا بل أخطر من الخطير بسبب سياسة العهد الكيدية والاستفزازية والمصلحية التي ستؤدي الى فراغ على المستوى الحكومي كما على المستوى الرئاسي، وبالتالي، تحيط بالبلد العواصف والأعاصير وليس أمامنا سوى الصلاة لتمر الأشهر الأربعة المقبلة بسلام.

وكشفت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو منذ أول أيلول أي مع سريان فترة انتخاب رئيس الجمهورية دستورياً الى اجتماعات المجلس علّنا نستطيع أن نختصر المعاناة بانتخاب رئيس، وتصبح المرحلة انتقالية أكثر مما تكون مرحلة تصفية حسابات وتصفية الجمهورية.

نار الأزمات تحت الرماد

وبعيداً من الهم السياسي، يلاحق الهم المعيشي اللبناني بكل أنواع مشقاته من غلاء المواد الغذائية والارتفاع الجنوني في أسعار المحروقات والتهديد بأزمة قمح وطحين، مع تأكيد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن كمية القمح المدعوم تكفي لمدة شهر ونصف الشهر، وتفشي الأمراض مع صرخة القطاع الاستشفائي وتزايد الأزمات من إضراب القطاع العام في ظل غياب المعالجات الجدية حتى أن الخبراء يتخوفون من انفجار الشارع في أي لحظة لأن النار تحت الرماد.

“أهلا بهالطلة”

ولأن بصيص الأمل يأتي مع السياح والمغتربين، أطلقت وزارة السياحة حملة “أهلا بهالطلة”، دعت فيها الى استبدال الشعارات الحزبية على الطرق بصور عن جمال لبنان وأماكنه الطبيعية.

شارك المقال