بدء “بينغ بونغ” التشكيلات… واجتماع دولي يناقش أنشطة “حزب الله”

لبنان الكبير

إنطلقت أمس دورة “بينغ بونغ” للتشكيلات الحكومية بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، على وقع إحاطة أميركية للمسؤولين عن مستجدات التفاوض بخصوص الترسيم البحري، ووسط ضجيج اجتماع دولي من تنظيم واشنطن ناقش “التخطيط الإرهابي العالمي المستمر لحزب الله، وشراء الأسلحة، والمخططات المالية” بحسب بيان أميركي.

كما كان متوقعاً، لم تصمد التشكيلة الوزارية الأولى التي قدمها الرئيس المكلف طويلاً تحت ضربات التسريبات والاتهامات بالاستفزاز والاستخفاف برئيس الجمهورية الذي يحزم حقائب الرحيل بعد أربعة أشهر، لكنه لن يرضى بحشره في زاوية الملف الأبيض، فما كان منه الا ردّ الصاع صاعين، وبسرعة ميقاتية، دعا الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري، وعقدا لقاء دام 22 دقيقة، خرج بعده ميقاتي من دون الادلاء بأي تصريح.

المعلومات أشارت الى أن الرئيس ميقاتي عاتب الرئيس عون وأبدى أمامه استياءه من تسريب تشكيلته الحكوميّة السابقة، معتبراً أن هذا الأمر لا يجوز، وقدم له تشكيلته الجديدة بتعديلات طفيفة على القديمة، واستمهله عون طالباً المزيد من الوقت لدراسة النسخة الجديدة. وأشارت رئاسة الجمهورية في بيان الى أن لقاء آخر سيُعقد بداية الأسبوع المقبل، لاستكمال البحث والتشاور.

وفق المراقبين والعارفين، ان تبريد الأرضية السياسية بين الطرفين لا يعني إسقاط المن والسلوى على البلاد والعباد، وان الدخول في لعبة التعديلات والتعديلات المضادة لا يعني أن المشهد الحكومي وردي لا بل على العكس تماماً، فإن التأليف أصبح أكثر من أي وقت مضى في خبر كان، ومشاوير الذهاب والاياب الى القصر الجمهوري تصب في خانة أداء الواجب لا أكثر ولا أقل، وحفلات تدوين الملاحظات على المسودات ليست سوى رفع المسؤولية عن الاتهام بالتعطيل، وفي الخلاصة: عون وميقاتي يلعبان لعبة “بينغ بونغ” (كرة الطاولة) وكلاهما يدركان جيداً أن لا حكومة ولا من يحزنون، وهما لا يريدانها، ويلتقيان عند مصلحتهما في الاستمرار بحكومة تصريف الأعمال.

وفي وقت أكدت مصادر مقربة من ميقاتي لموقع “لبنان الكبير” أن الرئيس المكلف سيقوم بكل ما أمكن لانجاز التأليف، وسيتشاور مع رئيس الجمهورية في التعديلات المقترحة على أمل ولادة الحكومة قريباً، قال أحد المطلعين على مسار التأليف لـ”لبنان الكبير”: “ان كل ما يحصل على هذا الصعيد ليس سوى تسجيل نقاط في مرمى الطرفين اللاعبين. وما يجري هدفه ملء فراغ في الوقت السياسي الضائع بحيث أن ميقاتي غير مستعجل ومرتاح على وضعه، وفريق رئيس الجمهورية من أكثر المتضررين اذا تألفت حكومة جديدة، لأنها لن تأتي كما تشتهي سفن مصالحه وشروطه”.

وترددت المعلومات عن أن رئيس الجمهورية اقترح على رئيس الحكومة المكلف 3 خيارات: توسيع الحكومة إلى 30 وزيراً على أن تضمّ وزراء سياسيين وذلك لتأمين تغطية سياسية للحكومة التي ستواجه استحقاقات مهمّة في المرحلة المقبلة، أو تعديل في الحكومة المستقيلة واستبدال بعض الأسماء ولكن بشكل تتأمّن فيه معايير التوازن وليس بالشكل الذي اقترحه ميقاتي في تشكيلته السابقة، أو تبقى الحكومة المستقيلة على حالها ولكن مع تفعيلها.

ثلاثة خيارات تثبت أن الطبخة الحكومية وضعت في الثلاجة الى نهاية ولاية العهد الحالي، وتؤكد أن أسهل الشرور على الجميع هو أن تستمر حكومة تصريف الأعمال. ووفق مصدر متابع فإن التعديلات والاستبدالات بالأسماء والحقائب لن تقدم ولن تؤخر، خصوصاً أن هناك قراراً بعدم حلحلة أي من الملفات الداخلية المرتبطة بالتطورات الخارجية في ظل العهد الحالي، والكل يعلم أن الأشهر الأربعة المتبقية حتى 31 تشرين الأول المقبل ستشهد حركة سياسية بلا بركة لرفع العتب. وتأمين معايير التوازن يهدف الى الالتفاف والدوران حول وزارة الطاقة والتمسك بها لأنها بالنسبة الى “التيار الحر” مسألة حياة أو موت. وفي حال انتقلت الى فريق آخر، فهو يدرك تمام الادراك أن فساده في هذه الوزارة سينكشف وستنكشف معه ملفات اختلاس الأموال العامة، وبالتالي، ملف وزارة الطاقة سيحرق الطبخة الحكومية ويحرق معه اليد التي ستمتد اليه، ويبقى الهم الأول والأخير لهذا الفريق الحفاظ على سرية الماضي وأن تُطوى هذه الصفحة.

اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب

على صعيد آخر، يستضيف لبنان اليوم الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذين توافدوا الى بيروت وفي مقدمهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووفد من جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام أحمد أبو الغيط، الذي أمل في كلمة ألقاها في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي “أن يحقق اللقاء التشاوري لوزراء الخارجية العرب تفاعلاً، وأن يتم الاتفاق على خطوات للمستقبل”، مشيراً الى أن “كل الدول العربية ستشارك في هذا اللقاء باستثناء سوريا المجمّدة عضويتها”. وأوضح أن “ليس هناك من جدول أعمال أو أفكار محددة وكل وزير سيطرح فكرة من منظور بلاده”. وأقام ميقاتي حفل عشاء على شرف الوزراء العرب.

ولفت مصدر متابع لـ”لبنان الكبير” الى أن “هذه اللفتة الكريمة من الوزراء العرب تؤكد عدم تخلي هذه الدول عن لبنان وهي رسالة دعم له ولشعبه وعدم سماحها بانجراره الى المحور الايراني، لكن الاجتماع لن يتطرق الى عناوين لبنانية أساسية انما سيكون جدول الأعمال فضفاضاً، وسيبحث في شؤون عربية شاملة وليس لبنانية فقط مع العلم أنه لن يخرج بمقررات أو توصيات لأنه سيترك الملفات العربية الشائكة من العراق واليمن وسوريا ولبنان الى القمة التي ستعقد في أيلول المقبل”.

ترسيم الحدود وأنشطة “حزب الله”

وأمس، أطلعت السفيرة الأميركية دوروثي شيا المسؤولين على نتائج الاتصالات التي أجراها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع الجانب الإسرائيلي في مسألة ترسيم الحدود، والتقدم الذي تحقق في هذا المجال إضافة الى ملف استجرار الغاز من مصر.

في المقابل، ركّز الاجتماع التاسع لـ”مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” (LECG) الذي شارك فيه ممثلون عن 30 حكومة من الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأوروبا وأفريقيا والهند والمحيط الهادئ وأميركا الشمالية، إلى جانب منظمة يوروبول، على مكافحة الأنشطة الإرهابية لـ”حزب الله” والتخطيط الإرهابي العالمي المستمر للحزب.

وناقش المشاركون بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية “التخطيط الإرهابي العالمي المستمر لحزب الله، وشراء الأسلحة، والمخططات المالية” لحزب الله، وحددوا “كيف يمكن لحزب الله أن يتكيف في المستقبل للتهرب من تطبيق القانون”.

كما ناقشوا “كيفية استخدام تطبيق القانون أو الأدوات المالية لتعطيل أنشطة حزب الله الإرهابية والإجرامية والشبكات المرتبطة بها”.

وتتضمن مجموعة LECG حكومات من أوروبا وأميركا الجنوبية والوسطى ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ كانت قد اتخذت إجراءات على المستوى الوطني في السنوات الأخيرة لحظر “حزب الله” أو تقييد عمله على أراضيها.

ولاحظ بيان الخارجية الأميركية أن “هذه الإجراءات تظهر الاعتراف المتزايد بين شركائنا بالحاجة إلى التعاون في جهودنا لمواجهة شبكات حزب الله الإرهابية العالمية”.

شارك المقال