جريصاتي واللوتو الحكومي… “اذا مش التنين الخميس”

لبنان الكبير

تعددت الملفات والاهتمامات خلال عطلة نهاية الأسبوع من ملف ترسيم الحدود البحرية في ضوء المسيرات الثلاث التي أطلقها “حزب الله”، الى الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب وصولاً الى ملف التأليف الحكومي وما رافقه من تصعيد في المواقف، وكثرت التحليلات والقراءات والاستنتاجات، إلا أن المطلوب واحد: إنقاذ الشعب الفقير من نار جهنم.

إنقاذ أصبح أمنية بعيدة المنال في بلد يعيش أهله على ايقاع “اذا مش التنين الخميس”، ويعلقون الآمال المفقودة على مطلع كل أسبوع عله يكون افتتاحية خير لكن سرعان ما يصطدمون بعوائق وعراقيل من فبركات وفذلكات أهل السلطة الذين يتبادلون الأدوار في التعطيل والتعتير والتعتيم والتجويع، والأغرب من كل ذلك أنهم يلهون الناس بنبراتهم العالية وبالاتهامات والاتهامات المضادة. وما يحصل في هذا الاطار على صعيد التأليف الحكومي خير دليل، بحيث لا يكاد الخيّرون والمصلحون ينجحون في تبريد الأرضية بين “التيار الوطني الحر” والرئيس المكلف نجيب ميقاتي حتى تعود لتشتعل جبهات البيانات والاتهامات بينهما ما يدل على أن المتحكمين والمسؤولين عن ادارة البلد غير مسؤولين وغير مؤهلين كما يقول أحد كبار السياسيين والدستوريين.

وبالأمس، علم موقع “لبنان الكبير” أن بعض الأطراف حاول الدخول على خط الوساطة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف بعد انقطاع التواصل خلال عطلة نهاية الأسبوع، لتهدئة النفوس قبل اللقاء المنتظر بينهما في بعبدا لمعالجة العراقيل الحكومية بهدوء وسلاسة وبعيداً عن التصريحات الاعلامية، والسعي الى حث الطرفين على التنازل وملاقاة بعضهما البعض في منتصف الطريق أو ايجاد مقاربة وسطية في الطروحات لأن العناد على هذا الصعيد سيقضي على أي بصيص أمل في التأليف. وأكد مصدر مقرب من ميقاتي أن هناك تعليمات بعدم الادلاء بأي تصريح في اليومين المقبلين لأنها ساعات حساسة ودقيقة جداً، ولا يجوز التشويش أو خلق نوع من البلبلة على صعيد مسار التأليف على أمل الوصول الى نتيجة ايجابية، مع عدم استبعاد أن يكون اللقاء الثالث بين الرئيسين حاسماً خصوصاً أن الوقت يحشر الجميع في الزاوية قبل الدخول في المهلة الدستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية مطلع أيلول المقبل وإلا استمرار حكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات.

الرئيس المكلف أعلن أنه سيزور قصر بعبدا خلال هذين اليومين إلا أن مصدراً متابعاً لملف التشكيل، أكد لـ “لبنان الكبير” أن الزكزكات الحكومية بين الطرفين ستبقى سارية المفعول خصوصاً أن عون وميقاتي يعلمان بنقاط ضعف بعضهما البعض وبالضغوط عليهما. وبالتالي، فإن الطرّاز الدستوري سليم جريصاتي لن يتنازل عن حصة وازنة لـ “التيار الوطني الحر” في المرحلة المقبلة الحساسة، كما أن الرئيس ميقاتي لن يخضع لشروط التيار. مسار التأليف يشير الى أن الكباش كبير وعميق بين ميقاتي وعون ولن ينتهي بسهولة، ولن نرى حكومة بين ليلة وضحاها لا بل بالعكس كل المؤشرات السلبية تدل على أننا ذاهبون الى لا حكومة في العهد الحالي. وارتفاع منسوب الاشتباك السياسي هو عنوان المرحلة، والرئيس ميقاتي الذي جاء بضمانات دولية لا يمكنه قلب الطاولة في وجه الجميع أو الاعتذار عن التأليف فهكذا قرارات أكبر من إرادته لأنه ينفذ أجندة خارجية باتفاق دولي. والمطلوب في هذه المرحلة الحساسة تمرير الوقت، ووضع كل الأمور في الثلاجة، وعدم السماح بالتشنج والانفجار حتى انتهاء ولاية العهد والدخول في تسويات جديدة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والشعب وحده الضحية ويدفع الثمن باهظاً.

وإذا كان التيار العوني من خلال الممارسات يحاول استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية التي يعتبر أن اتفاق الطائف سلبه اياها، فإن أحد قيادييه أكد لـ “لبنان الكبير” أن المطلوب من ميقاتي اليوم أن يكون جدياً في التشكيل ويتعاطى مع رئيس الجمهورية كما كان التعاطي معه خلال تشكيل الحكومة الحالية، اذ حينها كان يجلس معه ويتناقشان في الأسماء والحقائب ولم يقدم له مسودة ويقول له اقترح التعديلات. من يريد أن يشكل حكومة مع رئيس الجمهورية لا يقدم له مسودة انما يضعها بالمشاركة معه”، لافتاً الى أن “طرح رئيس الجمهورية توسيع الحكومة يهدف الى تسهيل المهمة أمام ميقاتي وليس صحيحاً أن هذا الطرح لتعويم النائب جبران باسيل الذي ليس بحاجة الى التعويم، وهو لا يريد أن يكون وزيراً في الحكومة الجديدة”.

الترسيم البحري ودعم لبنان لمساعي هوكشتاين

على صعيد ملف ترسيم الحدود وإطلاق “حزب الله” 3 طائرات مسيّرة فوق حقل “كاريش”، أجرى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين اتصالات هاتفية مع عدد من المسؤولين المعنيين بالملف، مستطلعاً ما حصل.

وفي هذا الاطار، جدد لبنان دعمه مساعي الوسيط الأميركي للتوصل الى حل يحفظ كامل الحقوق اللبنانية بوضوح تام، والمطالبة بالاسراع في وتيرة المفاوضات. واعتبر أن أي عمل خارج اطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في اطاره، غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها. وأهاب بجميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والالتزام بما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض.

ولفت أحد المتابعين للملف الى أن “هوكشتاين ليس لديه جواب من الجانب الاسرائيلي، والا لكان أطلع الجانب اللبناني عليه. ولو كانت الأمور ايجابية كما يقال، فلماذا لا يخبرنا الوسيط الأميركي بجواب الاسرائيليين حول الطرح اللبناني؟”، متسائلاً: “عن أي ايجابية يتحدثون في ملف التفاوض ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب توقع التوصل الى اتفاق في مسألة ترسيم الحدود البحرية في شهر أيلول المقبل، أي هناك شهران لا نعرف ماذا يمكن أن يحصل خلالهما؟ هل يجوز أن يبقى لبنان متفرجاً واسرائيل تستخرج النفط والغاز؟”. واعتبر أنه “طالما أن هوكشتاين لن يأتي الى لبنان في هذه المرحلة فهناك خطر سرقة ثروة لبنان النفطية”.

وعن المسيرات، قال: “لا ندري ان كانت الدولة تعلم أو لا تعلم بالمسيرات الثلاث، لكن ما قام به حزب الله ليس تهديداً انما انذار وقد أعذر من أنذر، وكان توقيته مناسباً جداً”.

شارك المقال