… بأمل فوز لبنان على “الفريق العوني”

لبنان الكبير

وحده منتخبنا لكرة السلة يرفع رأسنا عالياً ويذيقنا طعم النصر في عهد الانكسارات والهزائم، عهد الجحيم الذي نفتخر نحن في موقع “لبنان الكبير” بأننا عجلنا في تركيب “ساعة العد العكسي” لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، الذي خسر كل الحروب وانتصر فقط على الشعب اللبناني، الذي ينتظر 31 تشرين الأول لينقضي هذا العهد علّ الآتي يعوضنا بالأمل والإصلاح.

عشية الـ 100 يوم الأخيرة من عمر العهد المشؤوم، أطل وليه على شاشة الممانعة، وبدا أن هدفه من الاطلالة قطع طريق بعبدا على قائد الجيش العماد جوزيف عون، ووضع رئاسة الجمهورية بالمزاد العلني، موجهاً رسائله إلى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: من يقدم لي العرض الأفضل أسير معه في الاستحقاق الرئاسي. ووصف نفسه بـ”صانع الرؤساء”، متنصلاً من “المنظومة” ومتماشياً مع زميله في اتفاق معراب، كأن الهدف هو القول إن المنظومة هي المسلمون فقط. ولم يسلم حتى حليفه الممانع من سهامه، فقد أنّبه من على شاشته، متهماً إياه بأنه ليس مع بناء الدولة، ولامه لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي. ونعى تشكيل الحكومة، معتبراً أن ميقاتي لا يريد التشكيل.

كلام باسيل علقت عليه أوساط مقربة من الرئيس ميقاتي لـ”لبنان الكبير” بالقول: “أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب… وإذا كان ولي العهد يدّعي أنه زاهد في الحياة السياسية، ولا يريد وزارة الطاقة، ولا وزراء لرئيس الجمهورية، فها هي التشكيلة في بعبدا لماذا لا يوقعها الرئيس عون؟ ولكن من كلامه بالأمس أكد عدم نية تشكيل الحكومة لدى فريق العهد من الأساس”.

ولاحظت هذه الأوساط أن “باسيل بادر بالأمس إلى فتح معركة دستورية كبيرة ستهز البلد، وذلك عبر إعلانه أن حكومة تصريف الأعمال غير مؤهلة لتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، وقد بدأنا نسمع هرطقات دستورية، بأنه عند انتهاء ولاية عون سيسلم الدفة إلى مجلس الدفاع الأعلى، هي نفسها الهرطقة التي استعملها هذا العهد أيام حكومة الرئيس حسان دياب. وهنا لا بد من السؤال: هل هناك نوايا لاعادة البلد إلى العام 1989، أي عهد حكومة عون العسكرية، وحكومة أخرى مدنية؟ ماذا عن مصير البلد في هذه الحال؟ يبدو أن آخر أيام العهد ستكون أسوأ من السنوات الست التي عاشها لبنان في جهنمه”.

أما حليف باسيل الممانع فقد خرج رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد بسلسلة مواقف، اعتبر فيها أن الأزمة التي يعيشها البلد هي مؤامرة تستهدف سلاح “حزب الله”. وقال في احتفال في بلدة عيتيت: “أزمتنا التي نعيشها في لبنان على الرغم من صعوبتها وقعت من أجل تحقيق غاية، وهي نزع سلاحنا، وتخلينا وثنينا عن إرادة المقاومة وعن التزام خيار المقاومة”. وأشار إلى أن “الإفقار والتجويع والحصار ومنع دخول الدواء والأدوات الطبية والعجز عن سداد كلفة الاستشفاء وحرمان البلاد من النفط والغاز والمشتقات النفطية ومن المواد الغذائية، هدفها أن ييأس الناس من خيار المقاومة، وأن يعمدوا إلى أميركا، ويرفعوا اليدين استسلاماً لإرادتها، ولكن، طالما أننا ماضون في رفض الاستسلام وفي إجبار أصحاب المشروع على اليأس من إمكان أن يحققوا غايتهم منّا، فإننا ماضون إلى العز والنصر الكبير إن شاء الله”.

وتناسى رعد أن “انتصارات” الحزب الإلهي هي السبب في خراب البلد، وكل ذلك من أجل تطويعه لخدمة المشروع الايراني.

وفي أول تعليق رسمي لمسؤول ممانع على قضية المطران موسى الحاج، شدد رعد على “ضرورة أن يمتلك شركاؤنا مصداقية في سيرتهم ومواقفهم، فالتعامل مع العدو خيانة وطنية وجريمة والمتعامل لا يمثّل طائفة، ولكن ما بالنا إذا عوقب مرتكب بالعمالة فيصبح ممثلاً لكل الطائفة، وتنهض كل الطائفة من أجل أن تدافع عنه، فأي ازدواجية في هذا السلوك؟”.

البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي خرج عن صمته في هذه القضية، وقال من ريفون: “ما قام به المطران موسى الحاج هو عمل إنساني، وهناك لبنانيون موجودون في الأراضي المقدسة، ولهم دور وحضور ورسالة، بمعزل عن السياسة الاسرائيلية اليهودية… وقالوا إننا عملاء لكننا لن نتخلى عن قلبنا ونرفض القلب الحجر”.

كلام الراعي عاد وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي من جديد، وعادت المعارك الالكترونية بين الجماهير، وللأسف فهي تأخذ طابعاً طائفياً لم يشهده البلد منذ أيام الحرب الأهلية. بينما سيشهد الصرح البطريركي اليوم زحفاً من البشر للتضامن مع بكركي في وجه ما يعتبرونه هجمة ممانعة.

أما على الصعيد المعيشي فلا تزال الأمور على حالها، بل يبدو أنها تتجه الى انحدار أكبر، بحيث يبقى الخبز تحدياً مستعصياً على السلطة، وكأن الناس لا يكفيها اشتعال حريق كبير في منطقة الكفاءات، وللمفارقة هو حريق في مولد كهرباء وأخذ بالامتداد، وجهدت فرق الدفاع المدني لاطفائه، بينما تجهد مافيا المولدات من جديد لابتزاز اللبنانيين عبر رفضها الالتزام بتسعيرة الدولة وتهددهم بالعتمة الشاملة عبر إطفاء مولداتها.

بصيص الأمل الوحيد يطل من النافذة الرياضية، التي استطاعت توحيد اللبنانيين خلفها، وقد فاز أبطال الأرز في كرة السلة على نظيرهم الأردني ليتأهلوا إلى نهائي بطولة آسيا في مواجهة أستراليا.

شارك المقال