هوكشتاين يلهي لبنان و”المقاومة” تجيّش ضد “اليونيفيل”

لبنان الكبير

السلاح الممانع، التمسك به هدفه بالصورة حماية لبنان وانتزاع حقوقه، ولكن اليوم تضيع الحقوق، وتباع حقول النفط بأبخس الأثمان، فيما السلاح الممانع غاف فوق أجندة إيرانية صرفة، فيسرح “الشيطان الأكبر” ويمرح على الساحة من دون أي رد بما أن إيران تقترب من الاتفاق النووي، وبالتالي لا تريد تعكير صفو الاتفاق من أجل مصالح دول أخرى.

وكان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حط في بيروت الجمعة، والتقى الرؤساء الثلاثة، وكل الأجواء التي صدرت عن السلطات اللبنانية اتسمت بالايجابية، ولكن الحقيقة أن الترسيم تأجل وفق مصادر متابعة لموقع “لبنان الكبير”، أفادت بأن “الترسيم مؤجل لسببين، سبب متعلق باسرائيل نفسها، والسبب الآخر متعلق بلبنان، فأميركا لا تريد أن يستغل أحد في اسرائيل ملف الترسيم كإنجاز، ولذلك هي تفضل تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. أما الشق المتعلق بلبلنان، فهو أن هناك قراراً لدى أميركا، وكل الدول التي تعنى بالشأن اللبناني بألا تحصل أي حلحلة للملفات قبل نهاية ولاية عهد الرئيس ميشال عون، الذي تعتبره كل الدول الصديقة للبنان، حجر عثرة في أي حل يمكن أن يطرح، إن كان في ملف الترسيم، أو الاستحقاقات الدستورية والاقتصادية. وما تعطيل تشكيل الحكومة إلا دليلاً على ذلك، فعون وفريقه، همهما المستقبل السياسي للصهر جبران باسيل أكثر من مصلحة البلد، وهذا كان واضحاً في التعامل مع دولة قطر، التي دخلت على خط الوساطة لحل ملف ترسيم الحدود، فما كان من فريق العهد إلا أن بدأ مساومتها، لتساعد على رفع العقوبات عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كأن هذا هو المهم في الملف، لا ملايين اللبنانيين، الذين يعانون الويل اليوم بسبب سياسات عهدهم، وينتظرون طاقة الأمل التي قد يفتحها عليهم استخراج الثروات اللبنانية والاستفادة منها”.

وكان هوكشتاين قدم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بعض النقاط العالقة في ملف الترسيم، وتحديداً إشكالية نقطة B1، الأمر الذي رد عليه بري بالإصرار على العودة إلى اتفاق الإطار. وأشار مصدر مطلع على أجواء اللقاء لـ “لبنان الكبير” الى أن “الرئيس بري يقابل أي طرح وفقاً لأصوله، إن كان الأمر سياسياً يفاوض هو، أما إذا كان هناك من طرح تقني، فيحوّله إلى الجهاز التقني للجيش اللبناني، والتفاوض غير المباشر في الناقورة، وهو أمر يعاني منه الأميركيون، الذين تعودوا على المساومة في السياسة مع أطراف أخرى في البلد، تبيع وتشتري في سوق النخاسين، حتى لو عنى ذلك ضياع حقوق لبنان النفطية، إلا أن بري هاوي الأمثال الشعبية، يتبع قاعدة (أعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه)، وهذا أمر يحسب له، لأن أي نقطة تتعلق بالشق التقني للترسيم، يجب أن تكون بيد الجيش وفرع الطوبوغرافيا لديه، وليس بيد السياسيين”.

بالعودة الى المصالح الخاصة فوق العامة، برز أمس موقف رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك من التجديد لـ “اليونيفيل”، اذ اعتبر أن البند المتعلق بإعطاء “اليونيفيل” حرية التحرك، يجعلها قوة احتلال. يزبك حلل فعلياً دم القوات الدولية، وهذا أمر خطير جداً وستكون له تبعات خطيرة على لبنان، في حال حصل أي تصادم بين القوات وأهالي الجنوب. وفيما وصف الأمر بأنه “ضرب من الجنون”، لفتت مصادر معارضة الى أن “حزب الله يسعى الى حرف الأنظار عن ملف الترسيم والفوضى التي تشوبه، فجمهوره يشعر بالتململ، وتحديداً لجهة حليف الحزب (الجبل)، الذي تخاذل ولم يوقع المرسوم 29، فالحزب أفهم بيئته أن القوة هي التي تحميها، لذلك فإن قبوله بالمفاوضات السلمية، يشكل نقمة لدى جمهوره، ولهذا السبب على الحزب ابتداع عدو جديد كي يشغل الجمهور به، حتى لو كلف ذلك تبعات كارثية على البلد، وحتى لو أن القوات الدولية، مهما كانت البنود على الورق، عادة لا تستفز البلد المضيف، وتنسق مع سلطاته من أجل تحركاتها، ولكن الأمر هو فقاعة جديدة للممانعة، كي يتلهى الجمهور بالأعداء، بدل الانماء، ولاسيما أن الصرخة المعترضة في البيئة الحاضنة تعلو كل يوم أكثر فأكثر، فكل أصحاب المولدات في المناطق الشيعية يملكون غطاء من الثنائي الشيعي، وهذا الأمر يتسبب بنقمة كبيرة لدى الشيعة المؤيدين للثنائي، وكذلك يسأل جمهورهم، أين الوعود الإيرانية؟ ولمَ الإصرار على أن تكون المساعدات الايرانية عن طريق عقود رسمية مع الدولة، بينما الحزب يتخطى الدولة كل يوم في أمور متعلقة بمصالحه الخاصة؟ ألا يستطيع الحزب أن يضبط أصحاب المولدات التابعين له على الأقل؟ هذه الأمور وغيرها تفرض على الحزب أن يغيّر الموجة، ويوجه الجمهور نحو المؤامرة وأعداء جدد”.

أمنياً، مذبحة طرابلس أول من أمس، التي أوقعت 4 قتلى في محل بيع هواتف خلوية، وقيل انها نتيجة عملية سطو مسلح، بدأ أمس توارد معلومات عن أن هناك خلفيات أخرى لها، ولكن في أي حال فإن الوضع الأمني في البلد في حال كارثية، وتوقعت مصادر أمنية أن تسوء الأمور أكثر في المرحلة المقبلة، حيث ستزداد عمليات السرقة والتشليح، في ظل غياب أي أفق للحلول الاقتصادية في البلد. ولفتت المصادر الى أن “المشهد في طرابلس بالاسم هو صورة للمشهد المقبل، بغض النظر إن كانت الجريمة بسبب السرقة أو ذات خلفيات أخرى، ففي ظل غياب الدولة تتنشر شريعة الغاب، وهناك خوف كبير من أن تعم الفوضى في البلد. القوى الأمنية والعسكرية تقوم بواجبها بأقصى قدراتها في ظل أسوأ الظروف، ولكن لا يوجد أي بلد في العالم، مهما كانت قوة القوى الأمنية وقدرتها فيه، يمكنه ضبط الفوضى الشاملة، وإن لم تبدأ الحلول والانفراجات في البلد، فلا أحد يمكنه تخيل المشهد المقبل”.

دولياً، لا يزال العالم منشغلاً بوفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وبتبعياتها في المملكة المتحدة، من تنصيب ابنها الأمير تشارلز ملكاَ، إلى تحضيرات العائلة المالكة للجنازة.

شارك المقال