عزاء الرئاسة بعزاء الحكومة… نصر الله ينبش القبور

لبنان الكبير

تتحضر القوى السياسية اليوم لاحياء مراسم عزاء الاستحقاق الرئاسي، خلال فترة تقبلها العزاء عن روح الحكومة، بينما ينتظر الشعب اللبناني رحيل هذه السلطة ليحيي الأفراح والحفلات. وبما أن العزاء بالعزاء يذكر، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين الامام الحسين (ع)، مطلقاً سلسلة مواقف سياسية، هي المواقف نفسها في كل خطاب، مقاومته وحدها تحمي لبنان برأيه، وسحقاً للعيش الكريم. ولكن هذه المرة نبش نصر الله قبور الحرب، مصوباً باتجاه “القوات اللبنانية”، لجهة مجزرة صبرا وشاتيلا، مما تسبب بموجة ردود قواتية على مواقع التواصل.

وعلق عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك على كلام نصر الله في حديث لـ”لبنان الكبير”، قائلاً: “ماذا يمكن الرد عليه؟ نحن لا نريد نبش الأقبية والقبور، المكان الذي يفضله نصر الله مع بعض حلفائه. نحن نعتبر أنه كان هناك ثقل فلسطيني مسلح وفوضوي، أثقل على كل اللبنانيين، وتحديداً الطائفة الشيعية، التي خاضت معارك طويلة مع الفلسطينيين، أهرقت دماً تجاوز عدد الذين سقطوا في مجزرة صبرا وشاتيلا، علماً أنه لا علاقة لنا كقوات لبنانية بالمجرزة، ونصر الله يعرف ذلك، وهو يعرف من ارتكبها، ولكنه يتاجر بالدماء”.

أضاف يزبك: “نربأ بنصر الله أن يهتم بترسيم الحدود وجبهاته الكونية، وإعلاء شأن إيران، بدل أن يحاول التصويب من هذا المكان. نحن تصالحنا مع الفلسطينيين، وأقمنا عدة جلسات تصافي قلوب، وكل ما حصل بيننا وبينهم طويت صفحته، ونتمنى أن ترد عليه السلطة الفلسطينية”. وأوضح أن “كل الشعوب والفئات اقتتلت في لبنان وخارجه، ولكنها وجدت طريقها الى السلام والمحبة والتآخي”، معتبراً أنه “إذا كان كلام نصر الله اليوم يستقيم، فيجب ألا تتفق فرنسا وألمانيا، أو روسيا ودول أوروبا الشرقية التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي. كلام نصر الله منطق موت وخراب… قلبه وعاطفته على اسرائيل وصواريخه وبهورته على لبنان”.

وبينما كان نصر الله ينبش قبور الحرب، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي عن إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من الكبتاغون تقدر بأكثر من مليون حبة، في مرفأ بيروت. وأصبح التجار يبدعون في كل مرة، فبعد الرمان والمكدوس، هذ المرة الشحنة كانت مخبأة داخل العنب، مما يدعو الى التساؤل: من يحاول ضرب الانتاج اللبناني عبر تهريب المخدرات في صادراته، وهي دائماً صادرات تتجه إلى الدول العربية؟ من يريد أن يكون لبنان مرتعاً للمخدرات؟ المستفيد الوحيد من هذا الأمر هو الذي ضرب علاقة لبنان بمحيطه، وربما هنا تكمن الإجابة وفقاً لمصدر سياسي سيادي، رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “معامل تصنيع المخدرات معروفة في أي مناطق، وبغطاء من تحظى، بل ان هناك من يفتخر بصوره مع المطلوبين بتجارة المخدرات، والأوقح من ذلك هو من يتدخل سياسياً مع القضاء للإفراج عن تجار مخدرات مقربين منه، هم يريدون تدمير ما تبقى من البلد”.

تشريعياً، فقدت جلسة مناقشة وإقرار الموازنة أول من أمس النصاب، الأمر الذي طيّرها حتى 26 الجاري. وأسف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم في حديث لموقع “لبنان الكبير” لما حصل في الجلسة وأن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من التعاطي، “على الرغم من أحقية أي فريق أو نائب باستخدام المتاح لديه في اللعبة الديموقراطية، وعلى الرغم من أن مقاطعة الجلسات هي ضمن هذه اللعبة، إلا أن البلد يعيش ظروفاً غير عادية، وكان يجب أن يكون التعاطي على قدر مسؤولية الملفات المطروحة، ولا يجب ترك البلد يرزح تحت فوضى مالية، فالانتظام المالي يتطلب وجود موازنة”.

ورأى أن “الموازنة ليست مثالية، ولكنها أفضل من عدم وجود موازنة، وعلى الرغم من الملاحظات الكبيرة عليها تحتوي بنوداً مهمة، وهي مطالب لكل الأفرقاء من معارضة وموالاة، وأبرز هذه البنود الموضوع الصحي وزيادة حصة وزارة الصحة للحصول على الأدوية المزمنة، كذلك هناك ملف الجامعة اللبنانية، إضافة إلى ملف تصحيح رواتب القطاع العام”، مشيراً الى أنه “لا يمكن لأي فريق أن يتغنى بهذه الموازنة ولكن يجب إقرارها، وقد ترك الرئيس نبيه بري الجلسة مفتوحة ونتمنى أن تقر في الجلسة المقبلة في 26 من الجاري”.

وعلّق هاشم على ما جرى من اقتحامات للمصارف أول من أمس، معتبراً أن “ما حصل هو نتاج ما صنعته السياسات التي أوصلت المودعين إلى حافة اليأس والإحباط، وكان لا بد من استعمال كل ما لديهم للوصول إلى حقوقهم، عبر إمكاناتهم الذاتية، وهذا أمر محق، فقد تخلفت الدولة والمؤسسات عن إيصال الحق الى صاحبه، والخوف من أن تنفلت الأمور وتعم الفوضى العامة، ولا بد من معالجة هذا الأمر من جانب المسؤولين المعنيين، وتتحمل جمعية المصارف مسؤوليتها في هذا الموضوع”.

وبينما العالم منشغل بأزمة الطاقة والحرب الأوكرانية – الروسية، انفجرت مظاهرات في إيران، رددت فيها شعارات “يسقط الطاغية خامنئي”. المظاهرات حصلت على خلفية مقتل فتاة أهوازية تحت التعذيب والضرب، على أيدي الشرطة الايرانية، التي اعتقلتها بسبب عدم لبسها الحجاب بالطريقة المناسبة. يحصل ذلك وسط ورود معلومات عن تدهور صحة خامنئي ووضعه تحت المراقبة الصحية، في مرحلة حساسة من المفاوضات النووية الايرانية – الأميركية.

شارك المقال