فولكلور جلسات انتخاب الرئيس مستمر… “خيانة وتقصير”

لبنان الكبير

بينما ينتظر اللبنانيون رحيل رئيس عهد الجحيم ببالغ الاهتمام مع نهاية هذا الأسبوع، يواصل مجلس النواب جلساته الفولكلورية لانتخاب رئيس جديد، من دون أي خرق لسيناريو الجلسات السابقة، والتي وصفها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بالمسرحيات والخيانة.

وعلى الرغم من استمرار هذه “المسرحيات”، فان الواقع السياسي لا يخلو من مسلمات بالنسبة الى غالبية القوى السياسية، وأساسها أن “انتخاب الرئيس المقبل لن يكون الا بحصول تفاهم بين المعارضة والمنظومة الحاكمة”، بحسب ما أكدت مصادر سياسية، عازية السبب الى أن “كل طرف قادر على تعطيل نصاب الــ ٨٦ نائباً، وان تعذر الاتفاق على رئيس، فلن يكون أمام الداعين الى لبننة الاستحقاق الا الاعتراف بالفشل وانتظار كلمة السر الخارجية، التي تترجم الاتفاقات الاقليمية – الدولية، لاسيما الدول التي أسهمت في تمرير صفقة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل”.

ولا تستبعد هذه المصادر أن “يقوم حزب الله بتدوير الزوايا عبر اعادة خط التواصل مع بكركي لاختيار رئيس”، معتبرة ان “موضوع سلاحه بعد التطبيع النفطي مع اسرائيل لن ينفعه ولكن يبقى الخوف من استمرار الاستقواء به داخلياً، وعرقلة خطط اعادة هيكلة الدولة والمؤسسات واصلاح الاقتصاد وحل مشكلة المودعين مع المصارف وما الى هنالك من أمور تحتاج الى معالجات وخطط لا توضع لها العصي في دواليب التنفيذ”.

الراعي: صرنا في واحة الخيانة الوطنية

وانتقد البطريرك الراعي في عظة الأحد “سوق المساومات والتسويات في انتخاب رئيس الجمهورية”، معتبراً أنّ “من يدقّق في تحرّكات عددٍ من النواب أثناء الجلساتِ النيابيّةِ الأخيرة، يكتشف فوراً أنّهم في مسرحيّة لا تَخلو من المزاجيّةِ عوضَ أن يكونوا في احتفالٍ سعيدٍ يُقدّمون من خلاله للبنان رئيساً مقبولاً من اللبنانيّين بعد طول أحزان وأزمات”.

وقال: “لقد كانت جلسةُ مجلسِكم التي عقدت الخميس الماضي جلستين: جلسةُ انتخابِ الرئيسِ داخلَ القاعةِ العامّة، وجلسةُ تعطيلِ النصابِ في الرُدُهات المحيطةِ. كأنَّ سوقَ التسوياتِ والمساوماتِ يَنشُط بين أعيانِ النوّابِ لمعرفةِ ما إذا كانوا يَدخُلون القاعةَ ويُصوِّتون أم يَبقَوْن في الرُدُهات ويعطّلون”. ورأى “أننا أصبحنا في ذروة الفساد السياسيِّ الأكثر شرّاً من الفسادِ الماليّ. وصرنا في واحةِ الخيانةِ الوطنيّةِ. فهل من خيانةٍ تجاه الوطن أكثر تعطيلاً من تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّةِ؟”.

عودة يأسف للتهديد بأبعد من الفوضى

اما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فانتقد في عظة الأحد، “الحديث عن إمكان الوصول إلى الشغور في سدة الرئاسة وكأنه أمر مقبول، وهذا الوضع إن دل على شيء فعلى تقصير المجلس النيابي”، سائلاً: “ماذا يمنع انتظام الحياة الديموقراطية وسيادة الدستور على الحياة السياسية وتداول السلطة في الأوقات المحددة من دون تأخير أو تعطيل؟””.

وأسف “للتسليم بالفراغ والتهديد بما هو أبعد من الفوضى الدستورية والاجتماعية”، داعياً النواب إذا كانوا “واعين خطورة الوضع الى أن يغلقوا على أنفسهم في قاعة المجلس ولا يخرجوا منها قبل انتخاب رئيس”.

“حزب الله” يهاجم السعودية

وفي موقف تصعيدي من “حزب الله” ضد المملكة العربية السعودية التي كشفت عبر سفيرها في لبنان وليد بخاري محاولات ضرب اتفاق الطائف والتحضير لبديل دستوري مع حليفه يحقق هدف المثالثة بعد “نصر الترسيم”، اتهم عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ ​نبيل قاووق​ السفارة السعودية في لبنان بـ “التدخل في انتخابات رئيس الجمهورية كما تدخّلت في انتخابات المجلس النيابي، ولكن هذه المرة بصورة مباشرة ومن دون واسطة”، مشيراً إلى أن “بعض النواب يشتكي من تعرّضه لضغوط من السفارتين الأميركية والسعودية، وكفى بذلك مهزلة وإساءة الى السيادة والكرامة اللبنانية”.

وكالعادة يتجاهل “حزب الله” ارتباطاته الاقليمية مع مرشده ومع أنظمة الممانعة، وأن سلاحه ومسيراته في خدمة أهداف ايران ومصالحها في كباشها مع الغرب على النووي، والتدخلات في أوكرانيا وإشعال الفتن المذهبية في الدول العربية، ليتبين أن حليفيه الحقيقيين هما اسرائيل و”الشيطان الأكبر”.

لا حكومة هذا الأسبوع

في الشأن الحكومي، بات واضحاً صعوبة تمرير حكومة جديدة، اذ لم تنجح جهود “حزب الله” والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في تذليل العقبات مع السراي الحكومي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي يضع شروطاً مستحيلة ويفتعل خلافات دستورية، وعليه قد لا ترى الحكومة النور هذا الأسبوع كما كان متوقعاً أي في العهد الميمون ويوقع مراسيم تشكيلها الرئيس ميشال عون. وقد ارتبكت الصورة بعدما جرى الحديث إعلامياً عن عزم رئيس الجمهورية على توقيع مرسوم استقالة الحكومة، وإتخاذ خطوات أخرى يزمع القيام بها، على الرغم من نفي مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية هذه المعلومات، التي اعتبر أنها “تندرج في اطار التشويش المتعمد والاساءة الممنهجة الى موقع الرئاسة وشخص الرئيس”.

الترسيم البحري وتوقيع نسخة التفاهم

وفي ملف الترسيم البحري، ينتظر عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وسط هذا الأسبوع، بحيث سيجري توقيع لبنان على نسخة التفاهم تمهيداً لإرسالها لاحقاً الى الأمم المتحدة، وهكذا يفترض أن يفعل الاسرائيليون من جهتهم. وفي الكواليس تنشغل المقرات الرئاسية في تحديد من سيمثل لبنان في توقيع المذكرة في الناقورة، وهذا الأمر سيحدد بعدما يكشف عن ممثلي الوفد الاسرائيلي.

وفي اسرائيل، رفضت محكمة العدل العليا جميع الالتماسات الأربعة ضد اتفاق الحدود البحرية بين حكومة البلاد ولبنان، ويمهد هذا الحكم الطريق أمام مجلس الوزراء للموافقة على الاتفاق خلال وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

الكوليرا يضرب بقوة

في هذا الوقت، تفاعل ملف انتشار مرض الكوليرا في لبنان الذي أصاب قرى عديدة لاسيما في الشمال والبقاع وسجلت حالات في الجنوب، وسط تخوف كبير من سرعة انتشاره مع عدم جهوزية المستشفيات وانعدام الكهرباء والمياه الصحية السليمة وتلوث مياه الري وعدم توافر الأدوية اللازمة والأمصال واللقاحات، ويترافق ذلك مع الغلاء المستشري وتأرجح سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مما يترك الناس لمصيرها القاتم في مواجهة الوباء الثاني بعد كورونا.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان، تسجيل “12 إصابة جديدة في الساعات ال24 الماضية رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 239، كما سجلت 3 حالات وفاة رفعت العدد التراكمي للوفيات الى 10”.

شارك المقال