جنبلاط وبري ضد التحدي… و”حزب الله” يتحدى “الطائف”

لبنان الكبير

نحو أسبوع على مغادرة الرئيس السابق ميشال عون قصر بعبدا ودخول لبنان نفق الشغور، وسط حالة من الشلل المحلي للوصول الى مبادرة تخرق الفراغ، مواكبة بمواصفات لرئيس “ديليفري”، فيما اللبناني يعيش أكثر أيامه تعاسة ويومياته تلاحق الدولار طلوعاً ونزولاً.

واختتم الأسبوع بالعودة الى حديث عن حوار فجّره تحديداً الثنائي المسيحي، قاطعاً الطريق على دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، الأمر الذي أشار إليه رئيس مجلس النواب خلال دردشة مع الاعلام بعد لقائه في عين التينة رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الذي حسمها بلا رئيس تحدٍ، مهنئاً بري بملف ترسيم الحدود الذي بدأ به منذ ٩ سنوات.

وقالت مصادر عين التينة لـ “لبنان الكبير”: “ان الرئيس بري متفائل خيراً بمستقبل لبنان والشعب اللبناني، على الرغم من أنه يعتبر أن المرحلة دقيقة جداً وحساسة جداً ولكنها ستتكلل حتماً بنتائج ايجابية لمصلحة الوطن عموماً والمواطن خصوصاً”.

وحول تأجيل الدعوة إلى الحوار، أشارت المصادر الى أن “بري لطالما انتهج فكر الحوار والتلاقي لأنه يعتبر أن اللبنانيين محكومون حتماً بالحوار، وأن أعظم مصائب الشعب اللبناني يمكن حلها عبر الحوار، الذي أسس له مدرسة وطنية، الامام موسى الصدر”، مؤكدة أن “أبواب بري ستبقى مفتوحة أمام الجميع من أجل اجراء الحوارات الثنائية التي تؤسس لمرحلة حوار وطني جامع يضم الجميع، لتتكلل هذه الحوارات باسم جدي جامع يتوافق عليه الجميع في قيادة سفينة البلاد.”

ورأت أن ذلك “يمكن أن يشكل الطريق إلى مرحلة ازدهار للبنان بعدما وصلت البلاد الى مرحلة الارتطام الأعظم.”

وكان بري قد ذكر بمواصفاته لرئيس الجمهورية المقبل التي تكلم عنها في ذكرى ٣١ آب الماضي، مشدداً على وجوب أن يتمتع بحيثية مسلمة ومسيحية، والأهم وطنية.

وأوضح جنبلاط من عين التينة أن “الزيارة هي للتواصل المستمر مع الصديق ومع الحليف ومع التاريخ، وأخيراً نستطيع أن نهنئ الرئيس نبيه بري على جهوده في ما يتعلق بهذه العملية التي أخذت معه تقريباً ٩ سنوات كما أخبرني فأثمرت وربما الظروف ساعدت لكن هو من بدأها.”

ورداً على سؤال حول ما قاله أول من أمس في “الأونيسكو” في موضوع ترشيح سليمان فرنجية والتصويت للنائب ميشال معوض، أجاب جنبلاط: “أولاً أهم شيء أن نصل الى الاستحقاق وأن نستعرض الأسماء، طيب، مرشحنا ميشال معوض لكن لسنا فريقاً واحداً في البلد فليتداول بأسماء وعندها نرى، قد يكون ميشال أحدهم. لقد تكلمنا مع الرئيس بري في الموضوع الرئاسي وأمور أخرى في التاريخ الجميل جداً، واتفقنا على أن لا يكون هناك مرشح تحدٍ”.

وعما اذا كان تراجع الرئيس بري عن الحوار يعني نعياً للتوافق، قال جنبلاط: “الرئيس بري لم يتراجع عن الحوار، للأسف بعض الأفرقاء هم تراجعوا وهذا خطأ”.

وحول لقاء “الأونيسكو” بمناسبة الذكرى الـ 33 لاتفاق الطائف وغياب فريق عنه، قال جنبلاط: “ليست لدي فكرة اذا ما كان هذا الفريق دعي أو لم يدعَ، لكن المشهد كان مميزاً لقد ذكرنا ببعض المحطات التاريخية، أحسن ما نطلع انه كنا (سواح أبداً لم نكن سواح). لم يكن هناك استفزاز بل كانت هناك خلاصات وهذه الخلاصات لا يمكن أن تتم الا اذا كان هناك رئيس قادر على الامساك بالحوار وطرح الأمور التي لم تطرح آنذاك، منها اللامركزية الادارية، الغاء الطائفية السياسية ومجلس الشيوخ، فنطرحها وما في مشكلة.”

وعن خلفية اللقاء، أشارت مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي” لموقع “لبنان الكبير” الى أن “القاعدة الأساس عند كل من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هي التواصل الدائم، وهذه الزيارة تأتي في سياق التواصل الطبيعي بين المختارة وعين التينة، وإجراء قراءة مشتركة للوضع الداخلي وكيفية خلق المناخات المؤاتية للخروج من حالة المراوحة السياسية غير المرغوب فيها على وقع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية”.

ولفتت الى أن اللقاء تطرق الى البحث في الملفات الأساسية، وعلى رأسها الاستحاق الرئاسي، مؤكدة أن “موقف وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي معروف من هذا الاستحقاق، والرئيس بري وجبنلاط هما دائماً يؤيدان الحوار، فاذا لم يتم الحوار كيف يمكن تحقيق خرق في هذا الجدار بوجهات النظر المتباينة بين القوى السياسية؟ ونحن نؤيد أن يكون هناك نقاش بين الكتل السياسية، وهناك كتل لم تسمِّ مرشحها لرئاسة الجمهورية، وعليها أن تسميه ليتم النقاش حوله، ونحن ما زلنا عند ترشيحنا للنائب ميشال معوض.”

أما بالنسبة الى رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فقالت المصادر: “نحن نكن كل التقدير والاحترام للوزير فرنجية، ولكننا لا نتصور أن مواصفات المرشح التوافقي تنطبق عليه، ويجب إحداث خرق في حالة المراوحة الحاصلة.”

وحضرت الرئاسة في عظة الأحد للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي شدد على أن الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، كونه الباب للمحافظة على الكيان اللبناني، متوجهاً الى النواب بالقول: “تريدون لبنان كياناً واحداً؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيساً للجمهورية. وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلمَ تتأخرون وتسوّفون وتتهربون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحراراً في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيساً جديداً حراً. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟”.

الى ذلك، كل البلد رأى أن الخطوة السعودية بإعادة ضخ الحياة إلى الطائف هي خطوة إيجابية، بل ويمكن أن يبنى عليها لمستقبل أفضل للبلد، باستثناء فريقين جن جنونهما من هذه الخطوة، وكأنهما يكرهان أي اجتماع للبنانيين، هما “حزب الله”، وميليشيا السياسة التابعة له، “التيار الوطني الحر”، بحيث أطلق الحزب أبواقه الاعلامية وجيوشه الالكترونية لتتهجم على المؤتمر والمملكة العربية السعودية وكل من يؤمن بالطائف، حتى أن الحليف الثاني في الثنائي، حركة “أمل”، لم يسلم منه، وكانت اللطشات والغمزات تجاهه واضحة. أما “التيار الوطني الحر” فاكتفى بالايعاز الى جيشه الالكتروني للتهجم على الطائف عبر التهجم على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بأبشع أنواع الألفاظ والشماتة بالموت، مما يدل على أن مشاركة بعض نواب تكتل “لبنان القوي” ومستشار فبركة الدستور هي مشاركة صورية لا أكثر.

شارك المقال