“تكويعة” بإسم عون… والشحن المونديالي يسد الخواء السياسي

لبنان الكبير

الحماسة ترتفع مع اقتراب كأس العالم 2022 في قطر، وبدأت حملات التعصب الكروي تظهر لدى اللبنانيين، إن كان في الشوارع أو المقاهي أو على مواقع التواصل الاجتماعي. ويترافق المونديال هذه السنة مع مونديال الرئاسة اللبنانية، الذي يبدو أنه لن ينتهي مع تتويج بطل العالم هذه السنة، بل من المرجح أن يأخذ وقتاً طويلاً، فالشعب اللبناني متحمس للمونديال أكثر من الرئاسة، وكل ما يهمه في هذا الأمر أن لا يكون مثل العهد السابق، فيما بدأ البعض يرى أن المجلس النيابي بحد ذاته لن يعمّر طويلاً وقد يشهد البلد انتخابات نيابية مبكرة.

وبينما يسيطر الهدوء على الجبهات السياسية باستثناء جدل النصاب الذي حصل في آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية التي فشل النواب فيها مجدداً في الاتفاق على رئيس، برزت زيارة المرشح “الطبيعي” للرئاسة، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى قطر، وسط معلومات عن انقسامات في التيار حول مقاربة الملف الرئاسي، بحيث صوّت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب للوزير السابق الياس بارود في الجلسة الأخيرة، متمايزاً عن زملائه في التصويت بورقة بيضاء.

زيارة باسيل غريبة في التوقيت، وفيما يحاول “التيار” التقليل من أهميتها، اعتبرت مصادر مرجعية سياسية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “إذا ربطنا الزيارة بملف الترسيم، ونضيف إليها كل ما يحكى عن دور قطري في الوساطة لحل الملف، بالتزامن مع كل الكلام عن نية قطرية لشراء بعض المصارف المتعثرة في لبنان، وكذلك شراء أحد الفنادق الشهيرة في بيروت، وأيضاً كل المعلومات السابقة التي تتحدث عن طلب باسيل من القطريين الوساطة مع الأميركيين لرفع العقوبات عنه، مقابل تسهيل أعمالهم في لبنان، يمكن القول إن زيارة باسيل إلى قطر في هذه الفترة هدفها الاستحقاق الرئاسي، بحيث أنه يعلم استحالة وصوله إلى الرئاسة، في ظل العقوبات المفروضة عليه، ويبقى السؤال ماذا يمكن أن يقدم باسيل لقطر كي تتوسط من أجله؟”.

أضافت المصادر: “وفق الله الوزير باسيل في مساعيه لرفع العقوبات عن نفسه، إلا أنه لو توسطت أميركا مباشرة من أجل أن يصل إلى الرئاسة، فهو غير مقبول عند غالبية المكونات السياسية اللبنانية، وكذلك عند الشعب اللبناني في غالبيته أيضاً، بل حتى حليفه الأقرب الذي أهدى الرئاسة إلى عمه، يعلم أن من المستحيل إيصاله إلى الرئاسة، بل هو بنفسه يتوجس من تقلباته وحروب طواحين الهواء التي يخوضها.”

بعد عودته من قطر، افتتح باسيل مستديرة باسم الرئيس ميشال عون تكريماً له، ولكن للمفارقة كان الخطاب الذي ألقاه بالمناسبة هادئاً فعلياً عدا عن ديباجة الـ “ما خلونا” الدائمة، مما يوحي بأن زيارته الى قطر لم تعد عليه بالايجابية التي يبتغيها.

وفيما الأفرقاء السياسيون يضيعون الوقت في ملف الاستحقاق الرئاسي، يبدو أن الخارج قلبه على البلد أكثر من سياسييه، بحيث أن السفراء العرب والأجانب يعبّرون في مجالسهم، ومع من يلتقونهم من المسؤولين اللبنانيين عن خطورة تمدد الفراغ الرئاسي وتداعياته اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً، وتشدد الأروقة الديبلوماسية على وجوب عدم انتظار القوى التدخل الخارجي في الملف الرئاسي، لأن لبنان ليس أولية في هذه المرحلة الحساسة اقليمياً.

الأزمات في لبنان دائماً ما تفرّخ أصحاب المشاريع التقسيمية، وهذا ما يمكن أن يوصف به المؤتمر الأول للجبهة المسيحية الذي عقد بعد ظهر أمس، وعدّد عضو مجلس القيادة في الجبهة عماد شمعون المطالب، وقال: “في السُلطَةِ الحكوميّةِ التي نريد، عملاً بمقاصِدِ ميثاقِ الأُمَمِ المُتَّحِدَةِ ومبادِئِه، لجميعِ الشعوبِ حقَّ تقريرِ مصيرِها وهذا مبدأُ في جَوهَرِ اتفاقيّةِ فرساي التي وُقِّعَت بعدَ الحربِ العالميّةِ الأولَى. حَقُّ تقريرِ المصيرِ، هو مُصطَلَحٌ في القانونِ الدَّوْليّ، يَعني منحَ الشعبِ أو السُكانِ المَحَلِيّينَ إمكان أن يُقَرِّروا شَكلَ السُلطَةِ التي يريدونَها وطريقةَ تحقيقِها. والسُلْطَةُ التي نُريدُ هي السُلطَةُ الاتحاديّةُ الفِيدراليّةُ”.

وأشار شمعون الى أن “الجبهةَ المسيحيّةَ هذه لَن تَقِفَ لتكونَ جبهةً مسيحيَّةً لبنانيّةً وحسب أو جبهةً مسيحيّةً مَشرِقيّةً ليس إلّا، بَلْ سَتَمضي قُدُماً لِتَكونَ السَبَبَ في ولادةِ جَبهةٍ مسيحيّةٍ عالَميّةٍ”.

“جبهة مسيحية عالمية” تعيد إلى الأذهان الحروب الصليبية التي تخطاها العالم منذ زمن طويل، ولكن يبدو أن أصحاب الأحلام التقسيمية لا يزالون يعيشون في تلك الحقبة، ويسعون الى تأسيس وطن قومي طائفي.

في الشأن المعيشي برزت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى عين التينة، ويبدو أن الكهرباء كانت الطبق الرئيس في اللقاء بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ أوضح ميقاتي رداً على سؤال أنه تم الاتفاق على صيغة لتمويل الكهرباء.

أما لجهة الدولار فيبدو أن طبع الليرة مستمر وفق معلومات “لبنان الكبير”، ما من شأنه رفع سعر الصرف، الذي يبدو أنه استقر عند الـ ٤٠ ألفاً، مما يرفع أسعار السلع، وتحديداً المحروقات.

وتشهد العاصمة اللبنانية اليوم الماراتون الدولي السنوي “ماراتون بيروت” الذي سيضم عدداً من الرياضيين العالميين. وكان الماراتون عاد السنة الماضية بعد سنتين من التوقف بسبب جائحة كورونا.

شارك المقال