إعلام الفتنة يستهدف الاستقرار… و”لواء الأمن”

لبنان الكبير

لبنان “العايش من قلة الموت”، لا يمتلك رئيساً ولا حكومة ولا اقتصاداً ولا حتى مشاهدة كأس العالم على تلفزيونه الرسمي كما بقية الدول، بل يمتلك شيئاً واحداً فقط، هو الأمن، والفضل في ذلك يعود بصورة كبيرة إلى شخصين، هما قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وتنتشر مآثر الأمن اللبناني على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة ومواقع الاعلام الحديث، وتتحدث عن الانجازات في القبض على شبكات الارهاب والعمالة، وعن القدرة العالية التي تمتلكها الأجهزة الأمنية اللبنانية، تحديداً شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، التي لا يكاد يمر يوم إلا وتحقق إنجازاً نوعياً في اعتقال المجرمين، وخصوصاً أولئك الذين يحاولون الاخلال بالسلم الأهلي في لبنان، ولذلك من المستغرب جداً تصويب صحيفة الممانعة الأولى السهام نحو اللواء عثمان، وكأنها تقول إنها تريد ضرب الأمن والاستقرار في لبنان، خدمة لأجندات لا يعلمها إلا الله، أو ربما “حزبه”.

تصويب “الأخبار” على اللواء عثمان في مقالين استدعى رداً من الأخير قال فيه: “التزام القانون بكل المعايير لم يكن يوماً بالنسبة لي خياراً، بل هو واجب نهائي. وأن يأتي من يحاول تشويه سمعتي في هذا المجال تحديداً، فهو إما جاهل، وإما كاذب، وإما مستكتب في مطبوعة صفراء، لوثت وجه الصحافة أولاً، إذ استبدلت الساطور بالقلم، واستهانت بكل المعايير الأخلاقية. اطمئنوا، فأنا لست ممن يخضع للابتزاز، ولستم أنتم من يصلح للكلام عن القانون”.

وكانت “الأخبار” نشرت مقالين مؤخراً ضد اللواء عثمان زعمت فيهما أنه حوّل القوانين المرعية الاجراء إلى أوراق خرطوش، وأنه حضّ ضباطه وعسكرييه على خرق القوانين وارتكاب جريمة يُعاقب عليها القانون، ومن دون أي رادع. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني متقاعد لموقع “لبنان الكبير”: “ان الاجراءات التي يتخذها العماد عثمان في ظل وضع استثنائي كالذي يعيشه لبنان اليوم طبيعية، وهو لا يخالف القوانين بها فعلياً، فهل من المنطق أنه في حال ضبط لص أو قاتل متلبس بالجريمة أن يطلق سراحه بسبب إضراب القضاء؟ هل يمكن إطلاق سراح متحرش أو مغتصب لأن القضاء مستنكف عن إحقاق الحق؟ من الذي يرفض بقاء المجرمين المتلبسين بجرائمهم قيد الاعتقال؟ هل هناك عاقل واحد بين الشعب اللبناني يرفض إجراءات كهذه؟ بالطبع لا، ولذلك لا يمكن فهم تصويب صحيفة الممانعة على اللواء عثمان وإجراءاته، إلا إذا كان الأمر غيرة من نجاح القوى الأمنية في القبض على شبكات العملاء، تحديداً تلك التي كانت من داخل صفوف حزب الله، بينما استطاعت الاختباء من أعين أجهزة الحزب نفسه، ولا بأس إن كان الأمر غيرة، أما الخوف فهو إن كان هناك من يسعى الى ضرب الأمن في البلد لتحقيق أجندة ما، ولذلك يتم التصويب على أحد ركائزه”.

اللبنانيون يلهيهم كأس العالم، فيما 7 محاولات لهز الشباك الرئاسية باءت بالفشل، ومن المؤكد أن الثامنة المقبلة ستلحق بسابقاتها، ولا يبدو أن هناك نية أصلاً لحلحة الاستحقاق الرئاسي، وسط كلام عن توقف الجلسات خلال فترة الشهر المقبل، على الرغم من أن أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري تنفي هذا الأمر، إلا أنه قد يكون جس نبض، ربما يستطيع بري خلال الاستراحة من الجلسات أن يشغل محركاته بصورة أفضل عبر حوارات ثنائية. وفي جو الاستحقاق الرئاسي، اعتبر نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن “الورقة البيضاء رسالة إيجابية بعدم الحسم، بينما بعض الأسماء التي طرحت تعوق الاتفاق لأنَّها استفزازية وهم يعلمون بأنَّها لن تنجح، ومشروعها السياسي ضد مصلحة لبنان، ويربطه بالمصالح الأجنبية. إذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها على الحوار ولنأتِ برئيس لديه قدرة على العمل الانقاذي باشتراك كل اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، وتكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولنرَ إلى أي نتيجة سنصل.”

أما عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم فرأى أن “أجواء الاستحقاق الرئاسي لا تزال في دائرة المراوحة وهذا ما تفرضه موازين القوى في المجلس النيابي، حيث أثبتت جلسات الانتخاب حتى اليوم أنه من دون الوصول الى توافق بين المكونات لن نختصر أمد الشغور الرئاسي، وفي لحظة سياسية دقيقة وظروف اقتصادية يحتاج فيها وطننا الى استغلال كل دقيقة لاعادة الحياة الى المؤسسسات لتأخذ دورها، والبدء بمسار انقاذي أصبح أكثر من ضرورة.”

وبينما حرم اللبنانيون من مشاهدة المونديال، توجه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وولي عهده إلى قطر لتشجيع فريقهما المفضل فرنسا في مواجهة الدنمارك، ووفق المعلومات فإن الزيارة لن تقتصر على الرياضة وحسب، بل سيحاول استكمال ما بدأ به في الزيارة السابقة، من إدخال القطريين على خط الوساطة لأجله مع الأميركيين، بينما يسرّب لوسائل الاعلام عبر مقربين منه أن العقوبات عليه سترفع قريباً، وعندها سيتمكن من الترشح لرئاسة الجمهورية، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيقى حليفاً لـ “حزب الله” المتمسك برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في حال أقدم على هذه الاهانة ضده؟

وكأن كأس العالم وضع كوكب الأرض بأكمله في حالة تخدير، فقد أضحت الأزمات العالمية كأنها غير موجودة، لا الحرب الروسية – الأوكرانية، ولا حتى التفشي الجديد لوباء كورونا، فالعالم يجتمع على الطابة المستديرة، وكل همه من يفوز ومن يشجع.

شارك المقال