“الوسط” يستقبل المُفتين… ويستحضر الإعتدال الصادق

لبنان الكبير

في ظل المشهد السياسي المعطل والقاتم، كان الحدث بالأمس في “بيت الوسط” وما يرمز اليه هذا البيت من اعتدال ووفاء حيث جمع تحت سقفه اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين، ولعب دوراً وطنياً كبيراً في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، والأهم من كل ذلك، بات رمزاً للاخلاص والصدق باعتراف الخصوم قبل الحلفاء في زمن يحتاج فيه البلد الى حكام مخلصين.

في “بيت الوسط” الذي يجسد قلب بيروت النابض، أقام الرئيس سعد الحريري، ممثلاً برئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بهية الحريري، ظهر أمس، حفل غداء تكريمي على شرف المفتين المنتخبين مؤخراً، في حضور ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف. وشارك في الحفل مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال. كما حضر الحفل، النواب السابقون: سمير الجسر، عاصم عراجي، بكر الحجيري، رولا الطبش وطارق المرعبي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى عمر مسقاوي، القاضي الشيخ خلدون عريمط، نقيب المحامين السابق في طرابلس والشمال محمد المراد، مستشار الرئيس الحريري للشؤون الاسلامية الشيخ علي الجناني وشخصيات.

وفي هذا الاطار، أكد رئيس “المركز الاسلامي للدراسات والاعلام” القاضي الشيخ خلدون عريمط في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “بيت الوسط برعاية الرئيس سعد الحريري هو بيت جامع لكل اللبنانيين، وعندما يلتقي أصحاب السماحة مفتو المناطق في بيت الوسط، يكون ذلك تأكيداً على أن سيد البيت لا يزال يلعب دوراً أساسياً في وحدة الصف الاسلامي والوطني، ولا يزال كما كان رمزاً لوحدة لبنان واللبنانيين. دائماً كان مشروع سيد بيت الوسط، الدولة ومؤسساتها والنهوض بالدولة القوية العادلة. وليس بمستغرب على بيت الوسط أن يجمع المرجعيات الدينية لأن عادته أن يجمع المواقع الدينية الاسلامية والمسيحية كافة لتعمل جميعاً في سبيل النهوض بلبنان السيد الحر العربي المستقل. لا شك قي أن اللقاء له معنى كبير بأن بيت الوسط كان في قلب لبنان وسيبقى كذلك، وسيد البيت كان ولا يزال يمثل رمزية كبيرة لوحدة المسلمين واللبنانيين ولنهوض الدولة ومؤسساتها”.

وتوجه الى الرئيس الحريري بالقول: “ان لبنان بحاجة اليك، واللبنانيون بحاجة الى اعتدالك وحكمتك ودورك الوطني الكبير. لذلك، نأمل أن نراك قريباً بين اخوانك وأحبابك وبين اللبنانيين جميعاً لتساهم كعادتك في ترسيخ الوحدة الوطنية وقيام دولة المؤسسات”. وأشار الى أن “الرئيس الحريري هو الذي اتخذ قراره بتعليق العمل السياسي، وباعتقادنا أنه عندما تنضج الظروف المحلية والاقليمية والدولية لن يتأخر في دعم مسيرة لبنان والقيام بورشة البناء والاعمار. الرئيس الحريري وإن كان غائباً بجسده عن لبنان، فإن لبنان موجود في فكره وعقله ووعيه، وهو الحريص على وحدة اللبنانيين والنهوض بالدولة ومؤسساتها، ولا شك في أن كل اللبنانيين يحتاجون الى اعتداله ووسطيته واخلاصه وصدقه في العمل الوطني. لبنان بحاجة الى المخلصين والحكام الذين يؤثرون لبنان على أنفسهم. وهو من الأشخاص الذي آثر لبنان واللبنانيين على راحته وعلى ممتلكاته وعلى نفسه شخصياً. لبنان بحاجة الى أشخاص يرفعون شعار لبنان أولاً وأخيراً كما رفعه الرئيس سعد الحريري”.

حركة نقابية وقضائية

إذاأ، تراجعت الحركة السياسية بالامس لصالح الحركة النقابية والقضائية، ففي ظل الشغور والفراغ وتعطيل المؤسسات، والمبادرات واللقاءات التشاورية والتواصل والنقاش بين اللاعبين الأساسيين الذين يسيرون على خطى السلحفاة في معالجتهم للقضايا والأزمات، خصصت المنابر لاطلاق صرخة وجع طارئة، لم تعد تحتمل التأجيل، من ناس يمثلون الموجوعين إن كان في نقابة الصيادلة أو نقابات المهن الحرة والاتحاد العمالي العام وروابط التعليم ونقابة المعلمين، والضغط بشتى الطرق التي كفلها الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية.

وفي تطور قضائي، ادعى القضاء اللبناني على سبعة أشخاص، بينهم موقوف واحد سلّمه “حزب الله” إلى الجيش، في قضية إطلاق رصاص على دورية للكتيبة الايرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، أدى إلى مقتل أحد عناصرها، وفق ما أفاد مصدر قضائي لوكالة “فرانس برس”.

وأشار المصدر القضائي الى أن “مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ادعى على الموقوف محمّد عياد بجرم قتل الجندي الإيرلندي ومحاولة قتل رفاقه الثلاثة بإطلاق النار عليهم من رشاش حربي. وادعى كذلك، على أربعة أشخاص معروفي الهوية ومتوارين عن الأنظار وعلى اثنين آخرين مجهولي الهوية بجرائم إطلاق النار تهديداً من سلاح حربي غير مرخص وتحطيم الآلية العسكرية وترهيب عناصرها. وأحال عقيقي الملف مع الموقوف على قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان لاجراء التحقيقات واصدار المذكرات القضائية اللازمة”.

وأوضح مرجع دستوري لموقع “لبنان الكبير” أن “الادعاء يعني أن التحقيقات أظهرت وجود أفراد قاموا بهذا الفعل، فادعى عليهم القاضي عقيقي. والادعاء على أشخاص يعني أن هناك اثباتاً للجرم، وهذه الجريمة ليست بحاجة الى اثبات لأن الجرم حاصل ونتج عنه قتيل، واليوم المهم توقيف المرتكبين. التحقيقات سرية، ولم يطلع عليها أحد، وبالتالي، لا يمكن تقويم الادعاء من دون الاطلاع على مضمون التحقيقات. أما بالنسبة الى احالة الملف على التحقيق العسكري، فهذا المسار الصحيح والطبيعي في جريمة تتعلق بقوات اليونيفيل”.

من ناحية أخرى، دعا مجلس القضاء الأعلى في بيان “القضاة الى العودة الى ممارسة مهامهم، بما يؤمّن استمرارية المرفق العام القضائي، وتسيير عمل المحاكم والدوائر القضائية كافة، وبما يتناسب مع حاجات ووضع كل محكمة ودائرة قضائية وفقاً للإمكانات المتاحة”.

الى ذلك، اتخذ المجلس الدستوري قراره النهائي في قانون موازنة 2022، وقضى بإبطال بعض بنود القانون، وردّ بنود أخرى، وذلك بعد طعن عدد من النواب ‏التغييريين به. وقال رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب بعد البت بالطعون: “قراراتنا ملزمة وعملنا منذ أكثر من شهر على الطعون في ما خصّ الموازنة. هناك ما ألغيناه وما فسرناه”.

البابا بنديكتوس الى مثواه الأخير

وبعيدا عن الواقع السياسي الفاسد والمهترئ، والمعيشي الصعب والمؤلم، ودّع العالم رجل السلام، البابا بنديكتوس السادس عشر في مأتم مهيب رأسه البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، هو الذي أوصى بأن تكون جنازته متواضعة كما حياته، ليدخل الملكوت السماوي عن عمر ناهز 95 عاماً، أمضى معظمها في خدمة بيت الله وفي الصلاة والخشوع والتأمل والتواضع.

البابا الراحل الذي زار لبنان سنة 2012، لأن بلد الأرز كان في قلبه ووجدانه، أصر على زيارته في ظروف صعبة كانت تمر بها المنطقة حيث ساهم في بلسمة الجروح، وأعطى جرعة دعم للبنانيين للصمود ومواجهة المحن وعدم الاستسلام. وتكللت الزيارة بتوقيع الارشاد الرسولي الخاص بالشرق الاوسط. وقبل ذلك، كانت هناك زيارة للبابا بولس السادس في طريقه إلى القدس، ومن ثم البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997 الذي قال ان لبنان “أكثر من وطن، هو رسالة”، ما يدل على اهتمام فاتيكاني بلبنان.

وفي هذا السياق، لفت أحد المطلعين الى أن العلاقة بين لبنان والفاتيكان هي علاقة تاريخية بدأت بعلاقة الكرسي الرسولي مع الكنيسة المارونية منذ مأسستها ثم انتقلت لتتطور الى علاقة دولتية منذ العام 1920 ولو بصورة غير رسمية، لكنها في موازاة العلاقة الدولتية والكنسية هي علاقة حضارية اذ أن الكرسي الرسولي ينظر الى لبنان كقضية حضارية نموذجية في الحرية وحقوق الانسان والتعددية والعيش معاً، ويعتبر أن التلاقي المسيحي – الاسلامي خصوصاً في لبنان، نموذج يجب الاحتذاء به في المجتمعات التعددية. لعب الفاتيكان دوراً أساسياً في انهاء الحرب الأهلية، وكان له الدور المؤسس في اتفاق الطائف الذي كرّس موجب الانتقال الى دولة المواطنة. الفاتيكان يضع القضية اللبنانية في سلم أولوياته ويتحرك ديبلوماسياً بصورة جدية ليفعّل الرافعة العربية والدولية لانقاذ لبنان.

“الكابيتال كونترول”

وعلى ايقاع ارتفاع سعر صرف الدولار، عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة، برئاسة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لمتابعة مناقشة مشروع قانون “الكابيتال كونترول”.

اثر الجلسة، قال بوصعب: “أقررنا المادتين الخامسة والسادسة من المشروع. وجرى تغيير كبير في القانون وكانت هناك ملاحظات عليه. اليوم كان هناك ما يسمى (صيرفة)، ونحن لا نريد أن نشرّع (صيرفة) أو غيرها وصار هناك اعتماد بالسعر الفعلي وفقاً لقانون النقد والتسليف. اما المادة السادسة فتتعلق بالسحب، وبدل أن نضع السقف الأعلى وضعنا السقف الأدنى أي أن يسحب المواطن بالحد الأدنى 800 دولار وتركنا للجنة أن تراجع الموضوع وفق تطور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، من أجل أن نتدرج بالمبلغ”.

المطار آمن

وعلى الصعيد الأمني، طمأن وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف ‏الأعمال علي حمية الى أنّ “المطار آمن بعكس ما يروج له الاعلام الإسرائيلي”، مشيراً الى أن “العمل بدأ على تغيير (سكانرات) الكشف على ‏الحقائب بأخرى ذات جودة عالية في المطار. عملية تطوير المطار تجري ‏على قدم وساق على الرغم من الظروف المالية الصعبة”.‏

شارك المقال