“حزب الله” يطمئن اللبنانيين المأزومين: إيران بخير

لبنان الكبير

الأسبوع الأول بعد الأعياد لا بد أن يعيد تشغيل عجلات السياسة، وتتجه أنظار الأوساط السياسية إلى حدثين، الأول هو وصول وفد القضاة الأوروبيين اليوم إلى بيروت، والثاني هو الجلسة الـ 11 لمحاولة انتخاب رئيس للجمهورية وإن كان سيحصل تغير في المياه الراكدة أم أن الأمور ستبقى على حالها وستكون جلسة كسابقاتها.

لقاءات واجتماعات في محاولة لإحداث خرق ما في الملف الرئاسي، على الأقل بصورة شكلية وليس إيجاد حل فعلي، بحيث تنتشر معلومات عن أن “التيار الوطني الحر” يتجه إلى التخلي عن الورقة البيضاء وتسمية شخصية لرئاسة الجمهورية، قد يكون مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، الذي طرح اسمه في لقاءته الأخيرة، أما الفريق السيادي فتتسرب منه معلومات عن أنه يتجه الى التخلي عن اسم ميشال معوض، أو بالأحرى أن معوض نفسه أصبح على يقين بعدم تمكنه من الوصول إلى سدة الرئاسة.

وعلم “لبنان الكبير” أن هناك كوكتيلاً من عدة أسماء جديدة ستدخل على ساحة المعركة الرئاسية، وأحدها رجل أعمال معروف، وهناك محاولة لتسويقه على مختلف القوى السياسية، وهو يمتلك علاقات جيدة مع مختلف القوى، إلا مع حزب “القوات اللبنانية”، لوجود خلاف قديم جديد بينهما. وفي هذا الاطار، رأى مصدر مواكب للاستحقاق الرئاسي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “المشكلة اليوم ليست في الأسماء، فقد يتم طرح الملائكة والأنبياء، ولن تستطيع الوصول إلى سدة الرئاسة، المشكلة هي في (الباكيج) ككل، فمن غير المعقول أن يحل الاستحقاق الرئاسي إفرادياً، بل سيكون ضمن صفقة تشمل رئاسة الحكومة في أقل تقدير، وقد يشمل التعيينات أيضاً، بما يشبه سلة الرئيس نبيه بري عام 2016، وربما تكون موسعة أكثر.”

وفي السياق الرئاسي، وجه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده دعوة إلى المسؤولين، تحديداً المسيحيين منهم، “للاجتهاد من أجل خلاص أبناء الله”. وقال خلال ترؤسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس: “إن كثيرين ممن تسموا مسيحيين بالمعمودية يبعدون أنفسهم عن حضن الكنيسة الدافئ، ساعين وراء مصالحهم، مستغلين اسم المسيح. هنا دعوة إلى كل مسؤول يعتبر نفسه مسيحياً حقيقياً، أن يجتهد من أجل خلاص أبناء الله الذين ألقيت على عاتقه مسؤولية رعايتهم. هذا الاجتهاد يظهر من خلال محبة الخير والصلاح، ورفض الظلم والقهر وتجويع البشر وإذلالهم واستغلالهم من أجل مكاسب ومصالح خاصة، ومن خلال التعلق بالوطن والإخلاص له والعمل من أجل المصلحة العامة”. أضاف: “المصلحة العامة تقتضي وقف التراشق الكلامي وتعطيل الدولة، والعمل على إظهار الحقائق المطموسة في شتى القضايا التي مست قلب الوطن وأبنائه، ومصارحة المواطنين بشأنها، وإنصاف من يجب إنصافهم ومعاقبة من تجب معاقبتهم، بعيداً من الشعبوية والمتاجرة، كما تقتضي العمل الحثيث من أجل إنهاض البلد وإعادة الحياة إلى مؤسساته وإداراته، وهذا لن يحصل ما لم ينتخب رئيس، مسيحي حقيقي، يتخذ الرب يسوع مثاله الأوحد ويستلهم تعاليمه. اليوم دعوة إلى جميع المسؤولين أن يطهروا أنفسهم بدموع التوبة الحقيقية، ويعودوا إلى الرب الرحوم، ويعملوا بحسب وصاياه، علّ الخلاص يزور وطننا المقهور”.

أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فتمنى في بيان، “لو أن نواب محور الممانعة ورئيس المجلس النيابي يتعظون قليلاً مما جرى هذا الأسبوع في انتخابات رئاسة مجلس النواب الأميركي، حيث عند اشتداد المنافسة وعدم تمكن أي من المرشحين من الفوز بالأكثرية المطلوبة، تتالت الدورات يومياً وبقيت الجلسات مفتوحة ودارت المناقشات والحوارات إبان الجلسات في المجلس النيابي حتى توصل المتنافسون إلى اختيار أحدهم وانتخب رئيس لمجلس النواب الأميركي بعد 15 جولة تصويت”.

ورأى أنه “إذا كان هذا ما حدث في انتخاب مجلس النواب الأميركي رئيساً له، فكم بالحري يجب أن يكون عليه الأمر في انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، فبدلاً من جلسات فولكلورية معروف مسبقاً مصيرها ونتيجتها ونهايتها، المطلوب من رئيس مجلس النواب لدى دعوته الجديدة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية أن يبلغ جميع الكتل النيابية سلفاً بأنه لن يقفل الجلسة، وأن هذه الكتل مدعوة إلى البقاء في المجلس من أجل أن تتحاور وتتناقش ما بين دورات الانتخاب المتتالية، وأنه سيبقي الجلسة مفتوحة ليس بين دورة ودورة فحسب، بل بين يوم وآخر وهكذا دواليك حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.

واعتبر أن “هكذا تكون الدعوات الجدية لجلسات الانتخاب، وهكذا نصل في ساعات أو أيام معدودة الى انتخاب رئيس للجمهورية، وليس عبر الدعوة الى الحوار للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الحوار الرسمي يتم في مجلس النواب بين دورة ودورة، وليس إلى طاولة حوار غير دستورية تبعد التركيز عن دور المجلس النيابي في انتخاب الرئيس وتأخذه الى مكان آخر الهدف الوحيد منه التغطية على من يعطل انتخابات الرئاسة الأولى”.

وبينما اللبنانيون يترقبون التطورات في الملف الرئاسي، يبدو أن اهتمامات “حزب الله” في مكان آخر، بحيث طمأن نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الى حال إيران إثر المظاهرات التي تحصل فيها، وغرّد على تطبيق “تويتر” قائلاً: “عدتُ من إيران مطمئنًّاً على وضعها المستقر بعد أحداث الشغب الأخيرة. لقد بنت أميركا ومن معها آمالاً كبيرة بعدوانهم الاعلامي والسياسي والارهابي على إيران وفشلوا، فالحياة عادية ونشطة. إيران تتقدَّم وتتألَّق.”

الحزب الوحيد الذي يمكنه التفاهم مع حليفه البرتقالي على إخراج البلد من حالة الفراغ القاتلة، لا يبدو مهتماً أصلاً بالوضع الداخلي، واهتماماته تصب في مصلحة ولي نعمته الايراني، بل ربما أكثر هو مستفيد من حالة الفوضى التي يعيشها البلد، فهذا حال الميليشيات الطبيعية، التي لا يمكن أن تزدهر بوجود دولة حقيقية.

وفي شأن محور الممانعة، يبدو وفقاً للمعلومات الديبلوماسية، أن هناك خلافاً بين أركانه، فهناك صراع نفوذ بين إيران والنظام السوري، تحاول روسيا التي تختلف أيضاً في ملفات سورية مع إيران، استغلاله، من خلال فتح كوة في العلاقات التركية – السورية وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، وقد لاحظت إيران هذا الأمر، وكان من المفترض أن يزور الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي سوريا الأسبوع الماضي، ولكن زكام الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي أصبحت لديه مونة في سوريا، بعد كل التقديمات التي قدمها لصمود النظام، أرجأ زيارة رئيسي، والتي من المتوقع أن تستأنف لاحقاً.

شارك المقال